رومانيا متضررة من جراء الجفاف
إن ترشيد استهلاك مياه الشرب في مئات البلدات، بالإضافة إلى المحاصيل الزراعية التالفة، ليستا سوى نتيجنين للجفاف المطول في رومانيا
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 13.08.2024, 18:24
العامان الأخيران، اللذان شهدا درجات حرارة مرتفعة قياسية في جميع أنحاء العالم، وأمطاراً شحيحة، تزامنا، كما هو الحال في رومانيا، مع جفاف مزمن، مما أدى إلى تضخيم آثاره المدمرة على حياة الناس اليومية وعلى اقتصاد البلاد. في أكثر من 400 بلدة فرضت قيود على إمدادات المياه. أكثر المناطق تضرراً هي المحافظات في شرق البلاد: بوتوشان، وياش، وفراننشيا، ونيامتش، وباكاو. ومع ذلك، توجد أيضًا مشاكل كبيرة تتعلق بإمدادات المياه في محافظات جنوبية، مثل: جيورجيو وغورج. ممثلو شركة المياه الرومانية يواصلون توجيه نداء للسكان بضرورة استخدام المياه بشكل رشيد، مع العلم أن معامل ملء بحيرات التجميع الأربعين يبلغ 78٪.
في حوالي 120 منطقة في محافظة بوتوشان المذكورة سابقًا، لا يحصل الناس على المياه، ولا حتى في الليل، لأن الاستهلاك أعلى من المعتاد، ولا يمكن تجميع المستوى الأمثل في صهاريج التخزين. يُنصح المستخدمون بالعمل على تجميع حد أدنى من احتياطيات المياه لفترة الانقطاع. وفي مناطق أخرى في المحافظة، التي لا تحظى بأنظمة مركزية لإمدادات المياه، جفت الآبار، ويقول الناس إنهم يضطرون إلى جلب المياه من مسافة ثلاثة أو أربعة كيلومترات. المتخصصون يوصون باستخدام مياه الشرب لهذا الغرض فقط، أما بالنسبة للأنشطة المنزلية الأخرى، فيجب استخدام بدائل حيثما أمكن ذلك.
من ناحية أخرى، خلق الجفاف المطول مشاكل خطيرة للمحاصيل الزراعية. في شهر يوليو/ تموز هذا العام، أبلغ الوزير المختص/ فلورين باربو، المفوض الأوروبي/ يانوش فويتشيــكوفسكي أن مناطق واسعة في رومانيا تعاني من الجفاف، ومؤخراً، طلب من المفوضية الأوروبية منح تعويضات عاجلة للمزارعين الذين تكبدوا أضراراً جسيمة. مساحات واسعة في رومانيا تأثرت بالجفاف، أما خسارة دخل المنتجين الزراعيين فتعرض السلامة الاقتصادية للمَزارع، والمصالح الأمنية للبلاد إلى الخطر – أبلغت بوخارست.
“الأضرار الجسيمة الناجمة عن الظواهر المناخية غير المواتية، تتطلب منح تعويضات عاجلة بناءً على أساس إجراء استثنائي، للمساهمة في حل المشاكل المحددة الناجمة عن هذه الظواهر” – تظهر الرسالة التي بعثها وزير الزراعة والتنمية الريفية/ فلورين باربو إلى المفوضية الأوروبية. ووفقاً للوزارة، فإن الميزانية الإجمالية المقدرة بقيمة خمسة وسبعين مليوناً ومائتي ألف يورو للمحاصيل المزروعة في خريف 2023 يجب سدادها بشكل عاجل إلى المزارعين. أما بالنسبة للعام الحالي، فإن النقص الحاد في الأمطار، ومستوى درجات الحرارة الأعلى من المعتاد في جميع أنحاء البلاد تقريبًا، حتى المرتفعة، بشكل خاص، في المناطق السهلية، كان لهما تأثير كبير، وصل إلى حد الإضرار بالمحاصيل المزروعة في الربيع، وخاصة الذرة وعباد الشمس، على مساحة تقدر بحوالي مليوني هكتار على المستوى الوطني. أما الخسائر – تؤكد وزارة الزراعة – فتقدر بأكثر من مائتي يورو للهكتار الواحد.