رومانيا تدين الهجوم الأرهابي في باريس
Roxana Vasile, 08.01.2015, 19:01
الهجومُ الإرهابيُ المُرَوِع الذي شُنَ، أمسِ الأربعاء، في برايس، ضِدَ صحيفة Charlie Hebdo يُثِيرُ الذُهولَ في رومانيا أيضا. حيث غَيَرَ رئيسُ الجمهوريةِ الروماني، كلاووس يوهانيس، صُورتَهُ على صَفحته بالفايسبوك إلى مُرَبَعٍ أسودَ مَكتوبٌ عليه “Je suis Charlie ” ، أي “أنا Charlie “، وهي رسالةٌ اجْتاحَتْ شبكةَ الانترنيت. وكَتَبَ رئيسُ الجمهورية ورئيسُ الوزراء فيكتور بنوتا أيضا لِنَظِيرَيْهِمَا الفَرَنْسِيَيْنِ، حيث قال الرئيس يوهانس :”نُأَكِدُ لِجَميعِ شُركاءِ رومانيا عَنْ دَعْمِنا التام لِمُكافَحةِ الإرهاب والتَطَرُفِ مِنْ أيِ نَوْعٍ كان”، بينما أعلن رئيسُ الوزراء بونتا “يجب على المُجتمع الدولي تَبَنِي مَوْقِفٍ صارِمٍ مِنَ المحاولات الإرهابية الرامية إلى تقويض دولة القانون وانتهاك حُقوق وحُرياتِ المواطنين”، مُضِيفا أن “رومانيا مُتَضامِنَةٌ مع فرنسا وتُنَدِدُ بِشِدةٍ بالعَمل الإرهابي الذي يُؤَثِرُ على حُرياتٍ أساسية”. ومِنْ جانبه، أعلن وزيرُ الخارجية الروماني، بوغدان آووريسكو :
” هذا عملٌ في غايةِ الخُطورة ضد وسائلِ الإعلام وضِدَ مُمثِلِيها. وبالتالي، يعد هجوما على جَوْهَرِ الديموقراطية والقِيَمِ والحُرياتِ الأساسية بِحَدِ ذاتِها”.
نَكَّسَتِ السِفارةُ الفنرسية ببوخارست العلم، بينما جلب الرومانييون الزُهُورَ وأشْعَلُوا الشُمُوع. أما السفيرُ Francois Saint Paul ، فَشَكَرَ جميعَ الرومانيين والسُلطاتِ في بوخارست على رسائلِ الدعم. وأعرب أشخاصٌ في كُلِ أنحاء العالم عَنْ غَضَبِهِمْ وكذلك عَنْ تَضامُنِهِمْ مَعَ هؤلاء الذين يدافعون عنِ الحَقِ في حرية التعبير. وفي مُقابَلةٍ أدلى بها لصحيفة Le Figaro اليومية، يَعتقد الروائيُ وكاتبُ المقالات المشهور Pascal Bruckner أن المَجْزَرَةَ بِدَمٍ بارِدٍ التي شهدتها العاصمةُ الفرنسية، والتي تمثل أخطرَ هجوم تواجهه فرنسا في أكثرِ من خمسين عاما، تَعَدُ مرحلةً جديدة في الحرب التي يَشُنُها الإسلامُ الراديكالي على الديموقراطيات الغربية. ويعتبر Pascal Bruckner أن “مُنَفِذِي مثلِ هذه الأعمال إسلامِيُون فاشِيُون. أما ضحايا صحيفةِ Charlie Hebdo ، ومِنْ بينهِمْ أربعةٌ مِنْ أشهر الرَسامين الكاريكاتُوريِين الفرنسيين، فَيُعَدُون المُمثلين الأوائل للمُقاوَمَةِ في هذه الحرب الجديدة”. في رأيِه، إن تطرفَ الإسلام قد يَسْتَجِيبُ له تَطَرُفُ العَمى. لذا، فإن مأساةَ باريس يَجِبُ أَنْ تَفْتَحَ الأَعْيُن! الصَحافةُ تتغذى على حُريَةِ التعبير وتَفْتَرِضُ، في بعض الأحيان، خوضَ معركة ولَكِنْ بالأقلام. وكتب كاتبُ الافتتاحيات في صحيفة Le Nouvel Observateur أنه من الضروري أن تُصْبِحَ صحيفةُ Charlie Hebdo رَمزا لِمُقاوَمَةِ الغَضَبِ والتَعَصُب. لأنَ هذا الهجومَ هجومٌ غيرُ مَسبوق على وسائل الإعلام والديموقراطية والوَطَنِ بأسره. السلطةُ الاشتراكية الحاكمة حاليا في باريس، بِشَكْلٍ خاص، والساحةُ السياسية الفرنسية، بشكل عام، تَرُصُ الصُفُوفَ وتَدْعُو بالإجماع إلى الوَحدة والتَضامُنْ، وتُنَدِدُ بِشِدَةٍ بِجُبْنِ الإرهابيين، كما تأكد لَهُمْ أَنَهُمْ لَنْ تَكُونَ لَهُمْ الكلمةُ الأخيرة.