80 عامًا على تحرير أوشفيتز
يصادف يوم 27 يناير/ كانون الثاني، الذكرى الثمانين لتحرير معسكر اعتقال أوشفيتز.

Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 28.01.2025, 20:16
في بولندا، الدولة التي كانت تضم أكبر عدد من السكان اليهود قبل المحرقة اليهودية (الهولوكوست) نظمت، وم الاثنين، 27 يناير/ كانون الثاني مراسم احتفالية بمناسبة مرور ثماني سنوات على تحرير معسكر الاعتقال النازي في أوشفيتز. وفي أشهر مصانع الموت التي أنشأها النظام النازي، لقي ما يقرب من سدس الستة ملايين يهودي حتفهم نتيجة الإبادة الجماعية. الرئيس البولندي/ أندريه دودا أكد أن بلده يحرُسُ ذكرى الهولوكوست حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة الإنسانية أبدًا. وفي المراسم شارك خمسون من الناجين، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 80 و90 عاما. بعضهم عاد إلى أوشفيتز عدة مرات، وكانت رسالتهم دائما هي إخبار الناس بما حدث، وأن هذه الأهوال لا ينبغي أن تتكرر. رومانيا كانت ممثلة بوزيرة الثقافة/ ناتاليا إنتوتيرو. بينما كانت دول مثل: ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا ممثلة على أعلى مستوى.
في بوخارست، نقل الرئيس/ كلاوس يوهانيس رسالة أكد فيها أن يوم 27 يناير/ كانون الثاني 1945 سيبقى إلى الأبد، اليوم الذي سجل فيه التاريخ أحلك فصل من فصوله، مع تحرير مجمع معسكر أوشفيتز- بيركيناو. “أولئك الذين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، استطاعوا أن يشهدوا للعالم أجمع أن الجحيم قد انطلق على الأرض، ولكنهم استطاعوا أيضاً أن يشهدوا العالم أن قوة الحياة، هزمت الموت أخيراً”. يوهانيس أكد أن “الكارثة التي وقعت لا مثيل لها، حيث قُتل فيها ستة ملايين طفل وامرأة ورجل”. وأشار إلى أن 27 يناير/ كانون الثاني هو أيضًا اليوم الذي تحيي فيه رومانيا ذكرى المعاناة التي تحملها ضحايا مذبحة بوخارست في عام 1941، عندما سُلم آلاف من اليهود إلى الموت على يد عصابات الفيلق المعروف باسم الحرس الحديدي (من أقصى اليمين). كما تناولت رسالة الرئيس الحاضر أيضاً. وفي رأي يوهانيس، على المستوى الدولي، تُخفى المواقف والمظاهر الشعبوية والتطرف وكراهية الأجانب ومعاداة السامية بشكل خبيث، بهدف تآكل الركائز الأساسية التي بني عليها العالم الحر، والتي تلعب فيها الحقوق الأساسية دورًا أساسيًا. إن انتشار الكراهية والهجمات، والتعابير العنيفة، والمعلومات المضللة، من شأنها أن تضعف الديمقراطيات، وتخاطر بالتقليل من شأن الحقوق والحريات التي اكتسبناها بشق الأنفس مع مرور الوقت. وأكد أن رومانيا قد اتخذت خطوات لتكريم ذكرى ضحايا الهولوكوست، ومكافحة معاداة السامية عبر اعتماد تشريعات قوية في هذا المجال، وتطوير مشاريع تذكارية، وأخرى تربوية، تساهم في بناء ثقافة تستند إلى القيم الأوروبية الأساسية.
وبدوره، أعاد رئيس الوزراء/ مارتشيل تشيولاكو التأكيد على التزام الحكومة الرومانية الراسخ بمكافحة آفة معاداة السامية، فضلاً عن الترويج لذكرى ضحايا الهولوكوست. وأكد أن من واجب السلطات التأكد من أن المجتمع الروماني يعرف أخطاء التاريخ ولن يُكررها. رئيس الوزراء كان قد شارك، يوم الاثنين، في معبد “كورال” في بوخارست، أكبر مكان عبادة للديانة اليهودية في المدينة، في مراسم الاحتفال المخصصة لليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وإحياء ذكرى ضحايا المذبحة المناهضة لليهود في العاصمة.