ظواهر جوية غير عادية
وفي نهاية الأسبوع الماضي، على مدى يومين أو ثلاثة أيام، خضعت عدة محافظات، وخاصة في جنوب البلاد، إلى تحذيرات بدرجة اللونين الأصفر والبرتقالي من خطر المطر المتجمد. آلاف من الأشجار، تحت ثقل أحزمة الجليد التي طوقتها، وضغطت عليها، مثلما تضغط الكماشة أو الملزمة، لم تتحمل وكُسرت، وسقطت متناثرة، أو حتى اجتثت من جذورها. وفي المدن، بما في ذلك العاصمة بوخارست، لم تصمد الأشجار، وانهارت تحت ثقل الجليد، لتسقط وسط الشوارع، أو على مئات السيارات، مسببة أضراراً للمالكين. وفي العاصمة بوخارست فقط، كانت طلبات استدعاء رجال الإطفاء أكثر بعشرة أضعاف من المعتاد. وبدلا من هدوء عطلة نهاية أسبوع معتادة، سُمع في كل حي تقريباً، دوي صوت المناشير والشاحنات القادمة لجمع أكوام من جذوع وفروع الأشجار. قيادة السيارة أصبحت خطيرة للغاية. وكذلك كانت حركة المشاة، الذين اضطروا للتنقل بالرغم من تشكل طبقة من الجليد على الطرقات. ولا حتى وسائل النقل العام لم يكن حظها أوفر- بسبب الجليد وجذوع أو فروع الأشجار التي سقطت على أسلاك إمدادها بالكهرباء، حيث سُجلت العديد من الأعطال في الشبكة الكهربائية التي تغذي وسائل النقل العام التي تعمل بالطاقة الكهربائية مثل القاطرات أو الحافلات.
Roxana Vasile, 28.01.2019, 19:17
كان من المحتمل لسكان عدة مناطق في رومانيا أن يعتقدوا، عند استيقاظهم صباح يوم الجمعة، أنهم عبر نوع من السحر الذي حدث ليلاً، قد أصبحوا شخصيات من حكايات أو أساطير من القطب الشمالي. فالأمطار المتجمدة حولت المشهد بأكمله، بما في ذلك في المناطق الحضرية، إلى أشبه ما يكون بعالم زجاجي بلوري (أو كريستالي). أما شبكات التواصل الاجتماعي، فقد اكتُسحت بصور أيها أكثر إثارة من غيرها! ولكن لسوء الحظ، على الرغم من سحر اللوحة التي قدمتها الطبيعة، إلا أنها أثبتت، مع ذلك، مدى خطورتها. المطر المتجمد، يمثل ظاهرة جوية، تحدث في أشهر الشتاء، إلا أنها نادرة جداً في رومانيا. وتحدث عندما تتجمد قطرات الماء على الفور تقريباً إذا كانت درجة حرارة الأرض أقل من الصفر. وهكذا تتولد طبقة من الجليد على الطرق والأرصفة، وتغطي كامل النباتات، والسيارات، وأعمدة الإنارة والكهرباء، والأسلاك عالية الجهد، وأي شيء تقريباً.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، على مدى يومين أو ثلاثة أيام، خضعت عدة محافظات، وخاصة في جنوب البلاد، إلى تحذيرات بدرجة اللونين الأصفر والبرتقالي من خطر المطر المتجمد. آلاف من الأشجار، تحت ثقل أحزمة الجليد التي طوقتها، وضغطت عليها، مثلما تضغط الكماشة أو الملزمة، لم تتحمل وكُسرت، وسقطت متناثرة، أو حتى اجتثت من جذورها. وفي المدن، بما في ذلك العاصمة بوخارست، لم تصمد الأشجار، وانهارت تحت ثقل الجليد، لتسقط وسط الشوارع، أو على مئات السيارات، مسببة أضراراً للمالكين. وفي العاصمة بوخارست فقط، كانت طلبات استدعاء رجال الإطفاء أكثر بعشرة أضعاف من المعتاد. وبدلا من هدوء عطلة نهاية أسبوع معتادة، سُمع في كل حي تقريباً، دوي صوت المناشير والشاحنات القادمة لجمع أكوام من جذوع وفروع الأشجار. قيادة السيارة أصبحت خطيرة للغاية. وكذلك كانت حركة المشاة، الذين اضطروا للتنقل بالرغم من تشكل طبقة من الجليد على الطرقات. ولا حتى وسائل النقل العام لم يكن حظها أوفر- بسبب الجليد وجذوع أو فروع الأشجار التي سقطت على أسلاك إمدادها بالكهرباء، حيث سُجلت العديد من الأعطال في الشبكة الكهربائية التي تغذي وسائل النقل العام التي تعمل بالطاقة الكهربائية مثل القاطرات أو الحافلات.
كما تسبب المطر المتجمد في خلق مشاكل خطيرة لحركة النقل الجوي: فقد أبقيت الطائرات على المدرجات لساعات عديدة، لأن عمليات إزالة الجليد أثبتت أنها عديمة الفائدة. كما توقفت حركة المرور على الطرق السريعة والطرق الوطنية بين المحافظات والشوارع داخل المدن والبلدات، وفرضت قيود على حمولة الشاحنات. عرقلة للحركة كانت أيضاً على خطوط السكك الحديدية. كما تأثرت بشدة الأعمدة التي تحمل الطاقة الكهربائية حيث بقيت عشرات الآلاف من البيوت بلا تيار كهرباء. ووفقا لوزارة الداخلية، من يوم الجمعة وحتى يوم الأحد، الفترة التي صدر خلالها أربعة وسبعون إخطاراً وتحذيراً من ظواهر الأرصاد الجوية والمائية (الهيدرولوجية) الخطيرة، تدخّل على الأرض، في المتوسط، نحو ثمانية آلاف من رجال الإطفاء والدرك والشرطة، الذين جاء بعضهم في أوقات فراغهم، أو استدعوا من إجازاتهم لمساعدة المواطنين، والتدخل في حالات طوارئ ناجمة عن الظواهر الجوية القاسية.
وبالإضافة إلى المطر المتجمد، كانت الرياح قوية، وتساقطت ثلوج مصحوبة بالعواصف الثلجية في الجبال. وفي الأيام القادمة، سترتفع درجات الحرارة، وسيصبح الجو دافئاً، لذلك، فلن يتسبب الثلج والجليد بمثل هذه المشاكل الكبيرة، ولكن يوجود خطر بحدوث فيضانات بالتزامن مع ذوبان الثلوج.