عامين على الحرب في أوكرانيا
تحاول الدول الغربية إعطاء زخم جديد لمساعدة أوكرانيا، بعد عامين من الغزو الروسي
Ştefan Stoica, 23.02.2024, 18:19
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الرابع والعشرين من شهر فبراير/شباط ألفين واثنين وعشرين، إطلاق ما أسماها “العملية العسكرية الخاصة” ضد أوكرانيا، والتي اكتسبت، في وقت قصير أبعاد الحرب من حيث الحجم والعواقب.
وقد أدانت دول ومنظمات العالم الحر العدوان بشدة، وقدّم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مساعدات اقتصادية وعسكرية ولوجستية وإنسانية ضخمة لأوكرانيا. وعلى عكس التوقعات الأكثر كآبة، التي تحدثت عن استسلام سريع، قاوم الشعب والجيش الأوكراني، بفضل الإرادة والدعم الغربي خاصة، الذي أثبت أهميته.
علاوة على ذلك، في الصيف الماضي، أدى الهجوم العسكري المضاد الذي سجل في البداية بعض النجاحات الملحوظة، إلى قلب التوقعات الأولية وتفضيل سيناريو النصر الأوكراني. لكن الأمور لم تتطور كما أرادت كييف وحلفاؤها، وبعد مرور عامين على بدء الحرب، أصبح الوضع على الأرض معقداً. ويكمن التفسير الرئيسي في تباطؤ وتيرة المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، وخاصة من قبل المورّد الرئيسي، الولايات المتحدة الأمريكية.
واعترف الرئيس “فولوديمير زيلينسكي”، بأن أوكرانيا في وضع صعب للغاية على الجبهة. حيث يواجه الجيش الأوكراني هجمات روسية متعددة، ويعاني من نقص الذخيرة وتجميد المساعدات الأمريكية. وتضع واشنطن الآن عقوبات جديدة على روسيا، تستهدف أكثر من خمسمئة كيان مرتبط بمؤيديها وآلتها الحربية، بحسب وزارة الدفاع. حيث ستكون هذه أكبر شريحة من العقوبات منذ بداية غزو بوتين لأوكرانيا. وستكون رداً على مقتل المعارض الروسي “أليكسي نافالني”، لكنها ستصادف أيضاً مرور عامين على بدء العدوان الروسي.
وأعلنت المملكة المتحدة فرض المزيد من العقوبات على موسكو، تستهدف أكثر من خمسين فرداً وشركة، لا سيما في القطاعات التي تمكّن الجيش الروسي من توريد الذخيرة والصواريخ والمتفجرات، فضلاً عن مصادر الدخل الرئيسية لروسيا، مثل تجارة المعادن والماس وموارد الطاقة، في الوقت الذي أعلنت فيه لندن، عن تسليم شحنات جديدة من الصواريخ إلى كييف، مع موافقة سفراء الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثالثة عشرة من العقوبات.
وينظّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الاثنين القادم، في باريس اجتماعاً رفيع المستوى، لدراسة سبل تعزيز تعاون الشركاء لدعم أوكرانيا. وفي بوخارست، أعلن السفير :إيغور بروهوبتشيوك” ضرورة بقاء أوكرانيا وحلفاءها متحدين، وأن هدف “كييف” الأساسي، هو الفوز في الحرب التي بدأتها روسيا. واتهم موسكو بارتكاب انتهاكات صارخة للقانون الدولي، وتدمير المدن الأوكرانية، وقتل العديد من الضحايا المدنيين. ورحّب الدبلوماسي بالقرار الذي اتخذه قادة الاتحاد الأوروبي في الأول من شباط/فبراير، عندما وافقوا على حزمة مساعدات مالية بقيمة خمسين مليار يورو لأوكرانيا، وشكر رومانيا على دعمها السياسي والعسكري والمالي.