قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قضية الاشتباكات مع عمال المناجم
في بوخارست، استمر التحقيق في أحداث مسيرة عمال المناجم لمدة ثماني سنوات، ولكن تم إغلاق القضية بقرار عدم بدء الملاحقة الجنائية. أما في ستراسبورغ، بالمقابل، فقد لاحظ القضاة انتهاكا لبعض بنود الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، الخاصة بمسألة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة، والحق في الحياة. قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، يعيد في البلاد، فتح نقاشات عاطفية وجروح قديمة. بعد خمسة أشهر من سقوط الدكتاتورية الشيوعية لنيكولاي تشاوشيسكو، كان وزيره السابق في سبعينيات القرن الماضي/يون إيليسكو، الذي يُنظر إليه على أنه زعيم الثورة، قد فاز عملياً، عبر استفتاء، في أول انتخابات رئاسية حرة بنسبة 85٪ من الأصوات. أما حزبه، وهو مزيج غير متجانس من ثوار حقيقيين وشيوعيين من الصف الثاني، فقد حظي بدوره، بثلثي المقاعد في البرلمان.
Bogdan Matei, 18.09.2014, 18:35
في بوخارست، استمر التحقيق في أحداث مسيرة عمال المناجم لمدة ثماني سنوات، ولكن تم إغلاق القضية بقرار عدم بدء الملاحقة الجنائية. أما في ستراسبورغ، بالمقابل، فقد لاحظ القضاة انتهاكا لبعض بنود الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، الخاصة بمسألة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة، والحق في الحياة. قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، يعيد في البلاد، فتح نقاشات عاطفية وجروح قديمة. بعد خمسة أشهر من سقوط الدكتاتورية الشيوعية لنيكولاي تشاوشيسكو، كان وزيره السابق في سبعينيات القرن الماضي/يون إيليسكو، الذي يُنظر إليه على أنه زعيم الثورة، قد فاز عملياً، عبر استفتاء، في أول انتخابات رئاسية حرة بنسبة 85٪ من الأصوات. أما حزبه، وهو مزيج غير متجانس من ثوار حقيقيين وشيوعيين من الصف الثاني، فقد حظي بدوره، بثلثي المقاعد في البرلمان.
وفي بوخارست، ميدان الجامعة الذي كان قد احتل في شهر أبريل/ نيسان 1990، من قبل الطلاب، وأعلن “منطقة حرة من الشيوعية الجديدة”، أضحى لاحقاً فارغاً بالفعل، لأن معظم المتظاهرين قبلوا حكم صناديق الاقتراع. إخلاء الشرطة للميدان، في ليلة 13 يونيو/حزيران، من بضع عشرات من الأشخاص المضربين عن الطعام المعتصمين في الميدان، تم باستخدام قوة مفرطة، غير متناسبة مما أعاد إلى الأذهان، القمع خلال أيام الثورة.
ولا حتى في يومنا هذا، ليس من الواضح إن كان هؤلاء الذين، في اليوم التالي، ردوا بجلب معارك في الشوارع مع الشرطة، محتلين وزارة الداخلية والتلفزيون، إذا كانوا حقاً، على أية صلة بالميدان. إيليسكو ورجالُه صنفوهم فوراً، بأنهم من فيلق الحرس الحديدي (اليمين المتطرف في فترة ما بين الحربين العالميتين) وعلى الرغم من أن الجيش قد استعاد حالة النظام مسبقاً، ودعا الناس لإنقاذ “الديمقراطية من الخطر”. استجاب عمال المناجم من وادي جيو (وسط البلاد) للنداء. وفي يومين فقط، 14 و 15 يونيو/حزيران، فرض عمال المناجم سيطرتهم على العاصمة، حيث استبدلوا أية سلطة قانونية. يكفي أنهم خلفوا وراءهم 700 جريح، وأكثر من ألف شخص اعتقلوا تعسفاً، وستة قتلى على الأقل. تدنيس الجامعة، و تدمير مقرات أحزاب المعارضة والصحف المستقلة، استكملا صورة الغزو. في أوائل القرن الحالي، عاد رئيساً بأجندة واضحة موالية للغرب، وكان لإيليسكو أن يقود رومانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، من غرفة انتظار الاتحاد الأوروبي. ولكن في الذاكرة الجماعية، سيبقى اسمه مرتبطاً دائماً بعمال المناجم الذين كانوا على وشك جر البلاد إلى حافة حرب أهلية.