انسحاب بريطاني مطول من الإتحاد الأوروبي
من وجهة نظر رومانيا، الممثلة في قمة بروكسل من قبل الرئيس/ كلاوس يوهانيس، فإن الانفصال دون اتفاق يضر بالجميع:
Roxana Vasile, 22.03.2019, 20:40
خروج البريطانيين من الكتلة الأوروبية كان مقرراً في 29 مارس/ آذار 2019، لكن رئيسة الوزراء في لندن/ تيريزا ماي، طالبت بتمديد حتى 30 يونيو/ حزيران. وبعد حوالي سبع ساعات من المحادثات، قرر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، المجتمعون في بروكسل، بالإجماع منح المملكة المتحدة ليس مجرد سيناريو واحد، بل إثنين للتأجيل. ولكن ليس أي منهما حتى نهاية يونيو/ حزيران القادم، وإنما كلاهُما قبل انتخابات البرلمان الأوروبي. وبشكل أكثر تحديدًا، وفقًا للسيناريو الأول، إذا حظي اتفاق الانسحاب المتفاوض عليه مع الاتحاد، ولكن الذي رُفض مسبقاً مرتين من قبل البرلمان البريطاني، بالموافقة الأسبوع المقبل، فإن المجلس الأوروبي سيوافق على تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى 22 مايو/ أيار. أما في السيناريو الثاني، إذا لم ينجح الاتفاق في المرور بعد تصويت المشرعين البريطانيين، فإن المجلس الأوروبي يقترح تأجيل الموعد حتى 12 أبريل/ نيسان، وهو تاريخ هام، يجب على البريطانيين قبله أن يقرروا في أي اتجاه يريدون التحرك. وبمعنى آخر، حتى ذلك التاريخ، تبقى جميع الخيارات مفتوحة: لدى المسؤولين في الحكومة البريطانية فرصة إجراء انتخابات للبرلمان الأوروبي، ثم طلب تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، أو أن يقرروا الانسحاب دون أي اتفاق، أو بكل بساطة، أن يطالبوا بإلغاء المادة رقم 50، أي التخلي عن انسحاب بريطانيا.
من وجهة نظر رومانيا، الممثلة في قمة بروكسل من قبل الرئيس/ كلاوس يوهانيس، فإن الانفصال دون اتفاق يضر بالجميع:
الاتفاق جيد، لقد شاركنا جميعًا في وضع هذا الاتفاق، ونوقش من قبل فريقنا وهو الخيار الأفضل. إن ما يسمى بالخروج الصعب يمثل مشكلة كبيرة، أولا، بالنسبة للمملكة المتحدة، كما أنه لا يُرضينا أيضاً، لأننا نريد بناء علاقة جيدة في المستقبل، لذلك، من المستحسن أن نخطوا باليمين، وليس باليسار.
في الحالة غير المرغوبة، المتمثلة برفض البرلمان البريطاني للاتفاق مع الاتحاد، تؤكد بروكسل – من خلال صوت رئيس المفوضية الأوروبية/ جان- كلود جونكر – أن الدول الأعضاء السبع والعشرين، قد أعدت تدابير لحماية المواطنين ومصالح الكتلة الأوروبية. وبشكل أكثر تحديدًا، اعتمد تسعةَ عشرَ اقتراحًا تشريعيًا للتعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الأوروبيين، والنقل الجوي والبري، وقطاع صيد الأسماك. بالنسبة لرئيسة الوزراء/ تيريزا ماي، فهي ترى في قرار تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع ذلك، فرصة للبرلمان البريطاني، من أجل تبني اتفاق الإنسحاب من الاتحاد الأوروبي، وأخيراً، لوضع حد لحالة عدم اليقين، بشكل نهائي. مصدر قلق للطبقة السياسية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي(Brexit) له وقع خطير على الحالة النفسية للملايين من البريطانيين العاديين، حيث أن أربعة من كل عشرة يشعرون بالغضب أو العجز أو القلق. فوفقًا لاستطلاع، فإن 9٪ فقط من الذين استطلعت آراؤهم، يرون أنه دافع للأمل. أما بالنسبة للأوروبيين، فهم لا يوقفون عن التساؤل لماذا كل هذا الجهد؟.