قرارات أوروبية بخصوص مأساة المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر الأبيض المتوسط
على خلفيةِ تَفاقُمِ مُشكلةِ الهجرة، اجتمَعَ الزعماءُ الأوروبيون بشكلٍ طارئٍ في بروكسيل لإيجاد بعضِ الحلول. وكان الطلبُ بِعَقْدِ القمة الاستثنائية قد جاءَ إِثْرَ غَرْقِ سفينةٍ في عَرْضِ السواحل الليبية قبل أسْبُوعٍ كانت تُقِلُ مئاتِ الأشخاص من ليبيا وسوريا، مُعْظَمُهُمْ مُهاجِرون غيرُ شرعيون. الضحايا التي تجاوَزَ عددُها ثمانِمائةِ تُضافُ إلى الأشخاص التِسعِمائةِ الذين فَقَدُوا حياتَهُمْ منذ بداية هذا العام في مُحاوَلَتِهِمْ الوُصولَ إلى أوروبا، معظمُهم عَنْ طريق عُبُورِ البحر الأبيض المتوسط. ليستْ هذه المشكلةُ جديدةً ولكنَ الأرقامَ تُشير إلى ازديادِ عددِ المهاجرين غيرِ الشرعيين بشكل مَلحوظ عَمَا كان عليه في العام الماضي. مراكزُ اللاجئين في إيطاليا واليونان، مثلا، مُكْتَظَةٌ، بينما استقبَلَت ألمانيا، في العام الماضي، مائةً وثلاثةً وسبعين ألفَا مِنْ طالِبِي اللُجوء. أما إيطاليا، التي تُواجِهُ عَددا متزايدا مِنَ اللاجئين وسجلت منذ بداية هذا العام خمسةً وعشرين ألفَ لاجِئ، فَدَعَتْ في الفترة الأخيرة إلى تَدَخُلٍ عَسكري ضد مُهربي البشر في ليبيا، حيث طلب رئيسُ الوُزراء Matteo Renzi تفويضًا مِن الاتحاد الأوروبي لتدميرِ القوارب المُستخدمة مِنَ المُهَرِبِينَ قبل انطلاقِها مِنْ ليبيا. فرنسا أعربَتْ فورا عَنْ دَعْمِها لهذا الطلب. حيث صرح رئيسُ الدبلوماسية الفرنسية، Laurent Fabius ، بأن “تلك القواربَ لَمْ تظهَرْ مِنْ فَراغ. هناك مُجْرمون بل هناك إرهابيون يُحَقِقُونَ أرباحا مِنْ بُؤس الناس”. وبدوره، أعلن رئيسُ المجلس الأوروبي، Donald Tusk ، أن ” هذه مشكلةٌ أوروبيةٌ وليست فقط مُشكلةَ دُوَلِ جَنُوبِ أوروبا. لدينا مسؤوليةٌ مُشتَركةٌ لِحَلِها وسأطالِبُ بِتَعْبِئَةِ كافَةِ الجُهود”. رئيسُ الجمهورية الروماني، كلاووس يوهانيس، الذي مَثَلَ رومانيا في القمة، أصَرَ في الكَلامِ الذي ألقاه على ضَرُورَةِ التضامُنِ مع الدولِ الأعضاء التي تتَحَمَلُ أكبرَ جُزءٍ منَ العبء وتَسْتَقْبِلُ هؤلاءِ المُهاجرين. كما قال الرئيسُ الروماني بأنه ينبغي -على المدى الطويل والمتوسط- العملُ على حَلِ السبب وهو الفَقْرُ الذي تواجهُه المناطِقُ التي يأتي منها المُهاجرون بشمال أفريقيا، مُضِيفًا أن رومانيا مُستَعدةٌ لإرسالِ خُبراءَ إلى المنطقة. هذا وأسفرتِ القمةُ عَنْ قرارِ زيادةِ الأموالِ المُكرَسَةِ للدَوريات البحرية في البحر المتوسط ثلاثَ مراتٍ، وبالتالي ستَصِلُ الميزانية السنوية المُخصَصةُ لعملية “تْرِيتُونْ” للمُراقبةِ والإنقاذ البحري إلى مائةِ وعشرين مليونَ يورو، مُقارنةً مع الميزانية الحاليةِ البالغةِ ستةً وثلاثين مِليونَ يورو. كما سيَبْحَثُ الاتحاد الأوروبي عَنْ طُرُقٍ لِضَبْطِ وتدْمِيرِ القوارِبِ التي يَستخدمها المُهَرِبُونَ وسيَقُومِ بتسريع الجهود مِنْ أجل وَقْفِ المُهاجِرِينَ المُحتملين الذين يُحاولون الوصولَ إلى ليبيا وبتسهيل إجراءاتِ الحُصول على التأشيرات واللجوء. عَلاوةً على ذلك، ستُنَظِمُ دولُ الاتحاد الأوروبي والدولُ الأفريقية، في هذا العام، قمةً خاصةً مُكَرَسةً للتحديات التي تُمثِلُها الهجرةُ غيرُ الشرعيةِ مِنْ أفريقيا إلى أوروبا.
Corina Cristea, 24.04.2015, 20:18
على خلفيةِ تَفاقُمِ مُشكلةِ الهجرة، اجتمَعَ الزعماءُ الأوروبيون بشكلٍ طارئٍ في بروكسيل لإيجاد بعضِ الحلول. وكان الطلبُ بِعَقْدِ القمة الاستثنائية قد جاءَ إِثْرَ غَرْقِ سفينةٍ في عَرْضِ السواحل الليبية قبل أسْبُوعٍ كانت تُقِلُ مئاتِ الأشخاص من ليبيا وسوريا، مُعْظَمُهُمْ مُهاجِرون غيرُ شرعيون. الضحايا التي تجاوَزَ عددُها ثمانِمائةِ تُضافُ إلى الأشخاص التِسعِمائةِ الذين فَقَدُوا حياتَهُمْ منذ بداية هذا العام في مُحاوَلَتِهِمْ الوُصولَ إلى أوروبا، معظمُهم عَنْ طريق عُبُورِ البحر الأبيض المتوسط. ليستْ هذه المشكلةُ جديدةً ولكنَ الأرقامَ تُشير إلى ازديادِ عددِ المهاجرين غيرِ الشرعيين بشكل مَلحوظ عَمَا كان عليه في العام الماضي. مراكزُ اللاجئين في إيطاليا واليونان، مثلا، مُكْتَظَةٌ، بينما استقبَلَت ألمانيا، في العام الماضي، مائةً وثلاثةً وسبعين ألفَا مِنْ طالِبِي اللُجوء. أما إيطاليا، التي تُواجِهُ عَددا متزايدا مِنَ اللاجئين وسجلت منذ بداية هذا العام خمسةً وعشرين ألفَ لاجِئ، فَدَعَتْ في الفترة الأخيرة إلى تَدَخُلٍ عَسكري ضد مُهربي البشر في ليبيا، حيث طلب رئيسُ الوُزراء Matteo Renzi تفويضًا مِن الاتحاد الأوروبي لتدميرِ القوارب المُستخدمة مِنَ المُهَرِبِينَ قبل انطلاقِها مِنْ ليبيا. فرنسا أعربَتْ فورا عَنْ دَعْمِها لهذا الطلب. حيث صرح رئيسُ الدبلوماسية الفرنسية، Laurent Fabius ، بأن “تلك القواربَ لَمْ تظهَرْ مِنْ فَراغ. هناك مُجْرمون بل هناك إرهابيون يُحَقِقُونَ أرباحا مِنْ بُؤس الناس”. وبدوره، أعلن رئيسُ المجلس الأوروبي، Donald Tusk ، أن ” هذه مشكلةٌ أوروبيةٌ وليست فقط مُشكلةَ دُوَلِ جَنُوبِ أوروبا. لدينا مسؤوليةٌ مُشتَركةٌ لِحَلِها وسأطالِبُ بِتَعْبِئَةِ كافَةِ الجُهود”. رئيسُ الجمهورية الروماني، كلاووس يوهانيس، الذي مَثَلَ رومانيا في القمة، أصَرَ في الكَلامِ الذي ألقاه على ضَرُورَةِ التضامُنِ مع الدولِ الأعضاء التي تتَحَمَلُ أكبرَ جُزءٍ منَ العبء وتَسْتَقْبِلُ هؤلاءِ المُهاجرين. كما قال الرئيسُ الروماني بأنه ينبغي -على المدى الطويل والمتوسط- العملُ على حَلِ السبب وهو الفَقْرُ الذي تواجهُه المناطِقُ التي يأتي منها المُهاجرون بشمال أفريقيا، مُضِيفًا أن رومانيا مُستَعدةٌ لإرسالِ خُبراءَ إلى المنطقة. هذا وأسفرتِ القمةُ عَنْ قرارِ زيادةِ الأموالِ المُكرَسَةِ للدَوريات البحرية في البحر المتوسط ثلاثَ مراتٍ، وبالتالي ستَصِلُ الميزانية السنوية المُخصَصةُ لعملية “تْرِيتُونْ” للمُراقبةِ والإنقاذ البحري إلى مائةِ وعشرين مليونَ يورو، مُقارنةً مع الميزانية الحاليةِ البالغةِ ستةً وثلاثين مِليونَ يورو. كما سيَبْحَثُ الاتحاد الأوروبي عَنْ طُرُقٍ لِضَبْطِ وتدْمِيرِ القوارِبِ التي يَستخدمها المُهَرِبُونَ وسيَقُومِ بتسريع الجهود مِنْ أجل وَقْفِ المُهاجِرِينَ المُحتملين الذين يُحاولون الوصولَ إلى ليبيا وبتسهيل إجراءاتِ الحُصول على التأشيرات واللجوء. عَلاوةً على ذلك، ستُنَظِمُ دولُ الاتحاد الأوروبي والدولُ الأفريقية، في هذا العام، قمةً خاصةً مُكَرَسةً للتحديات التي تُمثِلُها الهجرةُ غيرُ الشرعيةِ مِنْ أفريقيا إلى أوروبا.