رومانيا – من منظور إعادة إعمار أوكرانيا
"رومانيا يمكن أن تلعب دورًا هامًا في عملية إعادة إعمار أوكرانيا" – يؤكد رئيس اتحاد غرف تجارة رومانيا وأوكرانيا، ناستي فلادويو، الذي شارك في منتدى إعادة إعمار الجمهورية السوفيتية السابقة.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 16.10.2024, 19:46
التكلفة التقديرية للتعافي في أوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب تجاوزت قيمة أربعمائة وستةً وثمانين مليار دولار، على مدى عقد من الزمان. أما كييف فتسعى إلى البحث عن مصادر جديدة للدخل، على المستويين المحلي والدولي، لتلبية هذه الاحتياجات الملحة. التقديرات لا تغطي المناطق التي لا تزال تحت الاحتلال الروسي، والتي لم يعد من الممكن الوصول إليها. وبعد أكثر من عامين ونصف من الحرب، دمر الروس جزءًا كبيرًا من البنية التحتية للطرق والمدارس والمستشفيات بالإضافة إلى العديد من المنازل. بعض مشاريع إعادة التأهيل قد بدأت بالفعل. البلد يحظى بعدد متزايد من المستثمرين الأجانب، بما في ذلك من الرومانيين، الذين يفتحون أعمالا هناك. في الآونة الأخيرة، عقد في بوخارست منتدى لإعادة إعمار هذا البلد، نظمته غرفة التجارة الثنائية الرومانية- الأوكرانية. “رومانيا يمكن أن تلعب دور المركز اللوجستي في عملية إعادة إعمار أوكرانيا” – أكد ناستي فلادويو، رئيس اتحاد الغرف التجارية الرومانية- الأوكرانية، الذي شارك في هذا الحدث. الخبراء الحاضرون في الاجتماع حاولوا شرح ما يعنيه ذلك، بحيث يصبح بلدنا معترفاً به، على هذا النحو، من قبل الحكومة في كييف. هذا الجانب يعتبراً هاماً جداً في الشراكة الإستراتيجية المستقبلية بين رومانيا وأوكرانيا، أوضح ناستي فلادويو:
“بالنسبة لرومانيا، إعادة إعمار أوكرانيا تعني، في الواقع، إعادة إعمار رومانيا للمنطقة بأكملها، لكامل منطقة البحر الأسود، تعني إعادة تحديد تدفقات جديدة، ورؤية جديدة، وأساليب جديدة. وبعد ذلك، بالتأكيد، أنا مقتنع بحقيقة أن في النهاية، ستلعب رومانيا، جنبًا إلى جنب مع البلدان الأخرى ومع أوكرانيا، دور القاطرة لتحويل هذه الرؤية في منطقة البحر الأسود، وسيكون لها دورٌ هامٌ جداً في الاستقرار والتنمية.”
وبدوره، عبر سفير أوكرانيا في رومانيا/ إيهور بروكوبشوك، عن أمله بأن تؤخذ أ أموال إعادة إعمار بلاده من الأصول الروسية المجمدة، والتي تصل قيمتها على مستوى الاتحاد الأوروبي وحده إلى ما يقرب من ثلاثمائة وخمسين مليون دولار. الدول المتضامنة الآن مع أوكرانيا، سيُرحب بها في عملية إعادة الإعمار المنتظرة.
وفي نهاية شهر سبتمبر/ أيلول، اعتمد الاتحاد الأوروبي، وأكثر من ثلاثين دولة أخرى، في نيويورك، إعلاناً مشتركاً بشأن المساعدة في تعافي أوكرانيا. وبالتالي، أعاد حلفاء الجمهورية السوفيتية السابقة التأكيد على الإلتزامات المسبقة بدعم الاقتصاد والمساهمة في تعافيه بعد الحرب، بما في ذلك عبر القروض التي ستسدد من عائدات الأصول الروسية المجمدة. الدمار الذي سببته الحرب التي شنتها روسيا في فبراير/ شباط 2022 أثرت بشكل خاص على التجارة والطاقة والزراعة والبنية التحتية للنقل. أكبر الأضرار سجلت في مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوروجيا وخاركوف وخيرسون وكييف. البيانات تظهر أن ما لا يقل عن نسبة 10% من إجمالي العقارات في أوكرانيا قد دمرت أو أتلفت، مما أدى إلى إطالة أمد نزوح الأوكرانيين خارج مجتمعاتهم.