ميثاق المطالعة
ميثاق المطالعة - مبادرة أطلقتها جمعية الناشرين في رومانيا من أجل الترويج للقراءة
Diana Baetelu, 27.02.2023, 18:47
يصادف الخامس عشر من فبراير شباط من كل عام اليوم الوطني للترويج للقراءة .. بتلك المناسبة أطلقت جمعية الناشرين مبادرة بعنوان ميثاق المطالعة وهي مبادرة حظيت بدعم دور النشر والصحفيين و المجتمع المدني وتهدف إلى لفت الانتباه إلى تدني المؤشرات المتعلقة بالقراءة وسوق الكتاب بما فيها مدى اهتمام الرومانيين بالقراءة فضلا عن عاداتهم المتعلقة بها. على سبيل المثال أظهرت دراسة استقصائية حول الاستهلاك الثقافي لعام 2019 نشرت نتائجها في عام 2020 أن ثمانين بالمائة من الرومانيين لم يدخلوا مكتبة عامة للقراءة أو استعارة كتب على مدى الاثني عشر شهرا الماضية في حين أن اثني عشر بالمائة منهم فقط زاروا مكتبة عامة مرة واحدة فقط أو زاروا مكتبة عامة مرات قليلة طوال العام .. كما أن تسعة وثلاثين بالمائة من الرومانيين لا يقرؤون إطلاقا فيما يقرأ ستة عشر بالمائة منهم كل شهر ..عن مبيعات الكتب في رومانيا حدثنا رئيس جمعية الناشرين ميهاي ميتريكا :
”مبيعات الكتب تتبع منحنى تصاعديا تارة وتنازليا تارة أخرى لكن حجم المبيعات معكوسا في عائدات دور النشر لا يتعدى ستين مليون يورو وهو متواضع للغاية في بلد يعد سابع أكبر بلدان الاتحاد الاوروبي من حيث عدد السكان. الواقع أن رومانيا تحتل المركز الأخير بين بلدان الاتحاد الأوربي من حيث استهلاك الكتاب بجمهور قراء يقدر بنحو مليون وثلاثمائة ألف نسمة ويتكون في الأساس من جمهور المكتبات العامة ومحال الكتب ومعارض الكتاب وحفلات إطلاق الكتب الجديدة .”
أما السبب وراء تدني مؤشرات استهلاك الكتاب في رومانيا فيرى رئيس جمعية الناشرين أنه لا يكمن في ارتفاع أسعار الكتب والتي لا يزال دون معدل ارتفاع أسعار الكتب في الاتحاد الأوروبي بحسب دراسات مكتب الإحصاء الأوروبي . فالسبب الحقيقي لتدني مؤشرات استهلاك الكتاب في رومانيا فهو انخفاض مستوى التعليم :
“المبالغ التي ينفقها الرومانيون على الكتب ضئيلة للغاية وهذا ليس شأن دور النشر بقدر ما هو شأن المجتمع برمته .. الكتاب هو أفضل وسيلة تربوية وتثقيفية لأن محتوياته تبقى مطبوعة على الورق رغم مرور الوقت ويمكن مراجعتها مرات ومرات وفي أي لخطة .. لكن هذا هو الواقع المرير : سوق الكتاب في رومانيا صغيرة الحجم بسبب النظام التعليمي الذي لا يوجه اهتمامات الطلاب نحو المطالعة .”
ميثاق المطالعة ينص على تنظيم فعاليات ترويجية على مراحل أولاها الندوة التي سيناقش المشاركون فيها وبينهم ممثلون عن الحكومة القضايا ذات الصلة ..عن أهداف هذه المبادرة قال رئيس جمعية الناشرين:
“الهدف الرئيس هو توعية السلطات العامة بالتداعيات الكارثية لارتفاع نسبة الأمية الوظيفية .أما الحلول ؟ فقد طالبنا مرارا وتكرارا بتطبيق نصوص قانون المكتبات العامة حرفيا لزيادة مخزوناتها من الكتب حيث لا تزال نسبة تجديد المخزونات أقل من خمسة عشر بالمائة من الحد الأدنى المنصوص عليه في القانون . كما نتطلع إلى الترويج للقراءة بطريقة ذكية ضمن حملة وطنية واسعة بمشاركة السلطات المركزية .. صحيح أن دور النشر أطلقت مبادرات منفردة في هذا المضمار لكنها لا تستطيع تحريك الأمور بمفردها لأن قوة تأثيرها تنحصر في الجمهور الذي يمكنها جذبه والذي لا يمثل سوى جزء من جمهور محدود أصلا بينما الجهة القادرة فعلا على تمكين المجتمع بأكمله هي الحكومة ممثلة بالسلطات المركزية ووزارة الثقافة ووزارة التعليم التي تستطيع حشد الكفاءات من أجل وضع سياسات عامة تضع القراءة على رأس قائمة الأولويات الوطنية . فما هي فائدة قانون عام 2022 الذي أعلن بموجبه الخامس عشر من فبراير يوما وطنيا للقراءة طالما اقتصر الأمر على فعاليات احتفالية ولم تتخذ أي تدابير ملموسة من أجل زيادة الاهتمام بالقراءة . “
انضم إلى المبادرة خبراء دوليون ومنهم رئيسا جمعية النادرين الاوربيين و جمعية الناشرين و أصحاب محال الكتب في ألمانيا.. هذا وتقيم جمعية الناشرين في شهر مارس آذار القام ندوة حول وضع الأدب في رومانيا وجمهورية مولدوفا . ويسعى الناشرون في البلدين إلى إنشاء سوق مشتركة للكتاب باللغة الرومانية ..