مخاوف بشأن رومانيا
شركاء رومانيا الاستراتيجيون والمحللون الاقتصاديون يبدون قلقهم حول توجه البلد بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية
Radio România Internațional, 06.12.2024, 10:34
لم تُظهر رومانيا أي سبب للقلق منها، وهي الشريك الأساسي في الهيكل الأمني الأوروبي الأطلسي، بفضل موقعها الاستراتيجي على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، والصوت القوي في الاتحاد الأوروبي الملتزم تماماً بمساعدة أوكرانيا المعتدى عليها. لكن الأمور تغيرت بشكل كبير بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي فاز بها مرشّح مستقل تم ترويج حملته الانتخابية بشكل هائل على شبكة التواصل الاجتماعي “تيك توك”، وهو المنتقد لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، والمعجب بروسيا “بوتين”، وبعض الشخصيات القاتمة من فترة ما بين الحربين العالميتين، والفاشيين المعادين للسامية، والترويج لتأميم الموارد واقتصاد الاكتفاء الذاتي.
ولم يكن نجاح حملته عرضياً، فقد أظهرت أجهزة الاستخبارات لاحقاً، تدخلاً خطيراً في العملية الانتخابية، وشنّ روسيا للحرب الهجينة ضد الدولة الرومانية. وقد أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن التقارير، التي تفيد بتورط روسيا في الانتخابات. وحذّرت وزارة الخارجية، من أن إبعاد السياسة الخارجية لرومانيا عن تحالفاتها الغربية، سيكون له تأثير سلبي خطير على التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
حيث قال وزير الخارجية “أنتوني بلينكن”، بأن السلطات الرومانية كشفت عن جهد روسي واسع النطاق، ومموّل جيداً، للتأثير على الانتخابات الرئاسية. وقد أرسل ستة سفراء أمريكيين سابقين في بوخارست رسالة إلى الرومانيين، أعربوا عن قلقهم، من أن رومانيا كانت هدفاً لهجوم واسع النطاق، على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، بالتنسيق مع إحدى الجهات الحكومية.
وفي الرسالة، قال “ألفريد موسى”، و”جيمس روزابيبي”، و”مايكل غيست”، و”نيكولاس تاوبمان”، و”هانس كليْم”، و”أدريان زوكرمان”، بأنهم واثقون من أن الشعب الروماني، سينظر إلى هذه الهجمات من قبل الدول الاستبدادية، على أنها انقلابات فاشلة، ولن يسمح لها بتقويض العلاقات المتينة بين الولايات المتحدة مع رومانيا. “فرومانيا ليس لديها صديق أفضل من الولايات المتحدة، والولايات المتحدة تقدر هذه العلاقة بشدة. ومعاً، سيحقق شعبي رومانيا والولايات المتحدة السلام والديمقراطية والازدهار”. وقال وزير الخارجية الألمانية: “بأن تقارير السلطات الرومانية، تظهر تأثير المعلومات المضللة الروسية على الانتخابات الرئاسية في رومانيا. فبوتين يريد تقسيمنا، وتقويض الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. لكن أوروبا لا تزال قوية، ومعاً، سنحمي ديمقراطياتنا من التهديدات الهجينة”.
وقد أدّت الشكوك والسياق الانتخابي المتوتر، إلى انخفاض ثقة المحللين في الاقتصاد الروماني. وأكّد رئيس رابطة المحللين الماليين المعتمدين في رومانيا “أدريان كوديرلاشو”، إلى تسجيل مؤشر ثقة الاقتصاد الكلي للرابطة، في شهر تشربن الثاني/نوفمبر، لواحد وثلاثين فاصلة أربعة نقطة، وهو أدنى مستوى مسجل منذ تموز/يوليو عام ألفين وعشرين خلال الوباء، وبانخفاض يصل إلى ثلاثة عشر نقطة ونصف النقطة، بسبب حالة مرتفعة من عدم اليقين السياسي، والزيادة الحادة في نفور المستثمرين من المخاطرة. وتابع “كوديرلاشو” قائلاً: بأنه من المتوقع ارتفاع التضخم بشكل طفيف في العام المقبل إلى نحو خمسة في المئة، وارتفاع أسعار الفائدة على القروض التي ستقدمها الدولة، وانخفاض طفيف في قيمة “الليو”، وهي العملة الوطنية الرومانية.