جمهورية مولدوفا، بين الشرق والغرب
مستقلة منذ عام 1991، جمهورية اليوم، ليست باسارابيا التي كانت عام 1918، لا من حيث التكوين القومي، ولا من حيث الأراضي والحدود. فجمهورية مولدوفا، أصبحت أكثر انقاسماً سياسياً وإدارياً وعرقياً ولغوياً ودينياً مقارنة مع باسارابيا عام 1918 – أوضح سفير كيشيناو لدى بوخارست/ ميهاي غريبينتشيا، الذي حذر من أن أخطر عواقب نصف قرن من الاحتلال، على الرغم من أن جمهورية مولدوفا قد استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق، إلا أنها، على مستوى العقلية، لم تخرج بعد من الاتحاد السوفيتي. مجبران على التعايش معاً، رئيس الوزراء الموالي للغرب/ بافيل فيليب، والذي عرّف الدولتيْن على أنهما قلبيْن توأميْن، والرئيس الاشتراكي الموالي لروسيا/ إيغور دودون، الذي يتردد على موسكو أكثر من أية محافظة في جمهورية مولدوفا، هما اللذان يمثلان الشرخ والإنقسام السياسي والجيو- سياسي وكذلك إختلاف القيم في مجتمع باسارابيا.
Bogdan Matei, 27.03.2019, 18:37
مستقلة منذ عام 1991، جمهورية اليوم، ليست باسارابيا التي كانت عام 1918، لا من حيث التكوين القومي، ولا من حيث الأراضي والحدود. فجمهورية مولدوفا، أصبحت أكثر انقاسماً سياسياً وإدارياً وعرقياً ولغوياً ودينياً مقارنة مع باسارابيا عام 1918 – أوضح سفير كيشيناو لدى بوخارست/ ميهاي غريبينتشيا، الذي حذر من أن أخطر عواقب نصف قرن من الاحتلال، على الرغم من أن جمهورية مولدوفا قد استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق، إلا أنها، على مستوى العقلية، لم تخرج بعد من الاتحاد السوفيتي. مجبران على التعايش معاً، رئيس الوزراء الموالي للغرب/ بافيل فيليب، والذي عرّف الدولتيْن على أنهما قلبيْن توأميْن، والرئيس الاشتراكي الموالي لروسيا/ إيغور دودون، الذي يتردد على موسكو أكثر من أية محافظة في جمهورية مولدوفا، هما اللذان يمثلان الشرخ والإنقسام السياسي والجيو- سياسي وكذلك إختلاف القيم في مجتمع باسارابيا.
الانتخابات البرلمانية التي نظمت، الشهر الماضي، لم ينتج عنها فائز واضح بلا منازع، قادر على خلق أغلبية جديدة، ولكنها تشهد على نفس التشرذم بين أتباع الرئيس اليساري الموالي لروسيا، والحكومة اليمينية الموالية لأوروبا. وفي السنوات الأخيرة، شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في كلتي العاصمتين، تحت شعار باسارابيا هي رومانيا!، فيما عرفت بالمسيرات الوحدوية. لقد كانوا متحمسين ومقتنعين، بأن من أجل جمهورية مولدوفا، التي تدار من قبل طبقة سياسية فاسدة بعمق، والمُجزأة بسبب النزعة الانفصالية في ترانسنيستريا (شرق البلاد)، والتي تعتبرها جميع التصنيفات المتخصصة بأنها أفقر دولة أوروبية، فإن الحل الوحيد، هو الاتحاد مع رومانيا، الشقيقة الكبرى، التي تحظى بعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أي مع دولة يسودها القانون، ونصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي- وفقا للخبراء – أكبر بحوالي 20 مرة.