وضع متفجر في أوكرانيا
تشملُ المظاهراتُ ضد السلطة الحاكمة في كييف، تدريجيا، كلَ أنحاءِ أوكرانيا. كانتِ المظاهراتُ قدِ اندلعت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استياءً مِنْ قرار الحكومةِ المُدهِشِ القاضي بعدمِ التوقيع على اتفاقيَتَيْ الشَراكة وحُرية التنقل مع الاتحاد الأوروبي ومَنْحِ الامتياز، بالمقابل، للعلاقاتِ مع موسكو. ولكنَ الاحتجاجاتِ لم تَعُدْ الآنَ تَقْتَصِرُ على العاصمة والمناطق الغربية -التي تُعتبر مَعقلا للمعارضة الموالية للغرب- فحسب، وإنما امتدتْ كذلك إلى المُدُنِ الواقعةِ شرقَ وجنوبَ البلاد، المواليةِ لروسيا بالأحرى. عَلاوةً على ذلك، بعدما قُتِلَ البعضُ مِنْهُمْ في الاشتباكات مَعَ قوات الأمن، ازداد المتظاهرون تَطَرُفا وأعربوا عَنْ رَفْضِهِمْ أيَ شكلٍ مِنْ أشكالِ التنازل مع النظام الاستبدادي للرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ومن خلال دعوةِ المُعارضةِ للمشاركة في الحكم، وضع الرئيسُ الأوكراني خُصومَه في وَضعٍ حَرِجْ، مُقدِما نفسَهُ كأنه سياسي مُستعِدٌ للتنازل، ولكنْ دون أن يُلَبِي،َ في الحقيقة، مطالبَ المعارَضة، وفقا لما أفادتْ به وسائلُ الإعلام نقلا عَنِ المحللين. وبعد اعترافِ المُتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع بكونِهم مُتحَدِثين باسمِهم، تولى زعماءُ المعارَضةِ مَطالبَهُمْ، رافضين محاولاتِ المُصالحةِ القادمةِ مِنَ الرئيس الذي فَقَدَ مِصداقيتَهُ بسبب سَفكِ الدِماء. وكان يانوكوفيتش قدِ اقترحَ عليْهِمْ مَنصبَيْ رئيسِ الوزراء ونائبِ رئيسِ الوُزراء، كما أظهر استعدادَه لِمُراجعة الدستور، الأمر الذي يفترض التنازلَ عَنْ بَعْضِ سُلُطاتِهِ لصالحِ الحكومة. ولكنَ المعارضةَ تَرغب في تحويلِ أوكرانيا إلى جمهوريةٍ برلمانية وتنظيمِ انتخاباتٍ رِئاسية مُبَكِرَة. أما الاتحاد الأوروبي -القَلِقُ بسبب تصاعدِ العنف في الحدود الشرقية، فَدعا كُلا مِنَ السلطة الحاكمة والمعارَضة إلى المزيد مِنَ الاعتدال. واستنكرت بروكسيل تَدَهْوُرَ وَضْعِ حقوق الإنسان والاعتقالاتِ في المستشفيات وحالاتِ الفُقدان أوِ التعذيب، مُشيرةً إلى أن وقفَ هذه المُمارساتِ شرطٌ أساسيٌ لاستعادةِ الثقة بين الحكومة والمجتمع. ومن جهة أخرى، طُلِبَ زعماءُ المعارضةِ بالابتعادِ عَنِ المُتظاهِرين الفَوْضوِيِينَ والاحتفاظِ بالطابعِ السِلْمِي للمظاهرات. وأعربت رومانيا هي الاخرى، التي تمتد حُدودُها المشترَكة مع أوكرانيا على مئاتِ الكيلومترات، عَنْ قلقها العميق إزاء تصاعدِ العنف في البلد المُجاوِر. ودعت وزارةُ الخارجيةِ في بوخارست إلى استخدامِ الحوار، كونَه الوسيلةَ الوحيدةَ لِحَلِ الأزمة الراهنة. وتكون رومانيا قلقةً كذلك بسبب وُجودِ جاليةٍ رومانية في غرب أوكرانيا تضم نصفَ مليونِ شخصٍ تقريبا.
Bogdan Matei, 27.01.2014, 14:47
تشملُ المظاهراتُ ضد السلطة الحاكمة في كييف، تدريجيا، كلَ أنحاءِ أوكرانيا. كانتِ المظاهراتُ قدِ اندلعت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استياءً مِنْ قرار الحكومةِ المُدهِشِ القاضي بعدمِ التوقيع على اتفاقيَتَيْ الشَراكة وحُرية التنقل مع الاتحاد الأوروبي ومَنْحِ الامتياز، بالمقابل، للعلاقاتِ مع موسكو. ولكنَ الاحتجاجاتِ لم تَعُدْ الآنَ تَقْتَصِرُ على العاصمة والمناطق الغربية -التي تُعتبر مَعقلا للمعارضة الموالية للغرب- فحسب، وإنما امتدتْ كذلك إلى المُدُنِ الواقعةِ شرقَ وجنوبَ البلاد، المواليةِ لروسيا بالأحرى. عَلاوةً على ذلك، بعدما قُتِلَ البعضُ مِنْهُمْ في الاشتباكات مَعَ قوات الأمن، ازداد المتظاهرون تَطَرُفا وأعربوا عَنْ رَفْضِهِمْ أيَ شكلٍ مِنْ أشكالِ التنازل مع النظام الاستبدادي للرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ومن خلال دعوةِ المُعارضةِ للمشاركة في الحكم، وضع الرئيسُ الأوكراني خُصومَه في وَضعٍ حَرِجْ، مُقدِما نفسَهُ كأنه سياسي مُستعِدٌ للتنازل، ولكنْ دون أن يُلَبِي،َ في الحقيقة، مطالبَ المعارَضة، وفقا لما أفادتْ به وسائلُ الإعلام نقلا عَنِ المحللين. وبعد اعترافِ المُتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع بكونِهم مُتحَدِثين باسمِهم، تولى زعماءُ المعارَضةِ مَطالبَهُمْ، رافضين محاولاتِ المُصالحةِ القادمةِ مِنَ الرئيس الذي فَقَدَ مِصداقيتَهُ بسبب سَفكِ الدِماء. وكان يانوكوفيتش قدِ اقترحَ عليْهِمْ مَنصبَيْ رئيسِ الوزراء ونائبِ رئيسِ الوُزراء، كما أظهر استعدادَه لِمُراجعة الدستور، الأمر الذي يفترض التنازلَ عَنْ بَعْضِ سُلُطاتِهِ لصالحِ الحكومة. ولكنَ المعارضةَ تَرغب في تحويلِ أوكرانيا إلى جمهوريةٍ برلمانية وتنظيمِ انتخاباتٍ رِئاسية مُبَكِرَة. أما الاتحاد الأوروبي -القَلِقُ بسبب تصاعدِ العنف في الحدود الشرقية، فَدعا كُلا مِنَ السلطة الحاكمة والمعارَضة إلى المزيد مِنَ الاعتدال. واستنكرت بروكسيل تَدَهْوُرَ وَضْعِ حقوق الإنسان والاعتقالاتِ في المستشفيات وحالاتِ الفُقدان أوِ التعذيب، مُشيرةً إلى أن وقفَ هذه المُمارساتِ شرطٌ أساسيٌ لاستعادةِ الثقة بين الحكومة والمجتمع. ومن جهة أخرى، طُلِبَ زعماءُ المعارضةِ بالابتعادِ عَنِ المُتظاهِرين الفَوْضوِيِينَ والاحتفاظِ بالطابعِ السِلْمِي للمظاهرات. وأعربت رومانيا هي الاخرى، التي تمتد حُدودُها المشترَكة مع أوكرانيا على مئاتِ الكيلومترات، عَنْ قلقها العميق إزاء تصاعدِ العنف في البلد المُجاوِر. ودعت وزارةُ الخارجيةِ في بوخارست إلى استخدامِ الحوار، كونَه الوسيلةَ الوحيدةَ لِحَلِ الأزمة الراهنة. وتكون رومانيا قلقةً كذلك بسبب وُجودِ جاليةٍ رومانية في غرب أوكرانيا تضم نصفَ مليونِ شخصٍ تقريبا.