الرسام إيون تسوكوليسكو
ولد الرسام إيون تسوكوليسكو في عام 1910 في مدينة كرايوفا مركز محافظة دولج جنوب شرقي رومانيا لوالدين مثقفين . هوى الرسم منذ الصغر ولكنه لم يلتحق بمدرسة فنية

Diana Baetelu, 05.04.2025, 15:35
ولد الرسام إيون تسوكوليسكو في عام 1910 في مدينة كرايوفا مركز محافظة دولج جنوب شرقي رومانيا لوالدين مثقفين . هوى الرسم منذ الصغر ولكنه لم يلتحق بمدرسة فنية لأنه لم يعتبر نفسه رساما موهوبا بالضرورة وبالتالي التحق بكلية العلوم الطبيعية بجامعة بوخارست وتخرج منها في عام 1936 ثم واصل الدراسة ونال درجة الدكتوراه في الطب عام 1939. وأول معرض فني له أقامه في عام 1938 على نفقاته الخاصة في مقر الأكاديمية الرومانية . وقد لفت المعرض انتباه النقاد ما أفسح له المجال للمشاركة في معارض أخرى جماعية مثل صالون الرسم في عامي 1941 و1945وحتى لإقامة معارض شخصية . ولكن شهرته بلغت عنان السماء بمناسبة المعرض الاستعادي الرائع الذين أقيم قيم له في بوخارست في ربيع عام 1965 بعد عامين اثنين من وفاته .
مارس إيون تسوكوليسكو الطب فقط كطبيب عسكري إبان الحرب العالمية الثانية وكان باحثا شغوفا في مجال علم الأحياء في إطار الأكاديمية الرومانية. وقضى حياته متنقلا على الدوام بين ورشة الرسم والمختبر العلمي .
الناقد الفني إرفين كيسلر أفادنا بأن الرسام إيون أوكوليسكو كان يوصف في الحقبة الشيوعية ب”البطل الثقافي الوطني” .فقد حضر الناقد المعرض المخصص للرسام الذي أقيم في قاعة سافاري آرت للفن المعاصر في بوخارست بعنوان “إيون تسوكوليسكو – الرسام الهاوي العبقري “. قد أقيم المعرض بمناسبة الذكرى الستين للمعرض الاستعادي الذي أقيم في عام 1965 وقيم كرس الرسام كأحد أبرز الفنانين التشكيليين فيا النصف الأول من القرن العشرين.
وقد شرح الناقد إرفين كيسلر لماذا وصف تسوكوليسكو بالبطل الثقافي الوطني : “السبب يكمن في أن النظام الشيوعي تبنى هذا الرسام وأقام معارض كثيرة له في أنحاء البلاد بحيث يمكننا القول بأن تسوكوليسكو حظي بتعرض واسع في جميع المدن الرومانية الكبيرة لا سيما بين عامي 1965 و1972 مما ساهم في زيادة شعبيته وتحويله إلى أسطورة وطنية . ففي عام 1966 عرضت ثمانون من أعمال الرسام في الجناح الروماني في بيانالي البندقية ومنذ ذلك الحين حتى عام 1972 عرضت تلك الأعمال في الولايات المتحدة في سان فرانسيسكو وواشنطن وكلومبوس بأوهايو وثم في أوروبا في لندن وباريس وأسلو ووارسو .”
المساعي التي قام بها النظام الشيوعي للترويج للرسام إيون تسوكوليسكوفي الخارج استمرت بعد ذلك في رومانيا بإقامة معارض له في أنحاء رومانيا بمناسبة يوم ميلاده أو بمناسبة ذكرى معرض عام 1965 الاستعادي . وكانت كل تلك المعارض مصحوبة بمظاهر احتفالية من المقالات النقدية المادحة إلى المسرحيات إلى المقطوعات الموسيقية المكرسة له. أما المعرض الذي أقيم في قاعة أرت سافاري مؤخرا فليس معرضا بالمعنى الكلاسيكي لأنه يتضمن إلى جانب الرسوم معروضات الفن الشعبي والوثائق والصور الفتوغرافية بالإضافة إلى مختبر علمي صغير نظم بالتعاون مع كلية علم الأحياء في جامعة بوخارست للتذكير بالأبحاث العلمية التي أجراها الرسام في مختبره بالأكاديمية الرومانية.”
وصف الناقد إرفين كيسلر المعروضات التي يمكن مشاهدتها في في المعرض:”يتضمن المعرض مائة وعشرين رسما لتسوكوليسكو بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وأكثر من حمسين معروضة أخرى وأيضا الأفلام الوثائقية والتسجيلات الإذاعية والموسيقى الكلاسيكية بالإضافة إلىمجموعة من السجاجيد الشعبية التي أوحت لتسوكوليسكو العديد من اللوحات الرائعة .”
اختتم الناقد إيرفين كيسلر نبذته عن إيون تشوكوليسكو مذكرا بأن الفنان مارس هواية الرسم بحرية تامة دون أن يخضع لمطالب النظام الشيوعي الذي عاش في ظله : “كان تسوكوليسكو الفنان الوحيد الذي رسم فقط ما كان يروق له أن يرسم متجاهلا الحاضر القمعي الذي كن يعيش فيه ظله. لقد تعلم الرسم بنفسه وكانت لديه طاقة عمل غير عادية . وفي مقال نشر عام 1965 نقل عن الرسام قوله بأن يريد أن يترك للناس “عملا مفعما بحب الحياة.”