حادث في وادي جيو
نتوقع في الفترة المقبلة أن تقوم كلٌ من المفتشية الإقليمية للعمل، والإدعاء العام بعمل تحقيقات. كما سنجري بدورنا تحقيقاً خاصاً بنا، ولن نعلن النتائج التي سنتوصل إليها، قبل إعلان نتائج تحقيق كل من المفتشية الإقليمية للعمل والنيابة، خشية أن نوحي بأية فكرة أو أن نعطي – دعونا نقول – حكماً مُعيناً قبل أن تعطي السلطات المختصة في هذا المجال رأيها.
Roxana Vasile, 06.10.2017, 20:09
في كل مرة عندما تقع حوادث في المناجم، يبدو وكأن نفس بلد بأكمله يتوقف: إما أمام مكان الحادث، أو بعيون موجهة صوب التلفاز، حيث يتابع الرومانيون عمليات الإنقاذ، آملين، في كل مرة، أن لا تقع أية ضحية. ولكن السيناريو، لسوء الحظ، تكرر مجدداً، يوم الخميس، عندما انهار مدخل نفق في منجم لإستخراج الفحم في بلدة لوبين في وادي جيو (في الوسط الغربي للبلاد). ثلاثة من عمال المناجم من مجموعة تضم أحد عشر شخصاً، علقوا تحت الأرض على عمق حوالى 500 متر. عملية الإنقاذ عكس عقارب الساعةـ كانت ضخمة – حيث استغرقت خمس عشرة ساعة من العمل الشاق، في ظروف صعبة للغاية، وذلك لأن المنطقة كانت تحت تهديد خطر كبير بسبب حالة عالية الدرجة من عدم استقرار الصخور. وعلى سطح الأرض جُلبت طائرات مروحية عمودية من الخدمة الطبية المنتقلة للطواريء والإنعاش والتخليص (سمورد) ومن وزارة الدفاع. وبجانب أفراد أسر الثلاثة، والعشرات من زملائهم الذين انتظروا أخباراً أمام مدخل فم المنجم، حضر إلى لوبين أيضاً، وزير الطاقة/ توما بيتكو، الذي أشار إلى فتح عدة تحقيقات، بالإضافة إلى قضية جنائية معنية بهذا الحادث، حيث من المنتظر تحديد أسباب وقوع الحادث والتعرف على المذنبين المحتملين. توما بيتكو:
نتوقع في الفترة المقبلة أن تقوم كلٌ من المفتشية الإقليمية للعمل، والإدعاء العام بعمل تحقيقات. كما سنجري بدورنا تحقيقاً خاصاً بنا، ولن نعلن النتائج التي سنتوصل إليها، قبل إعلان نتائج تحقيق كل من المفتشية الإقليمية للعمل والنيابة، خشية أن نوحي بأية فكرة أو أن نعطي – دعونا نقول – حكماً مُعيناً قبل أن تعطي السلطات المختصة في هذا المجال رأيها.
زوجة أحد عمال المناجم، تحدثت الرواتب البائسة التي تتلقاها هذه الفئة من العمال، بالرغم من أنهم يُعرضون حياتهم، في كثير من الأحيان، للخطر عندما يدخلون تحت الأرض. وبطبيعة الحال، التعدين مهنة تنطوي على مخاطر، ولكن الحديث يدور حول ظروف العمل. والد عامل منجم-مُنفذ، أضاف، بدوره، أن حتى أدنى العبيد في العالم، لا يعملون مثل عمال المناجم الرومانيين. النقابيون يدينون، أيضاً، غياب الأمن والسلامة في العمل – فحالة الممرات والأنفاق مؤسفة، وبالمثل، الحلل والمعدات التي يتلقاها عمال المناجم عند دخولهم تحت الأرض، فضلاً عن الآلات والمتشآت التي عفا عليها الزمن. وهم يربطون هذا الوضع، ويلقون باللوم، في الواقع، على كاهل خطة الإغلاق التي أدت إلى حدوث الانهيار.
منجم بلدة لوبين، يعتبر من بين وحدتي التعدين في وادي جيو، اللتين تعدان غير مُجديتيْن، وستتوقفان عن العمل بحلول نهاية العام المقبل. وخلال السنوات العشر الماضية، أطلقت عدة تقويمات لإغلاق مناجم استخراج الفحم في وادي جيو، الذي يحمل، للأسف، الرقم القياسي لأكثر عدد من الحوادث، على مر الزمن، في مناجم رومانيا، والتي وقعت من جراء انهيارات أو انفجارات تحت الأرض. ولكن، من وادي جيو أيضاً، ولأكثر من 150 عاماً، منذ أن افتتح أول منجم عام 1859، في بتريلا، استخرجت مليارات الأطنان من الفحم.