وزارة الداخلية تحت عدسة مكبرة
القانون واضح جداً: كل ما تعنيه القيادة بنظام الأولوية، وإذا كنت في مهمة شرطية أو في مهمة طارئة، فإن سائق سيارة الشرطة مُلزم بأن يقود بحذر، وسيُعفى فقط من الجانب الخاص بالمخالفة، وليس من المسؤولية الجنائية.
Leyla Cheamil, 18.01.2022, 19:51
أثارت مأساة كان من المحتمل تجنبها سلسلة من ردود الفعل العنيفة في رومانيا. حيث توفيت فتاة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، الأسبوع الماضي، بعد أن صدمتها سيارة شرطة، بشكل مميت، على معبر للمشاة في بوخارست، بينما وصلت الثانية إلى المستشفى، إثر إصابتها بجروح خطيرة. الإشارات التحذيرية لسياة الشرطة كانت مضاءة. ردة فعل أتت من وزير الداخلية/ لوتشيان بوديه، الذي أوضح أن الشرطي الذي كان خلف مقود السيارة، لم يكن في مهمة طارئة، وكان يمارس صلاحياته، بناءً على طلب مديرية السجلات السكانية. وأكد أن أفراد الشرطة الذين كانوا يقودون مركبة خاصة بظام أولوية، سواءً أكانوا في مهمة طارئة، أم لا، ليسوا معفيين من المسؤولية الجنائية.
القانون واضح جداً: كل ما تعنيه القيادة بنظام الأولوية، وإذا كنت في مهمة شرطية أو في مهمة طارئة، فإن سائق سيارة الشرطة مُلزم بأن يقود بحذر، وسيُعفى فقط من الجانب الخاص بالمخالفة، وليس من المسؤولية الجنائية.
الشرطي الذي تسبب في مأساة العاصمة كان قد عين من قبل مصادر خارجية، مما يعني أنه لم يلتحق بدورات مدرسة للشرطة. وزير الداخلية/ لوتشيان بوديه، أعلن أن نتيجة لمأساة العاصمة، سيعاد تحليل مشروع تجنيد ضباط شرطة من مصدر خارجي، والذي، على الرغم من أنه ضرورة، إلا أنه، في بعض الحالات، يكون محفوفاً بالمخاطر. وبشكل آخر، في الآونة الأخيرة، نظمت عدة دورات للتوظيف، بسبب أزمة الموظفين التي سببها المتقاعدون، وقلة عدد الأماكن في مدارس الشرطة.
مأساة أخرى دفعت وزير الداخلية إلى القول إنها كشفت مرة أخرى عن تعفن نظامٍ، تدهور من سنة إلى أخرى على مدى الثلاثين عاما الماضية. موارد بشرية غير كافية، في بعض الأحيان، ثبت أنها غير مهيأة أو مؤهلة بشكل جيد، وأحيانًا كان التوظيف بالتواطؤ مع السلطة السياسية المحلية، وأحيانًا أخرى بالتواطؤ مع المجرمين على المستوى المحلي. هذه المرة، وقعت المأساة في 9 يناير/ كانون الثاني في بلدة بولينتين فاليه (جنوب رومانيا)، حيث خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع للشكوى من غياب اهتمام السلطات، في سياق ترهيبهم من قبل عائلة، أما أحد أفراد هذه العائلة، فقد قتل رجلاً بعد أن ضربه في رأسه بحجر. السكان المحليون في بولينتين فاليه دعوا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحمايتهم من مجتمع غجر قادمين من منطقة أخرى، والذين من شأنهم أن يثيروا مشاكل. البلدة أعلنت منطقة خاصة للأمن العام، وحُشد العشرات من أفراد الدرك والشرطة على الفور.
مثل هذه المآسي دفعت اتحاد أنقذوا رومانيا USR (المعارض) إلى المطالبة، مرة أخرى، باستقالة وزير الداخلية، الذي أخفق في مهمته بإعادة تأهيل الشرطة. اتحاد أنقذوا رومانياUSR ، يعتبر أن قيادة وزارة الداخلية يجب أن تضم رجلاً يأتي بحلول واضحة وحازمة، يمكن من خلالها استعادة هيبة زي الشرطة، وثقة الرومانيين في المؤسسات التي يجب أن تحميهم.