نحو شنغن، على مراحل
انضمام رومانيا إلى مجال شنغن عاد إلى واجهة المناقشات العامة في بوخارست
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 12.12.2023, 18:36
طالما لن يستقبلوا في مجال شنغن، لحرية الحركة، سيبقى الرومانيون والبلغاريون يشعرون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في الاتحاد الأوروبي ـ تحذر الصحافة والطبقة السياسية في بوخارست وصوفيا منذ سنوات. الموضوع سيصبح أكثر إلحاحاً في العام المقبل، في شهر يونيو/ حزيران، حيث ينتخب الاتحاد الأوروبي برلماناً جديداً. أما الإحباط الناجم عن هذا الاستبعاد، غير المستحق، فسيعمل على تغذية الحصة الانتخابية للأحزاب المتشككة في أوروبا، أو الأحزاب المناهضة لأوروبا بشكل صريح في كلي البلدين. عضوتان في هياكل الكتلة الأوروبية منذ عام 2007، رومانيا وبلغاريا، لا تزالان في غرفة انتظار شنغن منذ أكثر من عقد من الزمان، بينما اختيرت مسبقاً، كرواتيا، التي انضمت إلى الاتحاد في عام 2013، لدخول فضاء حرية الحركة، حيث يستطيع أكثر من أربعمائة مليون شخص السفر بحرية، دون ضوابط حدودية داخلية. ومن بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، رومانيا وبلغاريا فقط، بالإضافة كذلك إلى جزيرتي قبرص وأيرلندا، ليست جزءًا من منطقة شنغن، التي تشمل، بالمقابل، أربع دول من خارج الاتحاد الأوروبي، وهي: النرويج، وليختنشتاين، وسويسرا، وأيسلندا.
قبول الأعضاء الجدد يتطلب موافقة الأعضاء القدامى بالإجماع، وقد منعت هولندا حتى الآن ترشيح بلغاريا، في حين عرقلت النمسا قبول رومانيا. وزير الداخلية في الحكومة المحافظة في فيينا/ غيرهارد كارنر أعلن، يوم الاثنين، أنه قدم للمفوضية الأوروبية إجراءات يجب تنفيذها قبل موافقة النمسا على دخول رومانيا وبلغاريا إلى مجال شنغن، عبر فتح الحدود الجوية. ويقول إن الحاجة تستدعي إحراز تقدم في مجال حماية الحدود البرية الخارجية للاتحاد، عبر مضاعفة عدد أفراد الشرطة ثلاث مرات. كما يجب على المفوضية تخصيص أموال للبنية التحتية لحماية الحدود البلغارية- التركية، والرومانية- الصربية. بالإضافة إلى ذلك، يطالب الوزير كارنر أن تتولى رومانيا وبلغاريا استقبال طالبي اللجوء، وخاصة الأفغانيين والسوريين، الذين كانوا سيمرون من هنا قبل وصولهم إلى النمسا.
في صوفيا، وصف رئيس الوزراء/ نيكولاي دينكوف، الذي نقل عنه مراسل الإذاعة الرومانية العامة، المطالبات النمساوية، على الفور، بأنها غير مقبولة، وأوضح أن حكومته ترفض استقبال المهاجرين القادمين من النمسا. أكثر مرونة، كانت ردة فعل الطبقة السياسية الرومانية، التي تصرفت بطريقة مختلفة، حيث هنأ رئيس الوزراء الاشتراكي- الديمقراطي/ مارتشيل تشيولاكو نفسه على إعلان فيينا، زاعماً أنه نجاح شخصي، فيما وصفته المعارضة بأنه ذر غبار في العيون، ما دامت الحدود البرية لن تفتح أمام الرومانيين، حيث ينتظرون في طوابير لا نهاية لها، وحيث يخسر الاقتصاد الوطني عشرات الملايين من اليورو يومياً. كدبلوماسية محترفة، حثت وزيرة الخارجية الرومانية/ لومينتسا أودوبيسكو على توخي الحذر، وذكّرت بضرورة انتظار موافقة البرلمان الهولندي على رفع حق النقض بالنسبة لبلغاريا، وبعد ذلك فقط، يمكن التخطيط للمراحل التالية من الانضمام إلى مجال شنغن.