جسر جوي إلى إسرائيل
رومانيا تواصل إعادة مواطنيها من إسرائيل وقطاع غزة
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 16.10.2023, 21:49
الرأي العام الروماني، وكذلك الطبقة السياسية في بوخارست، لم يكونا غير مباليين على الإطلاق بالوضع في الشرق الأوسط. في إسرائيل يعيش مئات الآلاف من اليهود من ذوي الأصول الرومانية أو من نسلهم. بعض هؤلاء احتفظوا بجنسيتهم الرومانية. وفي العالم العربي، من المغرب إلى المشرق، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، توجد العديد من العائلات المختلطة، التي أسست، بشكل عام، من مواطنات رومانيات تزوجن من مواطنين عرب جاءوا إلى بلدنا للدراسة. في نهاية الستينيات، كان النظام الشيوعي في بوخارست الوحيد، خلف الستار الحديدي السابق، الذي لم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، ورغم ذلك، في نفس الوقت، كان الدكتاتور الشيوعي السابق/ نيكولايه تشاوشيسكو يتذرع دائمًا بما وصفها بالقضية العادلة للشعب الفلسطيني، وحافظ على علاقات شبه أخوية مع الزعيمها التاريخي للشعب الفلسطيني/ ياسر عرفات. مدفوعًا بطموحات سخيفة إلى حد ما، ليكون لاعبًا رئيسيًا على المسرح الدولي، كان لدى تشاوشيسكو وهمٌ، لفترة من الوقت، بأنه هو الشخص الذي سيتوسط في السلام بين اليهود والعرب.
الإنفجار الجديد للعنف بين إسرائيل وقطاع غزة أرعب الرومانيين، وأجبر صناع القرار السياسي في بوخارست على الاستجابة بسرعة، لضمان حماية مواطنيهم، الذين يخاطرون بالوقوع في مرمى النيران المتبادلة بين طرفي النزاع المُسلح. رئيس الوزراء/ مارتشيل تشيولاكو أعلن أن السلطات على اتصال تقريبًا بكل مواطن من حوالي 350 رومانيًا يعيشون في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه لم يغادر أحد على الإطلاق، حتى هذه اللحظة، القطاع الفلسطيني الخاضع لحصار صارم بشكل متزايد من قبل قوات الجيش الإسرائيلي. رئيس الوزراء أوضح أن، في الوقت الحالي، لا توجد أسباب للقلق على حياتهم، لكن الجميع يأمل وصولهم إلى رومانيا في أقرب وقت ممكن. وقال إن الحديث يدور حول الأشخاص مزدوجي الجنسية.
أما فيما يتعلق بالمساعدة الممنوحة للاجئين الأوكرانيين من إسرائيل، فقد أوضح مارتشيل تشيولاكو أن رومانيا جلبت ثلاثة آلاف من هؤلاء المواطنين، وأن معظمهم في طريق العبور إلى بلدان أخرى. رئيس الوزراء ذكر أن ذلك كان طلباً من المحافل الأوروبية، أما الدولة الرومانية فلم تدفع شيئاً. رئيس السلطة التنفيذية أضاف أيضًا أن 48 شخصًا فقط من هؤلاء طلبوا البقاء في رومانيا.
وفي الأسبوع الماضي، أعيد أكثر من 2000 مواطن روماني من إسرائيل، حيث نظمت 22 رحلة جوية لإعادتهم، أدارتها شركة الطيران الحكومية (تاروم)، وشركات أخرى خاصة. وابتداءً من يوم الخميس، علقت الشركة الوطنية للنقل الجوي الروماني (تاروم) مؤقتًا رحلاتها المنتظمة من وإلى تل أبيب، لكنها أوضحت أنها ستواصل تسيير رحلات خاصة، بناءً على طلب خلية الأزمة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية. الشركة تؤكد أنها ستظل على اتصال وثيق مع سلطات الدولة لإدارة الوضع الحالي. شركة النقل الجوي الروماني (تاروم) هي واحدة من الشركات القليلة التي لم تلغ رحلاتها إلى تل أبيب بعد الهجمات التي شنتها حركة حماس الإسلامية ضد إسرائيل. وعلاوة على ذلك، قررت مضاعفة عدد الرحلات الجوية على خط تل أبيب – بوخارست بين 7 و10 أكتوبر/ تشرين الأول، عندما كانت المجازر على أشدها.