مايا ساندو : ولاية رئاسية ثانية
مايا ساندو - أول رئيسة لجمهورية مولدوفا تحصل على فترة ولاية ثانية عن طريق التصويت المباشر
Radio România Internațional, 27.12.2024, 16:55
بعد انتخابات الخريف التي فازت بها، بدأت “مايا ساندو” رئيسة جمهورية مولدوفا فترة ولايتها الثانية. وأدّت اليمين الدستورية، في جلسة رسمية مشتركة للبرلمان والمحكمة الدستورية. وقالت في خطاب تنصيبها، بأنها تبدأ ولايتها الثانية “أولاً وقبل كل شيء بتواضع وتصميم”، على أن يكون الهدف الأساسي “مولدوفا في الاتحاد الأوروبي”، وضرورة عدم النظر إلى الدخول في أوروبا، على أنه “بطاقة استثنائية للوصول إلى الجنة”.
واستعرضت “مايا ساندو” الإنجازات التي حققتها في فترة ولايتها الأولى، مسلّطة الضوء على احترام القادة الأوروبيين لجهود جمهورية مولدوفا في عملية الانضمام خلال فترة ولايتها الأولى، مشجعة أطياف المجتمع المولدوفي للقيام بحملة وطنية كبيرة من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التقدم المتحقق في مجال الاستقلال الطاقي. مايا ساندو
“ تحظى مولدوفا باحترام كبير أكثر من أي وقت مضى. فالعالم ينظر إلينا بحب واهتمام، ويدعمنا في تحقيق حلمنا. لكن الباقي متروك لنا. لقد بدأنا في تحرير أنفسنا من التبعية الطاقية، رغم ارتفاع الأسعار، فلا يمكن لأحد أن يبقي جرحنا مفتوحاً وأن يستغلنا من خلاله. كما تمكنا من فتح الباب على مصراعيه للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وهو أمر ليس سهلاً لا بالنسبة للمشروع ولا بالنسبة لبلدنا. هناك الكثير مما يجب القيام به، لكننا في الطريق صحيح. وأنا أشجعكم على المضي بثقة قدماً إلى الأمام “.
وقالت الرئيسة المولدوفية، بأنها ستواصل الإصرار في فترة ولايتها الثانية على استمرار إصلاح العدالة، الذي تأخر لعقود. وبأنها ستكون شريكاً جاداً ومتفانياً مع الحكومة، وفي نفس الوقت ناقداً لاذعاً في حالة ضعف الأداء. وبعد تهنئة رئيس الدولة الروماني “كلاوس يوهانيس”، لرئيسة الدولة المجاورة، “مايا ساندو”، على بدئها ولايتها الثانية، وعد بمواصلة رومانيا وجمهورية مولدوفا، العمل من أجل الرفاهية والاستقرار والقيم الأوروبية والصمود والديمقراطية.
والرئيسة “مايا ساندو”، هي أول امرأة تتولى رئاسة الدولة، والرئيسة السادسة لجمهورية مولدوفا. وقد فازت بفترة ولايتها الثانية كرئيسة بالتصويت المباشر، بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر – وهو شيئ يحدث للمرة الأولى في مجال السياسة في كيشيناو. وبفضل أصوات المواطنين المولدوفيين في الخارج (تسعمئة وأربعين ألف صوت)، هزمت خصمها الاشتراكي “ألكساندر ستويانوغلو”، الذي حصل على ما يزيد قليلاً عن سبعمئة وخمسين ألف صوت.
ورغم فوزها في النهاية، إلا أن الرئيسة “ساندو”، خسرت بفارق ضئيل في مراكز الاقتراع في البلاد أمام المدعي العام السابق “ستويانوغلو”. وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، تم إجراء استفتاء وطني حول إدراج الهدف الاستراتيجي المتمثل في اندماج البلاد في الاتحاد الأوروبي في الدستور، حيث حصل على واحد وخمسين فاصلة أربعة في المئة. لقد كان عام ألفين وأربعة وعشرين، عاماً مهماً لجمهورية مولدوفا، حيث عزز المسار المؤيد لأوروبا نتيجة للاستفتاء والانتخابات الرئاسية، واللتين انتهتا بفوارق ضئيلة لصالح الفائز، لكنه سلّط الضوء مرة أخرى على الاستقطاب العميق في المجتمع.
وخلال الحملة الانتخابية، وثّقت السلطات والمجتمع المدني سلسلة من أعمال التدخل الروسية، والتي أشعلت حرباً هجينة حقيقية، بالتنسيق والتمويل من قبل مجموعة “إيلان شور”، الأوليغارشية المولدوفية” التي فرّت إلى موسكو هرباً من السجن. كما كشفت سلطات “كيشيناو” النقاب عن العديد من مخططات شراء أصوات الناخبين، فضلاً عن حملات حقيقية لتشويه الحقائق ونشر الأخبار الكاذبة.