تدابير ضد آثار الجفاف
قُلصت إمدادات المياه في أكثر من 600 بلدة في رومانيا بسبب الجفاف.
Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 27.08.2024, 20:43
موجة الحر التي تؤثر على رومانيا منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي ستتقلص تدريجيًا في معظم أنحاء البلاد. وسيتخلص الناس من درجات الحرارة المرتفعة، ومن الانزعاج الحراري المتزايد، والليالي الاستوائية التي هيمنت على فصل الصيف بأكمله تقريبًا. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون الطقس أكثر دفئًا من المعتاد، وأن تكون الأمطار قليلة. خبيرة الأرصاد الجوية إيريس رادوكانو:
“على امتداد يوم الأربعاء، ستبقى موجة الحر في المناطق الغربية، حيث ستكون هناك، محلياً، موجة حر، وانزعاج حراري مرتفع، ودرجات حرارة قصوى تصل إلى 35 درجة. أما في المناطق الجنوبية، فسيكون الطقس غير مستقر، بوجه عام، وسيشهد هطول أمطار، وتفريغات كهربائية، بالإضافة إلى تكاثف للرياح”.
حالة عدم استقرار ستكون أيضًا في الجنوب- الشرقي، ومحليًا في الشرق، وفي المناطق الجبلية، وفي مساحات أصغر في الوسط والشمال. بعد ثلاثة أشهر حارة وجافة، كيف سيكون شهر سبتمبر/ أيلول؟ مرة أخرى، إيريس رادوكانو:
“الأسابيع الأربعة المقبلة ستكون مصحوبة بدرجات حرارة أعلى من تلك المميزة لهذه الفترة، خاصة في المناطق الغربية والجنوبية، أما مستوى هطول الأمطار فسيكون أقل من المعتاد”.
مستوى تدفق نهر الدانوب عند مدخل رومانيا تجاوز قليلاً نصف المتوسط المسجل على مدى عدة سنوات، وفي 42 قطاعاً من أصل 120 قطاعاً مرصوداً، كان أقل من الحد الأدنى اللازم لتلبية الاحتياجات من المياه – وفقاً لإدارة المياه الرومانية. أما في حال الأنهار الداخلية، نتيجة لموجة الحر، وشح الأمطار، فقد جف مجريان مائيان في الجنوب بشكل كامل. وفي أكثر من 600 بلدة في البلاد، وخاصة في الشرق، قلصت إمدادات المياه. وفي نحو 300 بلدة أخرى غير متصلة بالأنظمة المركزية، جفت الآبار.
تضاف إلى هذه الصورة حرائق النباتات في محافظتي فيلتشيا (في الجنوب) وفاسلوي (في الشرق). في الواقع، في فاسلوي وحدها، احترق ما يقرب من 270 هكتارًا من النباتات الجافة، خلال الأيام القليلة الماضية، واستدعت الحاجة تدخل الإطفائيين العسكريين لإطفاء خمس ٍ وعشرين بؤرة تفش. هؤلاء وجهوا نداءً للسكان بإدراك أن الحرائق خلال فترات القيظ والجفاف الشديد، أو تلك الخارجة عن السيطرة، أو في ظل ظروف الرياح القوية، يمكن أن تعرض صحة وحتى حياة الناس والحيوانات للخطر، وأن تسبب أضراراً مادية كبيرة.
وفي قطاع الزراعة، يستعد المزارعون لعام زراعي جديد، لكن الجفاف الذي شهده هذا الصيف سبب لهم أضراراً جسيمة. علاوة على ذلك، فإن حجم الضرر في رومانيا قد يكون له تأثير على القارة الأوروبية بأكملها- حسبما يحذر المحللون، الذين نقلت وكالة أنباء رويترز عنهم، والذين يعتقدون أن رومانيا، على سبيل المثال، التي تتنافس مع فرنسا على لقب أكبر منتج للذرة في الاتحاد الأوروبي، قد ينخفض مستوى انتاجها بسبب موجات متعددة من الجفاف والحرارة، من الممكن أن ينخفض إنتاجها بنسبة 30% هذا العام. إنه تحد لزراعة الذرة في فرن. إنه أحد أصعب المواسم التي واجهها المزارعون الرومانيون – كما يقول أحد المحللين. وزارة الزراعة في بوخارست أعلنت أن من بين الإجراءات التي أخذت في المنظور، بالإضافة إلى التعويضات، تعليق الأقساط للمزارعين اعتبارا من الأول من سبتمبر/ أيلول.