اكتشاف نساء الحرب الكبرى
بعيداً عن خط الجبهة، كان على عاتق النساء مهمة الحفاظ على معنويات الناس، ومساعدتهم على حلّ عدد لا يحصى من المشاكل التي ظهرت آنذاك
Christine Leșcu, 27.01.2019, 12:22
في فترة ما قبل الوحدة الكبرى عام ألف وتسعمئة وثمانية عشر، وفي أعوام الحرب العالمية الأولى، الصعبة بالنسبة للملكية الرومانية، الموجودة في جزء كبير منها تحت الاحتلال الألماني، منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) عام ألف وتسعمئة وستة عشر، لم يكن الجنود الموجودون على الخط الأمامي هم الرائعون فقط.
بعيداً عن خط الجبهة، كان على عاتق النساء مهمة الحفاظ على معنويات الناس، ومساعدتهم على حلّ عدد لا يحصى من المشاكل التي ظهرت آنذاك. بالإضافة إلى الأعمال الخيرية والدبلوماسية، المعروفة منذ زمن طويل، للملكة ماريا والأميرة مارثا بيبيسكو، بدأ التحقيق في مشاركة نساء أخريات في السنوات اللاحقة.
نظمت الأرشيفات الوطنية مؤخراً، معرضاً للصور الفوتوغرافية القديمة والوثائق والمخطوطات، لإلقاء الضوء على عمل النساء الرائعات ، الأخوات في الأعمال الخيرية وأسلاف الحركة النسوية الرومانية. مونيكا نيغرو، أمينة معرض اكتشاف تاريخ نساء الحرب الكبرى، تصف لنا باستمرار سيرة حياة بعضهن. ليس من قبيل المصادفة أن تبدأ مع ألكساندرينا كانتاكوزينو Alexandrina Cantacuzino ، رمز الحركة النسائية بين الحربين. مونيكا نيغرو.
كانت ألكساندرينا كانتاكوزينو امرأة ذات ثقافة عالية وإرادة قوية، وروح متدينة، تقليدية ووطنية، وهي خطيبة أوروبية المستوى. وُلِدَت في أيلول (سبتمبر) عام ألف وثمانمئة وستة وسبعين، وتزوجت من السياسي المحافظ غريغوري كانتاكوزينو، الوزير ووزير الدولة وعضو البرلمان. دعمت حركة تحرير المرأة الرومانية حتى من أموالها الخاصة، على سبيل المثال، قامت بتمويل ثلاثة وثلاثين مدرسة، وإرسال آلاف الكتب إلى باسارابيا. كانت ألكساندرينا كانتاكوزينو ممثلة للحركة للنسوية الرومانية والدولية في العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين. منذ عام ألف وتسعمئة وثمانية عشر، ترأست الجمعية الأرثوذكسية الوطنية للمرأة الرومانية، التي دعمت تأسيس الجمعيات الثقافية والمدارس والإسكان الاجتماعي في بوخارست ومدن أخرى. في سنوات الحرب العالمية الأولى، فضلت ألكساندرينا كانتاكوزينو البقاء في بوخارست خلال الاحتلال الألماني، وتمت تسميتها كعضو في الصليب الأحمر، حيث عملت في مستشفى كبير للجرحى في العاصمة، كما ساعدت أسرى الحرب في معسكرات بوخارست.
وبعد الحرب، واصلت ألكساندرينا كانتاكوزينو العمل لمساعدة الفتيات الفقيرات، وتحرير النساء بشكل عام. كما دعمت إنشاء وحدة تعاون صغيرة من النساء بين رومانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا واليونان، وكانت رئيسة هذا المنتدى بين عامي ألف و تسعمئة وثلاثة وعشرين، وألف وتسعمئة وأربعة وعشرين. أما بين عامي ألف وتسعمئة وخمسة وعشرين، وألف وتسعمئة وستة وثلاثين، فقد كانت نائب رئيس المجلس الدولي للمرأة. توفيت في عام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين، وقد كان عملها مدعوماً من قبل ألكساندرينات أخرى شبيهات بها. تحدثنا مونيكا نيغرو عن ذلك:
وُلدت ألكساندرينا فالكويانو في أسرة قديمة من الملاّك الجبليين. كان أبوها أستاذ رياضيات جامعياً في بوخارست. وكانت ابنة عمها الكبرى إيلينا فاكاريسكو Văcărescu، التي عاشت معها في الغرب. خلّفت ألكساندرينا فالكويانو مجموعة مذكرات محفوظة في الأرشيف الوطني. خلال حروب البلقان، اتبعت دورة تمريض تطوعية. ثم أصبحت عضواً في الصليب الأحمر الروماني، حيث كانت تعمل باستمرار، حتى على سيارة إسعاف رومانية أُرسلت إلى بلغاريا عام ألف وتسعمئة وثلاثة عشر. في عام ألف وتسعمئة وستة عشر، وبعد غزو بوخارست من قبل القوى المركزية، أقامت مطعماً في محطة قطارات تيتو، بالقرب من العاصمة، كي يحصل الجنود على وجبة ساخنة يومياً. كان هناك نحو أربعين ألف جندي، وكل جريح كان يصل إلى المطعم، كان يحصل على الحساء وريع رغيف وكأساً من الشاي.
وخلال الحرب أيضاً، أطلق الصليب الأحمر اسم ألكساندرينا فالكويانو على بعض المستشفيات في العاصمة، وفي مذكراتها، تحدثت عن الحماية الممنوحة للسجناء الرومان الهاربين الذين تخفّوا في أحد هذه المستشفيات. وأيضاً تحت اسم ألكساندرينا كانتاكوزينو، ظهرت امرأة أخرى رائعة خلف خطوط الجبهة، أطلق عليها اسم معزّية السجناء. مونيكا نيغرو.
كانت زوي رامنيتشيانو عضواً ممثلاً للحركة للنسوية الرومانية والدولية، كونها أحد القادة المؤسسين، وتقوم بوظيفة أمين الصندوق العام. عملت في الحرب العالمية الأولى، كممرضة في مستشفى رقم مئة وثلاثة عشر، في بوخارست، جنباً إلى جنب مع ألكساندرينا كانتاكوزينو. تم سجنهما لفترة قصيرة في تشرين الثاني نوفمبر عام ألف وتسعمئة وسبعة عشر، بتهمة التحريض ضد الاحتلال الألماني في ذلك الوقت. كانت زوي رامنيتشيانو عضواً في الصليب الأحمر الروماني، وعملت باستمرار لمساعدة السجناء الرومانيين وزيارة معسكرات الاعتقال. منذ الأول من كانون الأول ديسمبر عام ألف وتسعمئة وستة عشر، قدمت الطعام والرعاية الطبية إلى أربعة آلاف سجين روماني في العاصمة.
إلى جانب هؤلاء النسوة، وفي السنوات الأولى من تحقيق رومانيا الكبرى ، لوحظت آخريات يعملن في مجال العمل الخيري والنشاط الاجتماعي، وكذلك في الفنون أو العلوم.