حلف شمال الأطلسي غقب القمة
“رومانيا تمثل في هذه اللحظة، بناءً على قراراتِ قِمةِ الحلف هذه، بلدا سيَتِمُ الدفاعُ عنه إذا تَعَرَضَ لأيِ هجوم. أكثرَ مِنْ ذلك، بناءً على قراراتِ القمة، يتحتم على الهياكلِ العسكرية للحلف الأطلسي والهياكل الوطنية تحديدُ عَدَدِ القُواتِ المُتوافِرَة داخل الحلفِ في أقصَرِ وقتٍ مُمكن، للدفاع عَنْ رومانيا في حال اندلاعِ حرب”.
Bogdan Matei, 08.09.2014, 18:14
تأسسَ الحلفُ الأطلسيُ بعد الحرب العالمية الثانية لإبقاءِ السُوفْيِيت خارِجَ أوروبا، وها هو الآن يَعُودُ إلى الهدفِ الأساسِيِ الذي تأسَسَ مِنْ أجله وهو مواجهةُ الشَهِيَةِ التوسعية الروسية. وكانتْ قِمَةُ المُنظمة، التي انعقدت في الأسبوع الماضي في مدينة نْيُوبُورْتْ بِوِيلْزِ، قد هَيْمَنَتْ عليها مَخاوِفُ أثارَها تَمَرُدُ الانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا، أي في حُدود الحِلْفِ الشرقية، والدعمُ اللوجستي والماليُ والعسكري الذي تَمْنَحُهُ لَهُمْ موسكو الآن بِشَكْلٍ عَلَنِي. كما وافق زعماءُ دُول الحلف الأطالسي على تشكيلِ قُوَةٍ للرد السريع لتعزيزِ قُدْرَةِ الحُلفاء الدِفاعية. وأعلن الأمين العام، أندرس فُوج راسموسين، أنَ حلفَ شَمالِ الأطلسي سيحتفظ بوُجودٍ عَسكري دائم في بولندا ورومانيا ودُول البلطيق. وأضاف راسموسين أنه إذا اقتضتِ الحاجةُ إلى تفعيلِ قُوَةِ الرَدِ السريع، فستَكُونُ هذه جاهزةً للعمل في أربعةِ أيامٍ على الأكثر. وبدوره، أعلن رئيسُ الجمهورية الروماني، ترايان باسيسكو، عَنْ إنشاءِ هيئةٍ قيادية للحلف الأطلسي في أراضي رومانيا. وتعتبر بوخارست أن القمةَ أكدتْ تَضامُنَ أعضاءِ الحِلْفِ وتماسُكَه. وهذا ما أصر رئيسُ الجمهورية على إعلانه بعد عَودته إلى البلاد، استجابةً لمَخاوِفِ الكَثيرِ مِنَ الرومانيين إزاءَ النِزاعات المُجَمدة أو الساخنة القائمة في البُلدان المجاورة. وأوضح رئيسُ الجمهورية أن رومانيا سيَتِمُ الدِفاعُ عنها في حال اندلاعِ حربٍ، كما أشار إلى وُجُودِ خُطَطٍ للرَدِ على أي نوعٍ مُحتَمَلٍ مِنَ الهجمات المُسلحة، أكانَتْ بَريةً أو جويةً أو بَحرية. ترايان باسيسكو:
“رومانيا تمثل في هذه اللحظة، بناءً على قراراتِ قِمةِ الحلف هذه، بلدا سيَتِمُ الدفاعُ عنه إذا تَعَرَضَ لأيِ هجوم. أكثرَ مِنْ ذلك، بناءً على قراراتِ القمة، يتحتم على الهياكلِ العسكرية للحلف الأطلسي والهياكل الوطنية تحديدُ عَدَدِ القُواتِ المُتوافِرَة داخل الحلفِ في أقصَرِ وقتٍ مُمكن، للدفاع عَنْ رومانيا في حال اندلاعِ حرب”.
وأكد رئيسُ الجمهورية أن الدول الحليفة ستُغَطِي، بناءً على مَبدإ التضامن، تكاليفَ بعضِ العملياتِ العسكرية الخاصة بالدفاع عَنْ رومانيا، كما تَحَمَلَتْ بوخارست، بدورها، تكاليفَ وُجودِها العسكري في افغانستان. ولكن، هناك أصواتٌ تَعتبر لهجةَ الرئيس باسيسكو الجِدِيَةَ مُبالَغٌ فيها. وفي هذه البلاد التي تَعَرَضَتْ في القُرون الثلاثةِ الأخيرة لِمَا لا يَقِلُ عَنْ اثنَيْ عشرَ غزْوًا مُسَلَحًا روسيا، لا تزال فيها مثلُ هذه الأصواتِ قليلةً وغيرَ مُهِمَة. واعترف باسيسكو نفسُه بأنه، عَقلانيا، مِنْ غَيْرِ المُحتمل، تسعةً وتسعين فاصلة تسعةٍ وتسعين في المائة، أَنْ تُهاجِمَ روسيا رومانيا مِنْ جديد. ولكنْ، تبقى هناك نسبةُ الصفر فاصلة صفر واحد في المائة غَيْرِ المعقولة، وَفقا للرئيس باسيسكو، الذي اختتم يقول بأنه مِنْ وَاجِبِ قادَةِ رومانيا أَنْ يَضْمَنُوا أَمْنَها.