مائة عام منذ اتحاد باسارابيا مع رومانيا
أبعد من أن تكون مفعمة بنشوة الفرحة، المراسم الاحتفالية المكرسة لباسارابيا، اكتسبت، على الأحرى، صفة تحريضية، ولم تكن خالية من الحزن. الوحدة لم تدم سوى إثنين وعشرين عاماً. في صيف عام 1940، بعد تحذير وإنذار نهائي، ضمت موسكو بقيادة ستالين، كلاً من باسارابيا وشمال بوكوفينا، الإقليمين اللذين، أصبحا، في الوقت الراهن، ضمن أراضي الجمهوريتيْن السوفيتيتيٍٍْن السابقتيْن مولدوفا وأوكرانيا. مئات الآلاف من سكان باسارابيا لجأوا، آنذاك، إلى رومانيا بعد تقليص مساحتها، بيما رُحل عشرات آلاف آخرين إلى سيبيريا وكازاخستان، أما مكانهم، فقد جلب المحتلون مستوطنين جمعوا من كافة أنحاء الإمبراطورية.
Bogdan Matei, 27.03.2018, 21:59
مائة عام مضت بالضبط عندما في 27 مارس/ آذار 1918، بالتزامن مع إنتهاء الحرب العالمية الأولى، وعلى خلفية تفكك الإمبراطورية الروسية القيصرية، صوت مجلس شورى الدولة، الهيكل التشريعي في باسارابيا لصالح توحيد هذه المحافظة التاريخية ذات الغالبية الرومانية مع وطنها الأم. وكان ذلك أول عمل فعلي لتأسيس الدولة الوطنية الرومانية، المشروع الذي، في نهاية نفس العام، كان له أن يُختتم بالدخول، تحت السلطة المركزية في بوخارست، لكل من المناطق التالية: بوكوفينا (في الشمال الشرقي)، وترانسلفانيا (في الوسط)، وبانات وماراموريش وكريشانا ( في الغرب) التي كانت تخضغ، حتى ذلك الحين، لحكم الإمبراطورية الهابسبورغية.
أبعد من أن تكون مفعمة بنشوة الفرحة، المراسم الاحتفالية المكرسة لباسارابيا، اكتسبت، على الأحرى، صفة تحريضية، ولم تكن خالية من الحزن. الوحدة لم تدم سوى إثنين وعشرين عاماً. في صيف عام 1940، بعد تحذير وإنذار نهائي، ضمت موسكو بقيادة ستالين، كلاً من باسارابيا وشمال بوكوفينا، الإقليمين اللذين، أصبحا، في الوقت الراهن، ضمن أراضي الجمهوريتيْن السوفيتيتيٍٍْن السابقتيْن مولدوفا وأوكرانيا. مئات الآلاف من سكان باسارابيا لجأوا، آنذاك، إلى رومانيا بعد تقليص مساحتها، بيما رُحل عشرات آلاف آخرين إلى سيبيريا وكازاخستان، أما مكانهم، فقد جلب المحتلون مستوطنين جمعوا من كافة أنحاء الإمبراطورية.
القرار الذي تبناه مجلس شورى البلاد في كيشيناو، كان لفتة وطنية وسياسية تُشرف نخب تلك الحقبة وجميع أولئك الذين حلموا بذلك وسعوا لتحقيقه – يؤكد في رسالة الرئيس/ كلاوس يوهانيس، الذي أضاف أيضا أن الأمر الذي تحقق قبل مائة عام، يمثل مصدر إلهام مستمر لضرورة مواصلة تطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين رومانيا وجمهورية مولدوفا.
وفي إعلان رسمي، اعتمد يوم الثلاثاء، في جلسة مشتركة، يؤكد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في بوخارست، بدورهم، وحدة الشعب الروماني واللغة الرومانية، والدور الذي لعبه الأسلاف السياسيون، والدرب الذي يجب اتباعة من قبل السياسيين اليوم، بالإضافة إلى الرغبة المتبادلة لمواصلة عملية التحديث والتكامل المؤسسي لجمهورية مولدوفا في إطار الاتحاد الأوروبي. وفي خطابه، رئيس مجلس النواب، وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي/ ليفيو دراغنيا، عبر صراحة عن تأييده لإعادة الوحدة. نحن دولتان، ولكننا بلد واحد، وذلك لأن بيسارابيا هي رومانيا – أكدت الليبرالي/ فيكتور- باول دوبريه. أما رئيسة الحكومة/ فيوريكا دانتشيلا، فقد أكدت بدورها، أنها تولي اهتماما خاصا للعلاقات الثنائية والمشاريع المشتركة. موجود في بوخارست، رئيس السلطة التشريعية في كيشناو/ أندريان كاندو، شدد على العلاقات الثنائية المتميزة، المبنية على وحدة اللغة والتاريخ والثقافة والحضارة، وتعهد بتكثيف التعاون الاقتصادي. كما حفيدة الملك/ فرديناند، الذي استكمل توحيد رومانيا في عام 1918، الأميرة/ مارغاريتا، والوصية على التاج الروماني، فقد أكدت بدورها على دعم الأسرة الملكية لتطلعات جمهورية مولدوفا الأوروبية.