قيادة جديدة لحلف الأطلسي
في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أصبح رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روتي أمينا عاما لحلف الأطلسي خلفا للنرويجي ينس ستولتنبرغ
Diana Baetelu, 01.10.2024, 15:30
في الأول من أكتوبر تشرين الأول الجاري أصبح رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روتي أمينا عاما لحلف الأطلسي خلفا للنرويجي ينس ستولتنبرغ ليتولى مهام منصبه رسميا على رأس أقوى تحالف سياسي عسكري في التاريخ. وكالة فرانس برس للأنباء قالت أن ستولتنبرغ رفض تقديم نصائح لروتي لكنه أكد أن المهمة الرئيسية للأمين العام لحلف الأطلسي هي الحفاظ على وحدة صف الحلفاء . وونقلت الوكالة الفرنسية عن دبلوماسي في حلف الأطلسي قوله بأن الحفاظ على الاستمرارية والاتجاهات القائمة في السياسة الخارجية والأمنية في ظل هذه الأوضاع الجيوسياسية الصعبة أمر في غاية الأهمية .
ربما كانت فترة رئاسة ينس ستولتنبرج لحلف الأطلسي والتي بدأت في عام 2014 هي الأكثر تعقيدا في تاريخ المنظمة حيث تزامنت بدايتها مع ضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها وجاءت نهايتها في خضم حرب روسيا على أوكرانيا. وقد وجه ستولتنبرغ الحلف نحو زيادة الدعم لكييف في مواجهة عدوان موسكو غير القانوني.كما اقترح وحصل على تعهدات من الدول الأعضاء بأن تقدم أربعين مليار يورو سنويا لأوكرانيا وأن ينخرط الحلف بشكل كامل في تقديم المساعدات العسكرية الغربية.
وقال ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء لدى انتهاء ولايته إن “الخطاب النووي غير المسؤول ” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينبغي أن يردع الدول الأعضاء عن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا . وقال أيضا : “في كل مرة نكثف فيها دعمنا بأنواع جديدة من الأسلحة كالدبابات الهجومية أوالصواريخ بعيدة المدى أو طائرات إف- ستة عشر يحاول الروس إيقافنا لكنهم يفشلون”. وأضاف قائلا أن الخطر الأكبر الذي يواجه حلف الأطلسي هو فوز بوتين في أوكرانيا. وقال : “لا أعتقد أننا نستطيع أن نجعل الرئيس بوتين يغير رأيه بشأن أوكرانيا لكنني أعتقد أننا نستطيع أن نغير حساباته بإقناعه بأن ثمن مواصلة الحرب باهظ لدرجة أنه من الأفضل له أن يجلس ويقبل بأن أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة”.
هذا وشهدت ولايته أيضا تعزيز الجناح الشرقي لحلف الأطلسي استجابة للتغيرات الجيوسياسية الراهنة الكبرى. ففي رومانيا على سبيل المثال زاد عدد جنود الحلف كما قام الحلف للمرة الأولى بإنشاء مجموعة قتالية. وأنثاء ولاية ستولتنبرغ أيضا قبل الحلف أعضاء جددا فكانت السويد آخر دولة منضمة إلى عضوية الحلف بعد فنلندا حيث تخلت الدولتان عن الحياد الذي كان التزمتاه لعقود طويلة ذلك بسبب نزعات روسيا النيو- إمبريالية ليصل عدد أعضاء حلف الأطلسي إلى اثنتين وثلاثين دولة.
أما فيما يتعلق بالأمين العام الجديد مارك روته فيتوقع المحللون أن يركز على التنسيق بين حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي في وقت يتنامى فيه انخراط الأخير في القضايا الأمنية . ويعول الحلفاء على قدرتهم على التفاوض في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.