تطورات خطيرة في ملفات الفساد
Bogdan Matei, 11.02.2015, 19:46
بَلَغَتْ إحْدَى القضايا الأكثرِ إثارةً للدَهْشَة والجَدَلِ التي شَهِدَتْهَا الحياةُ السياسية الرومانية ما بعد الشيوعية نِهايَتَها. فَبَعْدَ جلساتِ استماعٍ ماراثُونيةٍ في الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد، اُعتُقِلَتْ Elena Udrea ، ليلةَ الثُلاثاء، بِتُهْمَةِ غَسْلِ المال والاتجار بالنُفوذ. ربما هذه نهايةُ حَياتِها السياسية والاجتماعية التي تَصَدَرَتْ افتتاحياتِ الصُحُف وافتتحتِ نشراتِ الأخبار التلفزيونية في العَقْدِ الأخير. تولَتْ Elena Udrea ، البالغةُ الثانيةَ والأربعين مِنَ العُمْر، طِوال مَسيرتِها السياسية، مَناصِبَ رئيسيةً عديدة، فكانَتْ مُستشارَة رِئاسيةً ونَائبةً ووزيرةً للسياحة والتنمية الإقليمية وزعيمةَ حزبِ الحركة الشعبية ومُرَشَحة- في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014- للاقتراع الرئاسي. وفيما يَخُصُ حَياتَها الشخصيةَ التي لَيْسَتْ مُثيرةً للدهشة مثلما هي تلك السياسية، فَبرَزَ فيها رَجُلان، هما زوجُها السابقُ، رجلُ الأعمال Dorin Cocoş ، الذي أُلقِيَ هو الآخَرُ خلف القُضبان، ورئيسُ الجمهوريةِ السابقُ، ترايان باسيسكو. وبَعْدَما كانت شَخْصا لا يُمَسُ أثناءَ السنوات العََشْرِ التي حَكَمَ فيها باسيسكو، ها هِيَ الآن تنهار بَعْدَ أقَلَ مِنْ شَهْرَيْن مُنْذُ انتهاءِ ولايةِ مُعَلِمِها السياسيِ الثانية والأخيرة التي يَحُقُ له تَوَلِيها وَفْقًا للدُستور. وخلال هذا العَقْد، لم يَتَرَدَدْ العديدُ مِنَ الوُزراء والبرلمانيين ورُؤساءِ البلديات في الاعتراف، عَلَنًا، بأن السيدةَ Udrea لديْها قُدراتٌ سياسيةٌ وإدارية وحتى أكاديميةٌ كَبيرة. وكانَتْ هناك فتراتٌ عندما كان سياسِيُون مِنْ حاشِيَةِ رئيسِ الجُمهورية يَصْطَفُونَ لِتَقْديمِ تَقديرِهِمْ للمرأة الأكثرِ نفوذا أثناء نظام باسيسكو لإرضاءِ هذا الأخير. والآن، أصْبَحَتْ Elena Udrea وَحِيدَة. حَيْثُ كان حِزْبُ الحَركةِ الشعبية يَختارُ عَشيةَ اعتقالِها، يومَ الأحَدِ الماضِيَ، زعيمَه الجديد، في إطارِ مُؤْتَمَرٍ استثنائِيٍ شارك فيه باسيسكو نفسُه. وكانَتْ Udrea قَدْ اِدَعَتْ دائما بأنها ضَحِيَةُ انْتِقامٍ وأنَ التحقيقاتِ المتتاليةَ في شأنها بَدَأَتْ بعدما تَقَدَمَتْ بِشَكْوًى جِنائيةٍ لدى الدائرة الوطنية لمكافحة الفساد ضِدَ المُدِير الحالي المُؤقت للمُخابَرات الرومانية، الجنرال Florian Coldea . ولكنَ حُجَتَها لا تُصَدَقُ ولا سيما نَظَرًا إلى أن Coldea نفسَه كان يَراهُ الجُمْهُورُ على أنه أحدُ أخْلَصِ أنصارِ الرئيسِ السابق. وصارت Udrea الآن واحِدَةً مِنْ عَشَراتِ المَسْؤُولين الكِبارِ السابقين الذين أُلْقِيَ القبضُ عليهِمْ في السنوات الماضية لِمُمارَسَةِ الفساد. ولا تزال العَدالَةُ تُنَظِفُ المَشْهَدَ السياسِيَ مِنَ الفاسدين، حَيْثُ وَضَعَ المُدَعُونَ وَزِيرَيْ الاقتصاد السابِقَيْنِ، اسيناتورَيْن Ion Ariton و Varujan Vosganian ، تَحْتَ المِجْهَر. ويُتَهَم Ariton السياسيُ المتحفظ بالأحرى بالاشتراكِ في إساءةِ استخدامِ السُلطة واستخدامِ نُفُوذِهِ مِنْ أجل الحصول على مَنافِعَ غيرِ مُسْتَحِقَةٍ في قَضِيَةٍ تُعَدُ فيها Elena Udrea نفسُها المُشتبَهَ بِهِ الرئيسِي. أما Vosganian ، الشخصُ المُعَقَدُ والزعيمُ اللبرالي والرِوَائِيُ المَوهوب والرئيسُ السابق للجالية الأرْمَنِيَةِ في رومانيا، فيُتَهَمُ بِتَشكيلٍ جَماعةٍ إجراميةٍ مُنَظَمَةِ والإساءة في استخدام السلطة والاشتراكِ في الاختلاس.