تعويضات من أجل الطاقة
رومانيا ستطلب من الاتحاد الأوروبي تعويضاً عن الاختلافات الكبيرة في أسعار الطاقة بين غرب القارة وشرقها
Radio România Internațional, 13.09.2024, 17:20
ستطلب رومانيا من الاتحاد الأوروبي، تعويضاً عن الاختلافات الكبيرة في أسعار الطاقة، بين غرب القارة وشرقها، كما يقول الوزير “سيباستيان بوردوجا”. وأوضح أن هذه الاختلافات تخلق ضغطا على الأسعار في البلاد، وتعود إلى انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية في البلاد بسبب الجفاف، وكذلك بسبب مشاكل الربط البيني، والتي لم تساعد في تصدير طاقة أرخص من الغرب إلى الشرق، بالإضافة إلى دعم رومانيا لجمهورية مولدوفا ولأوكرانيا في مجال الطاقة.
وأضاف “سيباستيان بوردوجا”، بأنه سيتم تقديم طلب إلى مجلس الوزراء على المستوى الأوروبي، قائلاً بأنه يأمل أن يتم تعويض رومانيا عن فروق الأسعار هذه. وشدّد على أنه يدعم بقوة توسيع السوق الموحدة. فرومانيا تدفع في الوقت الحالي سعراً يبلغ نحو مئة وخمسين يورو/ميغاوات ساعة، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي، والبالغ نحو مئة واثنين يورو/ميغاوات ساعة.
ويزداد الشعور بارتفاع الأسعار، عندما تواجه البلاد عقبات كبيرة تتعلق بتنويع مصادر الطاقة، وتحسين كفاءة استخدامها، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية حول الاتحاد الطاقي. والوضع صحيح أيضاً على المستوى الأوروبي، رغم إظهار الوثيقة التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مجال الطاقة المتجددة.
ويعتبر الوقود الأحفوري في رومانيا أساسياً ضمن مصادر الطاقة المختلفة، حيث يشكل واحداً وسبعين في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة، وهو أعلى بقليل من متوسط الاتحاد الأوروبي والبالغ تسعة وستين في المئة. وتأتي الكهرباء في البلاد من مصادر مختلفة، بنسبة اثنين وأربعين في المئة من مصادر الطاقة المتجددة، وسبعة وثلاثين فاصلة ستة في المئة من الوقود الأحفوري، ونحو عشرين في المئة من الطاقة النووية. ولضمان الأمن الطاقي الوطني، يوجد في رومانيا ستة مرافق لتخزين الغاز، بسعة إجمالية تبلغ ثلاثة فاصلة واحد مليار متر مكعب، أي ما يعادل واحد وثلاثين بالمئة من استهلاك الغاز السنوي.
وبحلول منتصف شهر آب/أغسطس، تم ملئ هذه المرافق بالكامل، مما يؤمن احتياجات البلاد خلال فصل الشتاء المقبل. بالإضافة إلى ذلك، رومانيا ملتزمة بتطوير إنتاجها من الطاقة الكهرو-نووية، لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمناخ وتعزيز الأمن الطاقي. وتوجد خطط لبناء مفاعلين جديدين (CANDU)، تبلغ قدرة كل منهما نحو سبعمئة ميغاواط، لدعم المرافق النووية القائمة. وعلى الرغم من التقدم المحرز، تواجه رومانيا تحديات التكامل والامتثال. حيث تتأثر أسواق الكهرباء والغاز بالجملة في البلاد بشدة، بالتدخلات الحكومية التي تتجاوز إطار الطوارئ في الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، تم تركيب العدادات الذكية لثلاث وعشرين في المئة من الأسر الرومانية، والتي تُعتبر أداة هامة لزيادة مرونة السوق، وهو ما يشير إلى ضرورة وجود تحسينات لضمان الكفاءة الطاقية. ووفقاً للتقرير، لا يزال الفقر الطاقي للسكان مصدر قلق كبير في رومانيا. ففي عام ألفين وثلاثة وعشرين، لم يستطع نحو أربعة عشر في المئة من السكان من دفع فواتير الخدمات، ولم يستطع نحو ثلاثة عشر في المئة من السكان، من تدفئة منازلهم بشكل كاف في الشتاء، الأمر الذي يستدعي تسريع تجديد المباني إضافة إلى الإجراءات الاجتماعية ذات الصلة.