حلف شمال الأطلسي: الاتحاد الأوروبي لا يستطيع الانفصال عن الولايات المتحدة
دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي/ مارك روتيه النواب في البرلمان الأوروبي إلى تخصيص مبالغ أكبر لقطاع الدفاع.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 14.01.2025, 19:29
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي/ مارك روتيه، في أول جلسة استماع له أمام لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الأوروبي، أن أوروبا لا تستطيع أن تتحمل الانفصال عن الولايات المتحدة في مجال الدفاع. مارك روتيه أخبر النواب الأوروبيين أن الولايات المتحدة تتحمل في الوقت الحالي نحو 60% من إجمالي نفقات حلف شمال الأطلسي، ودون الولايات المتحدة، كان الأوروبيون سيضطرون إلى زيادة الإنفاق الدفاعي أربعة أضعاف. وفي ظل هذه الظروف، لن يتحقق الأمن العسكري إلا بعد عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة – بحسب المسؤول في حلف شمال الأطلسي، الذي اقترح أيضا تبسيط إجراءات الحصول على الأسلحة وتسليمها. مارك روتيه حث الأوروبيين على تخصيص مزيد من الأموال لميزانية الدفاع. وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أن 2% من الناتج المحلي الإجمالي لا يمثل سوى القليل جداً في سياق الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أن الأمن هو الشيء الأكثر أهمية للحفاظ على ما حققته الديمقراطية الأوروبية حتى الآن. وفي نفس الوقت، اقترح، من الآن فصاعدا، تسمية الهجمات الهجينة التي يدور الحديث عنها منذ نحو خمسة عشر عاما بما وصفها “حملة زعزعة الاستقرار”. نحن نتحدث عن روسيا التي – كما يقول مارك روتيه – تهاجم أوروبا بأشكال مختلفة:
“حرب روسيا تواصل إحداث الفوضى. وفي نفس الوقت، تعمل روسيا على تسريع حملتها لزعزعة الاستقرار ضد بلداننا، عبر الهجمات الإلكترونية، ومحاولات الاغتيال، وأعمال التخريب، وغير ذلك الكثير. نحن عادة نطلق على هذه الأعمال اسم “أعمال هجينة”، ولكنني أريد التخلي عن هذا المصطلح، وتسميتها بحملة زعزعة الاستقرار. روسيا لا تتحرك بمفردها، بل تساعدها الصين، وكوريا الشمالية، وإيران. وفي نفس الوقت، لا تزال توجد تهديدات أخرى قائمة: الإرهاب، والانتشار النووي، والتضليل، وبالطبع التغيرات المناخية. دول حلف شمال الأطلسي زادت إنفاقها الدفاعي. حيث يُنفلق ثلثا هذه الدول الآن ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. هذا جيد، وأنا أشيد بجهودهم. ولكن دعونا نكون صادقين، نسبة 2% غير كافية على الإطلاق. صناعتنا لا تزال صغيرة جداً، ومجزأة جداً، ولنكن صادقين، بطيئة جداً. أرحب وأؤيد إجراءات الاتحاد الأوروبي لمضاعفة جهوده لإصلاح وتوسيع قاعدتنا الصناعية الدفاعية. وبفضل هذا البرنامج الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي، أصبحت لدينا الآن فرصة لتعزيز أمننا المشترك”.
في الوقت الحالي، ثلاثٌ وعشرون دولة فقط من أصل إثنتين وثلاثين من أعضاء حلف شمال الأطلسي وصلت إلى هدف 2% من الناتج المحلي الإجمالي لميزانيات الدفاع المفترضة في إطار التحالف، بما في ذلك رومانيا. الرئيس الأمريكي المنتخب/ دونالد ترامب دعا الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى زيادة ميزانياتها الدفاعية إلى 5% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف يعتبر غير واقعي في الاتحاد الأوروبي. ومن المنتظر اتخاذ قرار محتمل برفع مستوى هذا الهدف في القمة المقبلة لحلف شمال الأطلسي، المقرر عقدها في لاهاي في يونيو/ حزيران 2025.