زيادة النفقات الدفاعية
لم يعد الاتحاد الأوروبي يسمح لنفسه بترف ترك قضايا الأمن والدفاع المشتركين في أسفل الأجندة الأوروبية
Diana Baetelu, 04.02.2025, 15:30
لم يعد الاتحاد الأوروبي يسمح لنفسه بترف ترك قضايا الأمن والدفاع المشتركين في أسفل الأجندة الأوروبية في وقت تهدد فيه الحرب في أوكرانيا بالتمدد نحو حدوده ووصول فيه إلى البيت الأبيض رجل يقال أنه يفكر بطريقة تعاملية ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته. فقد اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل في اجتماع غير رسمي لمناقشة قضايا الأمن والدفاع المشتركين حيث أصروا على زيادة ميزانيات قطاع الدفاع من قبل الدول الأعضاء كما على تمويل المشاريع المشتركة بأموال أوروبية باعتبار أن التمويل المشترك والتعاون الأوروبي من شأنهما أن يخففا من آثار القيود التي فرضتها بعض الدول الأعضاء على النفقات في الميزانية والتي لا تسمح بزيادة مخصصات قطاع الدفاع. كما أن هذا التعامل سيساهم في إزالة الفوارق بين الصناعات الدفاعية للدول الأعضاء بحيث تكون المعدات العسكرية والذخائر المصنعة في الاتحاد الأوروبي قابلة للاستخدام في جميع الدول الأعضاء.
وقد حضر الاجتماع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الذي قال أنه من الأهمية بمكان التذكير بأن دولا عديدة للاتحاد الأوربي هي أيضا أعضاء في حلف الأطلسي وأكد أن رومانيا لا تقبل بفكرة دفاع أوروبي منفصل عن الدفاع في إطار حلف الأطلسي أو مواز له لأن مثل هذه الفكرة ليست قابلة للتطبيق على الأرض بنجاح .
وبهذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن معظم زعماء الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن التعاون الأوروبي في مجال الدفاع لا يجب أن يؤثر على الدور حلف الأطلسي – اللاعب الرئيسي في مجال الأمن عبر الأطلسي.
أما الأمين العام لحلف الأطلسي مارك روته الذي دعي للمشاركة في الاجتماع فقال أن صناعة الدفاع الأوروبية يجب أن تنمو وأن الوسيلة الرئيسية لتحقيق هذا النمو هي زيادة ميزانيات الدفاع .وقال مارك روتي : “في هذه اللحظة نقوم بتقييم الثغرات في الدفاع الأوروبي لنرى أين نحن وإلى أين يجب أن نصل على أن نقوم بتحديد أهدافنا اعتمادا على هذا التقييم .وأضاف يقول : “سنحدد النسبة التي يتعين على الحلفاء تخصيصها للدفاع ولكنها ستكون أعلى عن اثنين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بكثير “.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث عن إعطاء الأفضلية لننتجات الصناعات الدفاعية الأوروية في المشتريات العسكرية أو حصرها بالمنتجات الأوروبية مما قد يؤدي إلى إبعاد الكثير من المصنعين الأمريكيين في المستقبل لكن الدول الأخرى أبدت تحفظا حيال هذا الاقتراح رغبة منها في تفادي توتر العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل انعدام الأمن على المستوى العالمي بحسب مراسل راديو رومانيا في بروكسل.
ويذكر أن الولايات المتحدة تحملت حتى الآن أكبر جزء من عبء تجهيز حلف الأطلسي وأن الأمين العام للحلف مارك روته تحدث عن ضرورة أن تتحمل الدول الأوروبية المزيد من هذا العبء سواء فيما يتعلق بالنفقات في إطار حلف الأطلسي أو بالمساعدات لأوكرانيا.
هذا وأشار الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام الرومانية إلى أنه على الرغم من ارتفاع العجز في الميزانية العامة في العام الماضي فإن رومانيا سجلت نموا اقتصاديا معتبرا سمح لها بزيادة ميزانية الدفاع إلى اثنين فاصلة خمسة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.