جولة رئيس الوزراء في دول الخليج
“نَجَحْنا، مِنَ الناحية السياسية، أَنْ نُثْبِتَ مِنْ جديد أننا مُهْتَمُونَ بِعلاقَتِنا مَعَهُمْ. كان هناك انفتاحٌ مِنْ طَرَفِهِم، منذ البداية. تَحَدَثْنا عَنْ أمورٍ مَلموسةٍ جدا. والآنَ، يَجِبُ أن نُنَفِذَ ما قُلناه وما تَعَهَدْنا به، إذْ لَدَيْنَا عادةٌ سيئة: نَتَحَدَثُ عَنْ مشاريعَ ومن ثم، بسبب مَشاكلَ بيروقراطية وخَوْفًا مِنَ التوقيع وقُدُومِ المُدَعِينَ للتَحْقِيقِ مَعَنا، نَتَخَلَى عنها. لذا، سأعْمَلُ أنا شخصيا وكذلك الوُزراءُ الذين صاحَبُونِي على تحقيقِ وتَنْفِيذِ جُزْءٍ مِنَ المشاريع المَطْرُوحَةِ للنقاش في الأشهُرِ الستة القادمة” — على حَدِ تعبير رئيس الحكومة الروماني، فيكتور بونتا.
Bogdan Matei, 06.05.2015, 18:26
لا أحدَ يتجاهَلُ إمكانياتِ دُوَل الخليج العربية التي يُقالُ عنها بأنها تَتَقَلَبُ في النعيم والثَراء. لذا، لا يزال رأسُ المال الذي يُمْكِنُ للعَرَبِ استثمارُه هَدَفًا مِنْ أهدافِ جَميعِ حُكُوماتِ العالَم. المملكةُ العربية السعودية وقطرُ والكويتُ والإمارات العربية المتحدة – كانت مَحطاتِ رئيس الوزراء، فيكتور بونتا، الذي حاوَلَ في كُلٍ منها إقناعَ مُحاوِرِيه بأنَ القيامَ بأعمال تجارية في رومانيا يَسْتَحِقُ المُحاوَلة. واعتَرَفَ رئيسُ الوُزراء في رياض، حيث استقْبَلَهُ الملكُ سَلمان، بأنَ رومانيا تحتاج إلى شُركاءَ مثل السعودية يرغبون في الاستثمار في الزراعة أو مَجالِ البناء أو السياحة العلاجية أوْ صِناعةِ الدفاع. ومِنَ المُقَرَرِ أنْ تتَوَجَهَ مجموعةٌ منْ رجالِ أعمالٍ رومانيين، في الشهر المُقْبِلِ، إلى المملكة العربية السعودية لِعَرْضِ اقتراحاتٍ مَلمُوسةٍ حول التعاوُن. بعد مُضِيِ خمسةٍ وعشرين عاما على إقامةِ العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا وقطر، كانَ بونتا أولَ رئيسِ حُكومة رومانيةٍ يصل إلى الدَوْحَة في إطارِ زيارةٍ رسمية، وأعْرَبَ بهذه المناسبة عَنْ سَعْيِهِ إلى استئنافِ الحوار السياسي الثنائي وإنعاشِ العلاقات الاقتصادية. إن حجمَ التبادُلاتِ التجارية الثنائية يَشْهَدُ اتجاها تَصاعُدِيا، ولكنَ قيمتَها البالِغَةَ واحِدًا وستين مليونَ دولار فقط لا تَعْكِسُ إمكانياتِ التَعاوُنِ مَعَ هذا الدولة التي تُخَصِصُ مئاتِ ملياراتِ الدولار للاستثماراتِ في الخارج. أما في الكويت، فَطُرِحَتْ للنقاش مشاريعُ في مجالِ الزراعة والصحة وتكنولوجيا المعلومات والبِنية التحتية للطاقة. وأوضحَ بونتا أنَ الطرفَيْن يَبْحَثانِ عَنْ حَلٍ لِدُخولِ المُنتجات الزراعية والغذائية الرومانية بشكْلٍ أسرَعَ وأسهلَ إلى السُوق الكويتية وأسواقِ دُوَلِ الخليج. وأضاف أن رومانيا “مَحبوبةٌ وتَحْظَى بالتقدير في الكُوَيْت، نظرا إلى الدَوْرِ الذي لعبته عام 1990″، في إشارةٍ إلى إدانةِ بوخارست إدانةً قاطِعةً للغَزْوِ العِراقِيِ لِلْكُوَيْت. وفي أبو ظَبِي، رَكَزَتِ المُباحثاتُ مع المسؤولين ومُمثلي بيئةِ الأعمال بالسعودية على نِيَةِ الحُكومة الرومانيية إدراجَ مَطارِ أوتوبين ببوخارست -وهو أكبرُ مَطارٍ في البلاد- في البُورصة، إضافةً إلى إعادةِ هَيكلةِ شَرِكَةِ الطيران الرومانية –تاروم. وفي نهايةِ جَوْلَتِهِ إلى الخليج، صَرَحَ رئيسُ الوزراء للإذاعة الرومانية بما يلي:
“نَجَحْنا، مِنَ الناحية السياسية، أَنْ نُثْبِتَ مِنْ جديد أننا مُهْتَمُونَ بِعلاقَتِنا مَعَهُمْ. كان هناك انفتاحٌ مِنْ طَرَفِهِم، منذ البداية. تَحَدَثْنا عَنْ أمورٍ مَلموسةٍ جدا. والآنَ، يَجِبُ أن نُنَفِذَ ما قُلناه وما تَعَهَدْنا به، إذْ لَدَيْنَا عادةٌ سيئة: نَتَحَدَثُ عَنْ مشاريعَ ومن ثم، بسبب مَشاكلَ بيروقراطية وخَوْفًا مِنَ التوقيع وقُدُومِ المُدَعِينَ للتَحْقِيقِ مَعَنا، نَتَخَلَى عنها. لذا، سأعْمَلُ أنا شخصيا وكذلك الوُزراءُ الذين صاحَبُونِي على تحقيقِ وتَنْفِيذِ جُزْءٍ مِنَ المشاريع المَطْرُوحَةِ للنقاش في الأشهُرِ الستة القادمة” — على حَدِ تعبير رئيس الحكومة الروماني، فيكتور بونتا.
جديرٌ بالذكر أن بوخارست لَمْ تَكُنْ تربِطُ بينَها وبَيْنِ دُوَلِ الخليج أيةُ علاقاتٍ دبلوماسية في الفترة الشيوعية، ولكنها كانَتْ تَتَعاوَنُ بِشَكْلٍ مُكثَفٍ مَعَ الأنظمة الدكتاتورية في الجزائر وليبيا وسوريا والعراق. ومن جانبِهِم، وَصَفَ المُحَلِلُونَ الاقتصاديون بالشُجاعِ مَسْعَى بونتا إلى تَحْوِيلِ العالَمِ العَربي، من جديد، إلى شريكٍ هامٍ بالنسبة لرومانيا.