رومانيا تتعرض لهجوم كمبيوتر
عملت إحدى الجهات الحكومية الخارجية على التأثير على العملية الانتخابية في رومانيا، حسبما ذكرت تقارير الجهات المختصة بتطبيق القانون، والتي رفع الرئيس الروماني السرية عنها
Radio România Internațional, 05.12.2024, 16:22
في سلوك غير معتاد، رفع الرئيس “كلاوس يوهانيس” السرية، عن الوثائق المقدمة في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع الوطني، والمتعلقة بعدم الامتثال لقواعد الإعلان الانتخابي قبل الجولة الأولى. وجاء في البيان الصحفي الذي نشر بعد الاجتماع، عن وجود هجمات إلكترونية، للتأثير على صحة العملية الانتخابية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. حيث فاجأ المرشح المستقل والقادم من العدم “كالين جيورجيسكو” الجميع، واستفاد من الحملة الضخمة عل شبكة التواصل الاجتماعي ” تيك توك”.
وتثبت الوثائق التي رفع عنها الرئيس السرية، وجود شيء غير طبيعي، مع وجود درجة عالية من الأعمال الخطرة التي استهدفت رومانيا. وتشير تقارير جهاز المخابرات الروماني، إلى أنه في سياق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، كانت هناك حملة ترويجية شرسة، تم تنفيذها من خلال التحايل على التشريعات الانتخابية الوطنية، فضلاً عن استغلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات إعلامية لرفع شعبية جورجيسكو.
ويشير جهاز المخابرات الروماني إلى تضخيم حملة ” جيورجيسكو” على منصة ” تيك توك” قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، حيث تمكنت من ضمان فوز المرشح في الجولة الأولى، والذي كان بمستوى شعبي منخفض جداً في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم يكن نمو عدد الحسابات التي روجت للحملة الانتخابية لجيورجيسكو طبيعياً، حيث كان بإمكان جهة حكومية ما أن تنسق نشاط الحسابات، مع استخدام قناة اتصال بديلة لتوزيع الرسائل على المنصة. ونتيجة لذلك، وصل جيورجيسكو إلى المركز التاسع عالمياً من حيث الانتشار، قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
ووفقاً لتقارير جهاز المخابرات الروماني، تم التعرف على مواطن روماني زُعم أنه تبرع بأكثر من مليون يورو على منصة ” تيك توك” لتمويل حملة جيورجيسكو الانتخابية. كما وقعت هجمات إلكترونية يوم الانتخابات وفي الليلة التي تلت الاقتراع. ويشير تقرير جهاز المخابرات الخارجية إلى أن رومانيا تعد هدفًا للأعمال الروسية الهجينة العدوانية، بما في ذلك تسريب المعلومات والتخريب.
ويحيّر “كالين جيورجيسكو” رجال السياسة وبيئة الأعمال، بما في ذلك رؤيته للاكتفاء الذاتي للاقتصاد، وإعجابه الصريح بروسيا البوتينية والقادة المعادين للسامية، والفاشيين من فترة ما بين الحربين الرومانيتين، ونقده الدائم لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وكذلك للمساعدات المقدمة لأوكرانيا، وهو ما يذكرنا بالنوع التشاوشيسكي الشيوعي-القومي.
ولم تبقى أفكاره دون صدى بين شركاء رومانيا الاستراتيجيين، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” بأن الولايات المتحدة تشعر بالقلق، إزاء تقرير مجلس الدفاع الوطني، حول تورط روسيا في أنشطة إلكترونية ضارة، تهدف إلى التأثير على نزاهة العملية الانتخابية. ويقول “ميلر” إن التقدم الذي حققته رومانيا بشق الأنفس، في ترسيخ نفسها في مجتمع عبر الأطلسي، لا يمكن عكسه من قبل الجهات الفاعلة الأجنبية، التي تحاول إبعاد السياسة الخارجية للبلاد عن تحالفاتها الغربية.
ويلفت الانتباه إلى أن أي تغيير من هذا القبيل، يمكن أن يخلف تأثيراً سلبياً خطيراً، على التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ورومانيا، في حين أن القرار بتقييد الاستثمار الأجنبي، من شأنه أن يثني الشركات الأميركية، عن الاستمرار في الاستثمار في رومانيا.