معرض برانكوش بمدينة تيميشوارا يصل إلى نهايته
إسدال الستار على معرض برانكوش
Diana Baetelu, 29.01.2024, 15:22
أسدل مساء الأحد الستار على معرض “منابع رومانية من منظور عالمي ” المكرس للنحات الروماني الكبير كونستانتين برانكوش الذي أقيم في إطار التظاهرات والفعاليات التي استضافتها مدينة تيميشوارا بصفتها عاصمة للثقافة الأوروبية . فعلى مدى أربعة أشهر زار المعرض عدد قياسي من الزوار يقدر بأكثر من مائة وثلاثين ألفا رغم اضطرارهم للوقوف في طوابير طويلة من أجل مشاهدة عدد من أشهر منحوتات الفنان ومن بينها “الطائر السحري” و”طائر في الهواء” القبلة” و”الآنسة بوغاني” و”الصلاة” و”رأس طفل” و”الملهمة النائمة ” استعير بعضها من متاحف عالمية مرموقة مثل تيت غاليري بلندن ومركز بومبيدو بباريس .وإلى جانب المنحوتات عرضت أيضا صور فوتوغرافية ووثائق وأفلام .
أمين المعرض أوفيديو شاندور يرى أن المعرض أعاد الأمل في قدرة الثقافة على تغيير المجتمع : “أعتقد أن المعرض ترك أثرا إيجابيا على الكثير من الزوار والفضل في ذلك يعود إلى مسؤولة المعرض دوينا ليمني التي قامت بانتقاء المنحوتات وعرضها بطريقة مبتكرة تجمع بين النحت والصورة الفوتوغرافية والرسم وأيضا إلى تصميمات الديكور التي تحمل توقيع الفنان أتيلا كيم والتي تختلف كثيرا عما شاهدناه في المعارض التي كرست لبرناكوش في الماضي “.
مسؤولة المعرض دوينا ليمني قالت من جانبها أن تصميم المعرض لم يركز على وظيفته الاستعادية وإنما على إبراز علاقة النحات الدائمة برومانيا على الرغم من أنه عاش اكتسب شهرته في فرنسا. فالجدير ذكره أن كونستانتين برانكوش ولد في التاسع عشر من فبراير شباط عام 1876 في قرية هوبيتا جنوب رومانيا ودرس في بوخارست . وفي عام 1905 غادر إلى باريس حيث انضم إلى صفوف الطليعة الفنية هناك وبلغ ذروته الإبداعية بين عامي 1914 و1940.
تتضم مجموعات متحف “جورج بومبيدو” للفن الحديث في باريس الكثير من أعمال برانكوش غير أن الفنان تركها لرومانيا بموجب وصيته الأخيرة . لكن الحكومة الشيوعية في بوخارست رفضتها بعد وفاة النحات في السادس عشر من مارس آذار عام 1957 فقبلتها فرنسا بسرور ومعها ورشته في باريس وما فيها من منحوتات وأدوات وأمتعة شخصية . فرومانيا الاشتراكية لم تر في برانكوش سوى ممثل للشكلية البرجوازية ولم تعترف بقيمته الحقيقية إلا في سنيتينات القرن الماضي حين وصفته بفنان رومانيا العبقري . المعرض الذي أقيم في تيميشوارا هو الأكبر من نوعه في رومانيا على مدى الخمسين عاما الماضية حيث تبلغ قيمة الأعمال المعروضة نصف مليار يورو ولكن قيمتها العاطفية لا تقدر بثمن إذ إن كونستانتين برانكوش لم يكن نحاتا رومانيا عظيما فحسب بل كان أيضا أحد أكبر نحاتي القرن العشرين في العالم.