موجات صدمة للصراع في غزة
في نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة لتفاقم الوضع الأمني، أعيد تسعة عشر مواطناً رومانياً آخراً مع أفراد أسرهم، و بذلك يكون عدد الأشخاص الذين تم اجلاؤهم من قطاع غزة بمساعدة الدولة الرومانية، قد وصل إلى مائة و ثلاثة أشخاص. الإعداد للإخلاء كان شاقاً و معقداً بما في ذلك، من وجهة نظر بيروقراطية. تيتوس كورلاتسان:
Bogdan Matei, 22.07.2014, 15:56
متكررة كل بضع سنوات، انفجارات العنف في الشرق الأوسط هي، في الواقع، حلقات من نفس الحرب التي لا نهاية لها بين إسرائيل وحركات المقاومة العربية في لبنان والأراضي الفلسطينية. وكما هو الحال في كل مرة، تراقب الدبلوماسية في بوخارست عن كثب الوضع في المنطقة، لأن رومانيا تشعر بالمسؤولة بشكل مباشر عن مصير بعض سكان المنطقة من مواطنيها. ويدور الحديث من ناحية، عن مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين، من ذوي الأصول الرومانية، الذين وُلدوا هنا، ومنهم كثيرون حافظوا على جنسيتهم الرومانية، ومن ناحية أخرى – عن مواطنين رومانيين، وخصوصاً رومانيات، من اللواتي وصلن عبر الزواج من مواطنين فلسطينيين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وقبل أسبوع، عندما كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المقاومة في غزة قد بدأت للتو، نسقت السلطات في بوخارست طلبات عودة أربعة و ثمانين مواطناً رومانياً إلى الوطن من قطاع غزة. وزير الخارجية الروماني/ تيتوس كورلاتسان، أصر على أن يشكر، خلال محادثات هاتفية، نظراءه في إسرائيل/أفيغدور ليبرمان، وفلسطين/ رياض المالكي، والأردن/ ناصر جودة، لدعمهم المقدم في إعادة المواطنين الرومانيين إلى أرض الوطن. دون دعم هذه الدول، في ظل الظروف الأمنية الصعبة للغاية في المنطقة، لم يمكن لهذه لعملية أن تحدث — صرح كورلاتسان.
في نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة لتفاقم الوضع الأمني، أعيد تسعة عشر مواطناً رومانياً آخراً مع أفراد أسرهم، و بذلك يكون عدد الأشخاص الذين تم اجلاؤهم من قطاع غزة بمساعدة الدولة الرومانية، قد وصل إلى مائة و ثلاثة أشخاص. الإعداد للإخلاء كان شاقاً و معقداً بما في ذلك، من وجهة نظر بيروقراطية. تيتوس كورلاتسان:
“الجانب الإسرائيلي يجب أن يوافق على كل لقب واسم، وعلى كل شخص في القائمة. وكانت هناك حالات حيث، لدواع مختلفة، تعود إلى صلاحيات تحقق السلطات الإسرائيلية، لم نحصل على موافقات في المقام الأول – ونتكلم عن عائلات مختلطة – ومن الصعب جداً إجلاء الزوجة والأطفال، وأن يبقى الزوج، بغض النظر عن جنسيته، في المنطقة. لدينا الآن، في مثل هذه الحالات، حيث يجب علينا أن نعمل من أجل الحصول على تلك الموافقات. لا أستبعد أبداً عملية جديدة”.
اقحام رومانيا في المنطقة لا يقتصر على الناحية اللوجستية فحسب، بل يشمل نواح مالية أو إنسانية، بالإضافة إلى سياسية ودبلوماسية. بوخارست دعت باستمرار للتعرف على حل سلمي للصراع في الشرق الأوسط. في خضم الحرب الباردة، كانت رومانيا هي الدولة الوحيد من وراء الستار الحديدي، التي في نهاية سيتينيات القرن الماضي، لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، بالرغم من أنها كانت تمنح الدعم وتحافظ على صلات ودية مع الزعيم الفلسطيني الراحل/ ياسر عرفات. ولاحقاً، زار جميع الرؤساء الرومانيين الثلاثة، بعد سقوط الشيوعية، كلاً من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ودعوا إلى حل الدولتين، العبرية والعربية، وإلى التعايش السلمي والالتزام المتبادل بالأمن.