رومانيا، مرة أخرى بدون رئيس وزراء
ولكن في الصيف الماضي، أصبحت التوترات بينه وبين دراغنيا حادة جداً، أما رفض رئيس الوزراء للاستقالة، فكان صارماً جداً، بحيث لجأ الجزب الإشتراكي الديمقراطي PSD إلى فعل غير مسبوق في الديمقراطية الرومانية بعد سقوط الشيوعية: بإسقاط حكومته، عبر مذكرة لحجب الثقة عنها. ودفع نحو ترأس السلطة التنفيذية، النائب البرلماني من الحزب الإشتراكي الديمقراطي عن مدينة براييلا (جنوب شرقي رومانيا)، ميهاي تودوسيه، وهو اشتراكي- ديمقراطي آخر مخضرم، ويعتبر جندياً مخلصاً للحزب. غير أن، يوم الإثنين، اجتمعت اللجنة التنفيذية للحزب الإشتراكي الديمقراطي، بشكل طارئ، بطلب من رئيس الحزب/ ليفيو دراغنيا، وقررت سحب الدعم السياسى لرئيس الوزراء، الذي أعلن، فوراً، استقالته. ميهاي تودوسيه:
Bogdan Matei, 16.01.2018, 19:40
ديسمبر/ كانون الأول 2016، بقيادة ليفيو دراغنيا، فاز الحزب الإشتراكي الديمقراطي، مسجلاً نتيجة تاريخية، بحوالي خمسة وأربعين بالمائة من مجموع الأصوات، في الانتخابات البرلمانية، وأصبح آلة الكمان الأولى، التي تمنح نغمية الإئتلاف الحاكم مع الشركاء الأصغر من تحالف الليبراليين والديمقراطيين. الخيار الأول لشغل منصب رئاسة الوزراء، سيفيل شحايدة، كانت ستصبح أول امرأة تترأس الحكومة في بوخارست، لولا رفض الرئيس/ كلاوس يوهانيس تعيينها. متزوجة من سوري مقرب من النظام الدكتاتوري في دمشق، اعتبرت آنذاك، بأنها قد تمثل نقطة ضعف للأمن القومي. وبذلك، رئيس الوزراء أصبح رئيس مجلس محافظة تيميش (غرب البلاد)، آنذاك، سورين غرينديانو، وهو وزير سابق، وعضو في الحزب الإشتراكي الديمقراطي PSD منذ عقدين من الزمن، والمحاط بهالة الفوز في الانتخابات المحلية، في معقل تقليدي لليمين.
ولكن في الصيف الماضي، أصبحت التوترات بينه وبين دراغنيا حادة جداً، أما رفض رئيس الوزراء للاستقالة، فكان صارماً جداً، بحيث لجأ الجزب الإشتراكي الديمقراطي PSD إلى فعل غير مسبوق في الديمقراطية الرومانية بعد سقوط الشيوعية: بإسقاط حكومته، عبر مذكرة لحجب الثقة عنها. ودفع نحو ترأس السلطة التنفيذية، النائب البرلماني من الحزب الإشتراكي الديمقراطي عن مدينة براييلا (جنوب شرقي رومانيا)، ميهاي تودوسيه، وهو اشتراكي- ديمقراطي آخر مخضرم، ويعتبر جندياً مخلصاً للحزب. غير أن، يوم الإثنين، اجتمعت اللجنة التنفيذية للحزب الإشتراكي الديمقراطي، بشكل طارئ، بطلب من رئيس الحزب/ ليفيو دراغنيا، وقررت سحب الدعم السياسى لرئيس الوزراء، الذي أعلن، فوراً، استقالته. ميهاي تودوسيه:
الحزب قرر أن الحاجة تستدعي حكومة أخرى بنهج مختلف. دائماً يوجد مجال للأفضل. ربما أخطأت أنا. لذلك قرر الحزب، كما قلت في البداية: أنا أتحمل النتيجة، فاللجنة التنفيذية اختارتني وكلفتني، واللجنة التنفيذية أيضاً، أكدت وجود إمكانية للتحسين.
التوترات، كانت قد انفجرت الأسبوع الماضي، عندما دعا رئيس الوزراء، إلى إعادة هيكلة الحكومة. الأسلوب الذي – قالت الصحافة – إن من خلاله، كان يريد تودوسيه، تنظيف فريقه من الموالين لدراغنيا. وبالاضافة الى ذلك، وعلى خلفية فضيحة التحرض بالإطفال في الشرطة، طالب ميهاي تودوسيه باستقالة وزيرة الداخلية/ كارمن دان، التى تعتبر من الشخصيات التي تحظى بحماية ليفيو دراغنيا. مُتقبل للوضع، اعترف زعيم الحزب بقوله:
يبدو أن لدي يد سيئة للغاية، ليس فقط فيما يخص مقترحات ترشيح رئيس للوزراء. أنا لن أقدم أي اقتراح، قلت لهم: سأصوت على الاقتراح الذي يخرج من المناقشة. قلت لهم أن نجلس هنا في اللجنة التنفيذية الوطنية، حتى يخرج الدخان الأبيض.
من المعارضة، الحزب الوطني الليبرالي، أهم تشكيلة برلمانية يمينية، يؤكد أن الأزمة الجديدة تدل على عجز الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن الحكم، ويدعو إلى تنظيم انتخابات مبكرة. الرئيس/ كلاوس يوهانيس، مرة أخرى، الأحزاب البرلمانية، إلى إجراء مشاورات لتعيين رئيس وزراء جديد، حيث أنه غير مجبر أو مضطر إلى تعيين مرشح من حزب مُعين. وفي العام الماضي، خلاف ذلك، بعد وقت قصير من سقوط حكومة غرينديانو، حذر رئيس الدولة، من أن، في حال عدم إمكان حكومة تودوسيه التحمل والمقاومة، فإنه يُفكر، بشكل جاد،جداً، إذا كان سيعهد للحزب الإشتراكي الديمقراطي PSD بتشكيل حكومة جديدة.