رومانيا 15 عاماً في حلف شمال الأطلسي
وفي عام 1994، رومانيا كانت أول دولة تقرر المشاركة في برنامج الشراكة من أجل السلام، مما كان له دور مهم في الإستعداد التحضير للانضمام إلى الحلف. أعقب ذلك، حمام الماء البارد – إن صح التعبير، في قمة مدريد عام 1999، عندما دُعيت فقط جمهورية التشيك وهنغاريا وبولندا من الشرق الشيوعي السابق للإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، فقد قدر المحللون السياسيون والعسكريون أن رومانيا قد أخفقت قليلا، وفاتها القبول، ولكنها ستكون على رأس قائمة القبول في المستقبل. أهميتها الجيو-استراتيجية وإمكاناتها العسكرية الكبيرة، والرأي العام المؤيد للغرب، كانت من أكثر حجج رومانيا إقناعًا. الإنضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) تضاعف بشراكة استراتيجية مميزة تربط بوخارست بواشنطن. حيث تستضيف رومانيا حالياً قواعد عسكرية أمريكية، ومكونات للدرع الأميريكية المضادة للصواريخ، وكثيراً ما يُشارك جنودها في مناورات وبعثات دولية مع رفاقهم الأمريكيين.
Bogdan Matei, 01.04.2019, 19:39
أسرى لمدة نصف قرن تقريبًا، في المعسكر السوفيتي، لم تمكن الرومانيون من التأكيد على توجههم الغربي، سوى في بدايات العقد الأول من الألفية الثانية، في نهاية الفترة الانتقالية، بعد سقوط الشيوعية. رومانيا قبلت في الاتحاد الأوروبي عام 2007، بعد ثلاث سنوات من حظوها بعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي انضمت إليه في مارس/ آذار 2004 – وهو تاريخ أضخم توسع نحو الشرق لحلف شمال شمال الأطلسي. حيث ارتفع عدد الدول الأعضاء آنذاك، من تسع عشرة إلى ست وعشرين دولة. وفي وقت سابق، خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي عقدت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، في براغ، تلقت كل من: رومانيا وبلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا دعوة رسمية للانضمام إلى أنجح تحالف سياسي – عسكري في التاريخ. وكانت تلك اللحظة، نهاية الطريق الذي سارت عليه بوخارست ابتداءً من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 1990، عندما أقامت علاقات دبلوماسية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واستمرت في طلب القبول، الذي قدمته بعد ثلاث سنوات. الطبقة السياسية المحلية والرأي العام، اللذان كانا ممزقيْن داخلياً من جراء جدالات عنيفة في كثير من الأحيان عملا، آنذاك، معاً بشكل موحد، وبتوافق ملحوظ. من اليمين أو اليسار، في السلطة أو من المعارضة، اشتركت جميع الأحزاب الرئيسية، دون تردد في تحقيق هدف التكامل الأوروبي، والأوروبي – الأطلسي، الذي يُعد الضمان الوحيد لإزدهار ورخاء وأمن رومانيا. ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أحد التفاصيل الهامة، فرئيس الدولة، لحظة قبول انضمام رومانيا، كان الوزير الشيوعي السابق/ يون إيليسكو، الذي كان قد درس في موسكو، وكثيراً ما كان يُتهم بميله إلى روسيا.
وفي عام 1994، رومانيا كانت أول دولة تقرر المشاركة في برنامج الشراكة من أجل السلام، مما كان له دور مهم في الإستعداد التحضير للانضمام إلى الحلف. أعقب ذلك، حمام الماء البارد – إن صح التعبير، في قمة مدريد عام 1999، عندما دُعيت فقط جمهورية التشيك وهنغاريا وبولندا من الشرق الشيوعي السابق للإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، فقد قدر المحللون السياسيون والعسكريون أن رومانيا قد أخفقت قليلا، وفاتها القبول، ولكنها ستكون على رأس قائمة القبول في المستقبل. أهميتها الجيو-استراتيجية وإمكاناتها العسكرية الكبيرة، والرأي العام المؤيد للغرب، كانت من أكثر حجج رومانيا إقناعًا. الإنضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) تضاعف بشراكة استراتيجية مميزة تربط بوخارست بواشنطن. حيث تستضيف رومانيا حالياً قواعد عسكرية أمريكية، ومكونات للدرع الأميريكية المضادة للصواريخ، وكثيراً ما يُشارك جنودها في مناورات وبعثات دولية مع رفاقهم الأمريكيين.
وزير الدفاع الحالي، غابرييل ليش، شدد على حقيقة أن رومانيا، أصبحت أفضل استعدادًا من الناحية العسكرية مقارنة بخمسة عشر عاماً مضت. كما يشارك قرابة ألف جندي روماني في بعثات خارجية، أما عدد عدد هؤلاء، فكان أكبر بشكل ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ أكثر من ألفين وخمسمائة. كما ذكّر الوزير بأن تسعة وعشرين جنديًا رومانيًا كانوا قد سقطوا قتلى، بينما أصيب حوالي مائة ثمانين آخرين في مسارح العمليات الأجنبية. وأضاف أن في حال وقوع حرب حقيقية، فإن لدى الجيش الروماني ما يكفي من الأسلحة والذخيرة للصمود والمقاومة حتى يتدخل الشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).