مافيا الاستغلال غير القانوني للغابات
حادثة أخرى كوميدية- مأساوية، لفتت انتباه الصحافة في الخريف الماضي. آنذاك، ألقت الشرطة القبض على رئيس إحدى البلديات في محافظة آرجيش (جنوب رومانيا)، بينما كان ينقل، بشكل غير قانوني، حوالي أربعين مترًا مكعبًا من الخشب، بدون وثائق عن المنشأ. مما أسفر عن مصادرة الشاحنة والأخشاب. رئيس البلدية، الذي فُتح ملفٌ جنائي باسمه، دافع عن نفسه، قائلاً إن لا علاقة له بالخشب، مؤكداً أنه كان يقود الشاحنة فقط، بسبب النقص الحاد في عدد السائقين العاملين في شركة زوجته. المفارقة هي أن رئيس البلدية، يدعي أنه لم يفعل شيئًا غير قانوني.
Mihai Pelin, 20.09.2021, 21:08
القطع غير القانوني لأشجار الغابات في رومانيا يعود مرة أخرى، إلى لفت انتباه السلطات، عقب حادثة وقعت مؤخرًا. حيث تعرض أعضاء فريق يصور فيلمًا وثائقيًا دوليًا حول إزالة الغابات بشكل غير قانوني للضرب المُبْرح من قبل حوالي عشرين فردًا في غابة تقع ضمن محافظة سوتشيافا (شمال- شرق رومانيا). المعدات وجميع التسجيلات، دمرت بالكامل. وبجانب أولئك الذين كانوا يعدون الفيلم، كان يوجد ناشط بيئي، ساعدهم في كشف أدلة الجرائم المقترفة ضد الغابات في المنطقة. الهجوم كان قاسياً جداً، حيث فقد بعض الضحايا وعيهم وهم في طريقهم إلى المستشفى – وفقًا لمنظمة السلام الأخضر في رومانيا. الضحايا الثلاث، تلقوا، بعد ذلك، رعاية طبية، وحالتهم مستقرة الآن. ومن بين الذين استمعت إليهم الشرطة، كان مالك الغابة التي وقع فيها الحادث، وكذلك رئيس دائرة الغابات في المنطقة، لكن التحقيقات مستمرة لاكتشاف جميع المتورطين.
حادثة أخرى كوميدية- مأساوية، لفتت انتباه الصحافة في الخريف الماضي. آنذاك، ألقت الشرطة القبض على رئيس إحدى البلديات في محافظة آرجيش (جنوب رومانيا)، بينما كان ينقل، بشكل غير قانوني، حوالي أربعين مترًا مكعبًا من الخشب، بدون وثائق عن المنشأ. مما أسفر عن مصادرة الشاحنة والأخشاب. رئيس البلدية، الذي فُتح ملفٌ جنائي باسمه، دافع عن نفسه، قائلاً إن لا علاقة له بالخشب، مؤكداً أنه كان يقود الشاحنة فقط، بسبب النقص الحاد في عدد السائقين العاملين في شركة زوجته. المفارقة هي أن رئيس البلدية، يدعي أنه لم يفعل شيئًا غير قانوني.
ووفقًا لمنظمات غير حكومية، خلال السنوات الأخيرة، تعرض في رومانيا، أكثر من 600 شخص لهجوم في الغابات من قبل مجرمين، حيث توفي ستةٌ من الأشخاص نتيجة لهذا العنف. الشرطة الرومانية ذكرت أه في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، زادت جرائم الغابات بأكثر من 60٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وفي الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، أجريت أكثر من سبعة وعشرين ألف عملية مداهمة، وفُرضت أكثر من خمسمائة وخمسين مخالفة وغرامة، تخطت قيمتها الاجمالية مبلغ تسعة ملايين ليو (أي ما يعادل حوالي مليون وثمانماية ألف يورو)، وهو مبلغ صغير جداً، إذا كنا نتحدث عن قيمة الخشب المسروق.
حوالي عشرين مليون متر مكعب من الأخشاب، يقطع بشكل غير قانوني في رومانيا كل عام- كما قال- في نهاية عام 2019، وزير البيئة السابق/ كوستيل أليكسه، جزء كبير منها يأتي من الغابات البكر. حيث توجد في رومانيا حوالي ثلثي الغابات البكر في أوروبا، معظمها محمية بموجب برنامج الطبيعة ألفين Natura 2000. وفي عام 2020، أطلقت المفوضية الأوروبية إجراء التعدي ضد رومانيا، لأنها أخفقت في تبني تدابير لحماية الغابات. ولكن لسوء الحظ، لم يكن لذلك أي آثر – كما يؤكد نشطاء حماية البيئة، الذين يؤكدون أن السياسيين الرومانيين يستهلكون طاقتهم باتهام بعضهم البعض.
لم تكن أية حكومة من التي تولت السُلطة قادرة، على مر السنين، من فعل شيء فيما يخص القطع غير القانوني لأشجار الغابات. التعديلات المقترحة مؤخراً من قبل السلطات فيما يخص تشريعات الغابات، التي نوقشت في البرلمان، من المنتظر أن تُشدد، بشكل ملحوظ، القواعد بخصوص القطع غير القانوني للأشجار. أية سرقة للأخشاب، مهما كانت الكمية، ستصبح جنحة، وسيُعاقب عليها بالسجن، مهما كانت كمية الأخشاب المقطوعة. وحتى ذلك الحين، تستمر الجرائم ضد الغابات.