نمو احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي
البنك المركزي الوطني الروماني جمع احتياطيًا قياسيًا من العملات الأجنبية، تجاوز ثلاثة وخمسين مليار يورو في نهاية الشهر الماضي. مقارنة بشهر مارس/ آذار، بلغت الزيادة مائةً وإثني عشر مليون يورو. مستوى احتياطي الذهب بقي عند مائة وثلاثة أطنان ستمائة كيلوغراماً، وبالتالي فإن احتياطيات رومانيا الدولية – من العملات الأجنبية بالإضافة إلى الذهب – تقترب من قيمة ستين مليار يورو، وهو مبلغ غير مسبوق في تاريخ البلاد.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 03.05.2023, 20:16
أطول معمر في منصبه من بين جميع الشخصيات الرئيسية في رومانيا في حقبة ما بعد الشيوعية هو محافظ البنك المركزي/ موغور إيساوريسكو. مولود في عام 1949، يعد إيساريسكو أيضًا صاحب أطول فترة ولاية رئاسة بنك مركزي في العالم، حيث عُين محافظًاً للبنك المركزي منذ عام 1990. وفي عام 1999، تخلى عن منصبه لمدة عام، حيث تولى كمستقل رئاسة حكومة يمين- الوسط الائتلافية في ذلك الوقت. وفي العام التالي ترشح لخوض معركة الانتخابات الرئاسية، دون جدوى، حيث حصل على 9.54٪ فقط في الجولة الأولى. بعد ذلك عاد إلى منصب محافظ البنك المركزي، الذي يشغله منذ قرابة ربع قرن. ليس بالضرورة أن يحبه الجميع، لكن لا أحد يشكك بكفاءته وتفانيه، خاصة وأنه ما زال يواصل حصد الإنجازات خلال شغله لكرسي المحافظ.
البنك المركزي الوطني الروماني جمع احتياطيًا قياسيًا من العملات الأجنبية، تجاوز ثلاثة وخمسين مليار يورو في نهاية الشهر الماضي. مقارنة بشهر مارس/ آذار، بلغت الزيادة مائةً وإثني عشر مليون يورو. مستوى احتياطي الذهب بقي عند مائة وثلاثة أطنان ستمائة كيلوغراماً، وبالتالي فإن احتياطيات رومانيا الدولية – من العملات الأجنبية بالإضافة إلى الذهب – تقترب من قيمة ستين مليار يورو، وهو مبلغ غير مسبوق في تاريخ البلاد.
المحلل الاقتصادي/ كونستانتين رودنيتسكي أعلن للاذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا)، أن احتياطي النقد الأجنبي الكبير يمنح الثقة للمستثمرين. ترجع الزيادة في احتياطيات النقد الأجنبي، بشكل كبير، إلى تدفق أموال الصناديق الأوروبية- كما يقول رودنيتسكي، الذي أعلن، مع ذلك، أنه مندهش من أن الأموال لا توجه بالوتيرة اللازمة لتنفيذ المشاريع، وخاصة تلك المدرجة في الخطة الوطنية للتعافي والتكيف (PNRR). كونستانتين رودنيتسكي:
المشكلة هي، مع ذلك، التالية: أن هذا التعزيز لاحتياطي النقد الأجنبي، يظهر لنا أن الأموال الأوروبية لا تُستهلك في الاقتصاد، أي أنها تبقى في حسابات البنك المركزي، لأن هذا هو المسار، تُعزز الاحتياطي، وتزيدُه، لكن هذه الأموال لا تصل إلى الاقتصاد لأسباب نراها، وهي أن المشاريع، وخاصة من الخطة الوطنية للتعافي والتكيف، لا تُنّفذ بأسلوب أكثر ديناميكية وأكثر سرعة. وكنتيجة لذلك، أعتقد أن بإمكاننا القول إن احتياطي النقد الأجنبي يمثل أحد الأصول- إذا كان يمكننا تسميته بذلك- وهو يوفر مزيدًا من الثقة في الاقتصاد الروماني. عندما نذهب إلى الأسواق ونقترض، على سبيل المثال، يمكن أن يكون ورقة رابحة أو نقطة قوة، ربما إحدى الأوراق القليلة الرابحة، لأننا إذا نظرنا، أكرر، إلى عجز الميزان التجاري، وإلى عجز الميزانية، وإلى مستوى الديون التي ترتفع بسرعة، فإن هذه تمثل، على الأرجح، علامات استفهام بالنسبة لأولئك الذين يريدون شراء أصول حكومية رومانية، أو سندات رومانية، لكن احتياطي النقد الأجنبي، يمثل مرساة يمكن لأي شخص الاعتماد عليها في حال الضرورة.
من ناحية أخرى، يُظهر بيان صحفي صادر عن البنك المركزي الوطني الروماني BNR، أن المدفوعات المستحقة في مايو/ أيار 2023 في حساب الدين العام، بالعملات الأجنبية غالباً، سواءً المباشرة أو المضمونة من قبل وزارة المالية، وتبلغ قيمتها حوالي مائتين وإثنين وسبعين مليون يورو .