مشاريع تعاون جديدة بين رومانيا وجمهورية مولدوفا
Bogdan Matei, 23.09.2015, 18:06
أولويةُ بوخارست المُطلَقةُ هي جمهورية مولدوفا – هذا ما كان رئيسُ الوزراء، فيكتور بونتا، قد أعلَنَهُ في بداية هذا الشهر، أثناء الاجتماعِ السنوي للدبلوماسيين الرومانيين الذين طلب مِنْهُمْ الترويجَ لِمَصالِحِ الدولة الجارة كأنهم يُرَوِجُون لِمَصالِحِ بوخارست. وجديرٌ بالذكر أن رئيسَ الوُزراء كان قد توجَهَ سابقا إلى كيشيناو، في السابع والعشرين مِنْ شهر أغسطس/آب بِمُناسَبةِ احتفال جمهورية مولدوفا بمرور أربعة وعشرين عاما على إعلانِ استقلالِها عن روسيا، حيث استقبله رئيسُ الجمهورية Nicolae Timofti، كما عقد لقاءا مع نظيرِه المولدوفي، Valeriu Streleţ، وقَدَمَ له ضماناتٍ بِدَعْمِ رومانيا مَساعِيَ كيشيناو الانضمامَ إلى الاتحاد الأوروبي. هذا وأعلن رئيسُ الحكومة في بُوخارست، يومَ الثلاثاء، في مَصِيف نَبْتُون، عن نِيَةِ رومانيا مَنْحَ جُمهوريةِ مولدوفا قَرْضًا قابلا للرَدِ بقيمةِ مِائَةٍ وخَمسين مليون يورو، لِمُدَةِ خمسِ سنوات، بل كذلك تَمْوِيلا غيرَ قابلٍ للاسترداد مِنْ أجل المشاريع المُقبلة. وأضاف أنَ ربطَ الأنظمة الوطنية للطاقة والغاز الطبيعي يُمَثِلُ خُطوةً استراتيجيةً ينبغي مُواصَلَتُها، بحيث تَتَمَكَنَ جُمهوريةُ مولدوفا مِنْ تحقيقِ استقلالِها في الطاقة. والأمرُ المُشَجِعُ في هذا الصدد هو اهتمامُ بعضِ الشركاتِ الرومانية الكُبرى بالمُشاركة في عملياتِ الخصخصة في قطاع الطاقة بالدولة الجارة. وبدوره، أعرب نظيرُه Valeriu Streleţ عَنْ رَغْبَتِهِ في أنْ تُصْبِحَ رومانيا المُستَثْمِرَ الرئيسيَ في جُمهورية مولدوفا، واعِدًا بِمَنح تسهيلاتٍ للشركات الرومانية التي ستَستَثْمِرُ هناك. ودون الإشارة صَراحةً إلى روسيا، أعلن رئيسُ الوزراء بكيشيناو أنَ التخَلُصَ مِنَ الاعتماد على مُوَرِدٍ واحِدٍ فقط سيَسْمَحُ لِجُمهورية مولدوفا بالتَخَلُصِ مِنْ كَونِها رَهينةً لنظامٍ عَفَا عليه الزَمَن. وبالتَزامُنِ مع اجتماعِ الحُكومتَيْن، نُظِمَتْ في مَصِيفِ نَبْتُون مَسيرةٌ شارك فيها مئاتُ الأشخاص المُطالبين بتوحيد الدَوْلَتَيْن. رَبْطُ نظامِ الطاقة، وعُملةٌ مُوَحَدَة –الليو الروماني، وسياسيةٌ خارجية ودفعاية مُشْتَرَكة –هذه هي بعضُ مَطالِبِ المتظاهرين. زُعماؤُهُمْ أُستُقبِلوا مِنْ قبل وزير الخارجية الروماني، بوغدان آووريسكو، ووزيرِ الحوار الاجتماعي ببوخارست، Liviu Pop ، اللَذَيْنَ وَعَدا بِدَعْوَةِ المُتظاهِرِينَ كَجُزْءٍ مِنَ المُجتَمعِ المَدني لِحُضُورِ اجتماعاتِ الحكومة المُقبِلَة. لَكِنْ هذه المَرَة، لقد ألقَتِ المشاكلُ السياسيةُ الداخلية بظلالِها على المُباحثات بين الفَرِيقَيْنِ الحُكُومِيَيْن، التي كانَتْ في الماضي تَسِيرُ في أجْواءٍ حَيَوِيَةٍ ومُنْعِشَةٍ كانَ المُشاركون فيها يَصِفُونَها بالأَخَوِيَة. وفي بوخارست، رَفَعَتِ الدائرةُ الوطنية لمكافحة الفساد، يوم الاثنين، دَعْوَى ضِدَ بونتا بِتُهْمَةِ الفساد، وسيتعرض هذا الأخيرُ، في الأسبُوع القادِم، لِمُذَكِرَةِ حجب الثقة. وفي وَسَطِ العاصمة كيشيناون، يُطالِبُ آلافُ الأشخاص، في كُلِ ليلة، باستقالةِ حُكُومة Streleţ على الرغم مِنْ تَنصِيبِها قبل شَهْرَيْن فحسب. وجدير بالذكر أن الائتلافَ الحُكوميَ الثلاثي المُوالِيَ للغرب شُوِهَتْ مِصْداقِيتُهُ إلى حَدٍ كبير بِسَبَبِ الاختفاءِ الغامضِ لمليارِ دُولارٍ مِنَ النِظامِ المَصْرِفي يُعادِلُ نحو خمسةَ عشرَ في المِائَةِ مِنَ الناتِجِ المحلي الإجمالي. لذا، لا عجبَ أنَ المتظاهرين طلبوا أثناء المَسيرة الوَحْدَوِيَةِ بِمَصِيفِ نَبتون السَماحَ للمُدَعِينَ الرومانيين المُكافحين للفساد بِعُبُورِ الحُدود.