مسؤولون سياسيون سابقون يواجهون تهما جنائية
المشهد السياسي في بوخارست يهتز تحت وطأة فضيحة لقاحات كوفيد 19
Diana Baetelu, 28.11.2023, 15:53
يبدو أن عواقب جائحة كورونا لم تختف إلى غير رجعة في رومانيا . فبعد الخوف من الإصابة بالمرض ومن اللقاح المضاد له وبعد القيود المفروضة على حريات المواطنين على خلفية الجائحة على نحو لم يسبق له مثيل في رومانيا ما بعد الحقبة الشيوعية وبعد الأضرار الجسيمة التي تكبدها الاقتصاد والمجتمع جراء الوباء إذا بفيروس كورونا يوجه ضربة قوية جديدة . فقد طالبت الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد برفع الحصانة البرلمانية عن رئيس الوزراء الليبرالي السابق فلورين كيتسو تمهيدا لبدء الملاحقة الجنائية بحقه في قضية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي تم شراؤها ابتداء من مطلع عام 2021 إبان الجائحة وهو مطلب من المقرر أن يصوت عليه مجلس الشيوخ في بوخارست .
وقد أعلن زعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي الحاكمين أن مشرعي الحزبين سيصوتون لصالح رفع الحصانة عن رئيس الوزراء السابق والسيناتور الحالي فلورين كاتسو فيما قال اتحاد أنقذوا رومانيا المعارض إنه سيصوت أيضا بالإيجاب على طلب الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد . وفي القضية نفسها بدأت الملاحقة الجنائية بحق كل من فلاد فيوكوليسكو وإيوانا ميهايلا بصفتهما وزيري الصحة عن اتحاد أنقذوا رومانيا إبان الجائحة بتهمة إساءة استخدام الوظيفة بعد موافقة رئيس الجمهورية كلاوس يوهانيس على رفع الحصانة البرلمانية عنهما .التهمة نفسها وجهت أيضا إلى وكيل الدولة في وزارة الصحة أندري باتشو عن الحزب الوطني الليبرالي . وقال المدعون العامون إن رئيس الوزراء السابق ومعاونيه السابقين وافقوا على شراء عدد أكبر بكثير من جرعات اللقاح مما كان ضروريا لمواجهة تفشي الوباء ما كبد الدولة خسائر تقدر بمليار يورو.
وزير الصحة الحالي الاشتراكي الديمقراطي ألكساندرو رافيلا أوضح أن رومانيا طلبت نحو ثمانين مليون جرعة من اللقاحات التي كانت متوفرة آنذاك واستلمت خمسة وثلاثين مليون جرعة من إجمالي الكمية المطلوبة ودفعت مقابل الجرعات المستلمة مليارين وخمسمائة مليون يورو لي أي ما يعادل خمسمائة مليون يورو وهو مبلغ وصفته الصحافة بطائل واعتبرت كمية الجرعات التي تم شراؤها مفرطة بالنظر لعدد سكان رومانيا الذي يقل عن عشرين مليون نسمة خاصة وأن كثيرين من الرومانيين ترددوا في تلقي اللقاح . رئيس الوزراء السابق فلورين كاتسو المعزول حاليا في الحزب الوطني اللايبرالي قال إنه سيدافع عن نفسه بنفسه وأيضا بمساعدة المحامين . أما اتحاد أنقذوا رومانيا فقال إنه مع وزيريه السابقين قلبا وقالبا ووصف القضية بمدبرة سياسيا حيث صرح رئيس الاتحاد كاتالين درولا بأن التهم الموجهة إلى وزير الصحة السابق فلاد فويكوليسكو ما هي سوى دليل على استخدام مؤسسات الدولة لاستهداف المعارضة ..تصريحات وصفها المحللون بالغريبة كونها تأتي من تشكيلة سياسية جعلت من مكافحة الفساد بندا رئيسيا في برنامجها السياسي وأطلقت منذ سنوات شعار : أنا أصوت لصالح الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد . وكتبت الصحافة أيضا أن فضيحة اللقاحات ليست سوى مقدمة لفترة من الاضطرابات السياسية الشديدة تسبق الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية بالإضافة إلى انتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها العام المقبل في رومانيا.