نصائح بخصوص الاقتصاد الروماني
في يوم تنصيب الحكومة الجديدة المكونة من الحزبين الاشتراكي الديمقراطي، والوطني الليبرالي، بقيادة الزعيم الاشتراكي- الديمقراطي/ مارتشيل تشيولاكو، سأل محافظ البنك المركزي صناع القرار السياسي عما أسماه بالتفكير العقلاني. وفي نقاش مكرس لآفاق الاقتصاد الروماني، ذكر إيساريسكو الاتجاهين اللذين يجب أن توجه بموجبهما أية استراتيجية تنموية للبلد (وهما): التنسيق مع الاقتصاد الأوروبي، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب المحليين. الزراعة، وفروع معينة من الصناعية أو الطاقة الخضراء – كما يقول – يجب أن تكون مجالات تحظى بأولوية، وأن تصبح أكثر صلة بالأسواق، بل وحتى أكثر تكيفاُ ومرونة، في ظروف منافسة شرسة في بعض الحالات، مثل سوق المواد الغذائية– يعترف محافظ البنك المركزي الذي يتساءل، من بين جملة أمور أخرى، كيف وصلت رومانيا إلى مرحلة استيراد الكثير من المواد الغذائية، في ظروف حظوها بإمكانات زراعية ملموسة.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 16.06.2023, 20:24
أكثر معمر في منصبه من بين جميع الشخصيات الرئيسية في رومانيا في حقبة ما بعد الشيوعية هو محافظ البنك المركزي/ موغور إيساريسكو. مولود في عام 1949، إيساريسكو هو أيضًا صاحب أطول فترة لشغل منصب رئيس بنك مركزي في العالم، حيث عُين محافظًا منذ عام 1990. وفي عام 1999، غادر لمدة عام، كمستقل لتولي رئاسة الحكومة الائتلافية من توجه يمين- الوسط آنذاك، وخاض، دون نجاح، معركة الانتخابات الرئاسية، حيث حصل على 9.54٪ فقط في الجولة الأولى. بعد ذلك عاد إلى منصب محافظ البنك المركزي، الذي عُرف به منذ ما يقرب من ربع قرن. ليس بالضرورة أن يكون محبوباً من قبل الجميع، لكن، لا أحد يعترض على كفاءته وتفانيه. على مدى أكثر من ثلاثة عقود، عاصر إيساريسكو عدداً لا يحصى من المحاورين العابرين الذين تعاقبوا على قيادة الحكومة أو وزارة المالية، لذلك فإن تصريحاته، لها وزن مختلفٌ تمامًا عن العبارات التافهة التي يدلى بها السياسيون عندما يتولون مناصبهم، والتي لا يحترمونها أبدًا.
في يوم تنصيب الحكومة الجديدة المكونة من الحزبين الاشتراكي الديمقراطي، والوطني الليبرالي، بقيادة الزعيم الاشتراكي- الديمقراطي/ مارتشيل تشيولاكو، سأل محافظ البنك المركزي صناع القرار السياسي عما أسماه بالتفكير العقلاني. وفي نقاش مكرس لآفاق الاقتصاد الروماني، ذكر إيساريسكو الاتجاهين اللذين يجب أن توجه بموجبهما أية استراتيجية تنموية للبلد (وهما): التنسيق مع الاقتصاد الأوروبي، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب المحليين. الزراعة، وفروع معينة من الصناعية أو الطاقة الخضراء – كما يقول – يجب أن تكون مجالات تحظى بأولوية، وأن تصبح أكثر صلة بالأسواق، بل وحتى أكثر تكيفاُ ومرونة، في ظروف منافسة شرسة في بعض الحالات، مثل سوق المواد الغذائية– يعترف محافظ البنك المركزي الذي يتساءل، من بين جملة أمور أخرى، كيف وصلت رومانيا إلى مرحلة استيراد الكثير من المواد الغذائية، في ظروف حظوها بإمكانات زراعية ملموسة.
منظور بيئة الأعمال قدم من قبل رئيس غرفة التجارة والصناعة في رومانيا/ ميهاي دارابان، الذي يعتقد أن النموذج الاقتصادي القابل للتطبيق يجب أن يبدأ من فكرة الشراكة في قطاع الأغذية الزراعية، الذي يسجل عجزاً ملحوظاً في التجارة الدولية للبلاد. بولندا – يلاحظ دارابان – التي تفوق مساحتها، بمقدار الثلث مساحة رومانيا، لديها تسعون ألف مزارع، بينما يوجد في رومانيا سبعُمائة وستةٌ وتسعون ألف مزارع، معظمهم لديهم مزارع صغيرة، ومن الصعب جداً مناقشة القدرة التنافسية في هذه الظروف – يقول رئيس غرفة التجارة، الذي تصفه وسائل الإعلام الاقتصادية بسيد أرباب العمل، والذي يدعو إلى إعادة التنظيم الإداري- الإقليمي لرومانيا، أي تقليص عدد البلدات والمحافظات، عبر الدمج ، وضمنيًا، تقليص نفقات إدارة محلية متضخمة، وغير فعالة ومكلفة جداً.