رئيس رومانيا الجديد
” التطلعاتُ الكبيرة قد تُؤَدِي إلى نتائجَ كبيرة وهذا ما سيَحْدُثُ لأنَ التطلعاتِ الكبيرةَ تَعني المزيدَ مِنَ المسؤولية والمزيدَ مِنَ الجُهود والمَزيدَ مِنَ الجِدِية والمزيدَ مِنَ العمل مِنْ طَرَفِ الجميع، وسأكون أنا الأول! أسعى أنْ تَكُونَ رومانيا، لدى انتهاء ولايتي رئيسا للبلاد، فضاءا تَسودُ فيه حالةٌ مِزاجيةٌ مُختلفة ومُناخٌ اجتماعيٌ مُختَلف يتحقق فيه، آخيرا، الاستقرارُ وتقديرُ القيم والهُدوء”.
Ştefan Stoica, 22.12.2014, 17:57
غادر عمدةُ سيبيو السابق، كلاووس يوهانيس، هذه المدينةَ الواقعةَ بمنطقة ترانسيلفانيا لِتَوَلِي المنصبِ الرئاسي. رغم اعتبارِه قبل السباقِ الرئاسي دَخيلا ومُتَحَضِرًا أكثرَ مما يَنبغي لِتَحَمُلِ ما يحْدُثُ في الساحة السياسية بالعاصمة الرومانية التي يَسود فيها قانونُ الأقوى، حظِيَ يوهانيس بتوافد حُشُودٍ ضَخمةٍ مِنَ الناخبين المُؤيدين له على مراكز الاقتراع ومِنْ تصويتِ عَدَدٍ كبيرٍ منهم ضد اليسار السياسي الذي تَرَشَحَ مِنْ طرفه رئيسُ الوزراء فيكتور بونتا والذي يُعتبَرُ مُمَثِلُوه مُتَكَبِرينَ وفاسدين. كلاووس يوهانيس مُصَمَمٌ، الآنَ، بعدما أصبح رئيسا للجمهورية، على عَدَمِ تَخييب آمال المواطنين. وفي الكلمة التي ألقاها أثناء مراسم تنصيبه، أمسِ الأحد، في البرلمان، وَعَدَ الرومانيين بمُجْتَمَعٍ مُغيَرٍ جِذريا ومُتَخَلِصٍ مِنَ الفساد الذي يُعَدُ تهديدا كبيرا على النسيج الاجتماعي، كما وعدهم بإصلاح الساحةِ السياسية. ودعا كلاووس يوهانيس، الذي كان شِعارُه أثناء الحملة الانتخابية هو “رومانيا العمل الجيد” -دعا إلى إبداءِ تَصرُفاتٍ مَسؤولة واعدا بأنه سيَكُونُ أولَ مَنْ سَيَمْتَثِلُ لهذا الطلب. كلاووس يوهانيس:
” التطلعاتُ الكبيرة قد تُؤَدِي إلى نتائجَ كبيرة وهذا ما سيَحْدُثُ لأنَ التطلعاتِ الكبيرةَ تَعني المزيدَ مِنَ المسؤولية والمزيدَ مِنَ الجُهود والمَزيدَ مِنَ الجِدِية والمزيدَ مِنَ العمل مِنْ طَرَفِ الجميع، وسأكون أنا الأول! أسعى أنْ تَكُونَ رومانيا، لدى انتهاء ولايتي رئيسا للبلاد، فضاءا تَسودُ فيه حالةٌ مِزاجيةٌ مُختلفة ومُناخٌ اجتماعيٌ مُختَلف يتحقق فيه، آخيرا، الاستقرارُ وتقديرُ القيم والهُدوء”.
كما تَحَدَثَ الرئيسُ الجديد عَنْ إعادةِ التأكيد على الخَيارتِ المُتعَلقةِ بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والانتماءِ إلى الحلف الأطلسي والعُضويةِ في الاتحاد الأوروبي وعن عَلاقة تفضيلية للبلاد مَعَ جمهورية مولدوفا الجارة. وفيما يخص السياسةَ الخارجية، سيواصل يوهانيس في ولايَتِهِ السياساتِ التي انْتَهَجَهَا ترايان باسيسكو أثناء وِلايَتَيْه. وَفقا لرئيس الجُمهورية السابق، لقدْ صارتْ رومانيا، بعد عشرةِ أعوام قضاها في رئاسة البلاد، بلدا آمنا أكثرَ مِنْ أَيِ وَقْتٍ مَضَى، وأكثرَ كفاءةً من الناحية الاقتصادية، له قضاءٌ حُرٌ وفَعَال. أما المُعَلِقُون، فيعتبرون أن العقدَ الذي ترأس فيه ترايان باسيسكو البلادَ شَهِدَ العديدَ مِنَ الفضائح والنزاعاتِ المُزْمِنَةَ مع مُعْظَمِ السياسيين الذين أخْضَعُوهُ لِمُحاوَلَتَيْنِ فاشِلَتَيْنِ لإقالَتِه. ومع ذلك، أقَرَ المُعلقون بأن باسيسكو يعود له الفضلُ لِحِمايةِ المُدَعِينَ والقُضاةِ مِنَ التَدخلات السياسية في الشؤون القضائية، الأمرُ الذي أدى إلى اشتدادٍ غَيْرِ مَسبوقٍ للمعركة ضد الفساد. الفروقُ بين الرئيس السابق وذلك الحالي كبيرةٌ. الأولُ مُندَفِعٌ ومُسيْطِرٌ لا يميل سِوَى قليلا أوْ لا يميل إطلاقا إلى التَفاوُض، والثاني هادِئٌ ومِنْهَجِيٌ ومُستَعِدٌ على ما يبدو للتعاوُن. ولكنْ، إنَ مَا تُسَجِلُهُ الأجيالُ القادِمَةُ في شأنِ كُلِ رئيسِ دولة، في نهاية المُطاف، هُوَ الرؤيةُ والقُدْرَةُ على اتِباعِهَا.