انخفاض معدل البطالة في رومانيا
عدد العاطلين عن العمل يقل عن 3 بالمائة
Diana Baetelu, 30.01.2024, 14:59
نظرة عامة على سوق العمل في رومانيا تظهر العديد من التناقضات والمفارقات ..فبعد انضمام البلاد إلى عضوية الاتحاد الأوروبي هاجر ما يزيد عن أربعة ملايين من الرومانيين إلى غرب أوروبا بحثا عن حياة أفضل ولا تزال هجرة الأطباء مستمرة على الرغم من أن رواتبهم مماثلة لتلك التي يتقاضاها نظراؤهم في بلدان الاتحاد الأوروبي .كذلك نجد في مواقع البناء في فرنسا أو إيطاليا على سبيل المثال فرق عمل مكونة فقط من بناة رومانيين وتسمع اللغة الرومانية في العديد من محطات غسل السيارات في ألمانيا. في غضون ذلك بات البحث عن ميكانيكي سيارات أو كهربائي ماهر مغامرة في رومانيا مثلما بات إيجاد أشخاص راغبين في جز العشب أو إصلاح سياج المنازل مقابل أجر أمرا صعبا للغاية. لكن القطاع الأكثر تضررا من نقص العمالة هو قطاع الاستضافة إلا أنه نجح في الفترة الأخيرة في تعويض هذا النقص ولو جزئيا بالعمالة الوافدة من آسيا إذ نجد في الفنادق والمظاعم عاملات تنظيف من الصين ونوادل من الهند وصناع حلاوى من نيبال ينضاف إليهم الباكستانيون الذين يجوبون شوارع المدن بالدراجات الهوائية أو الدراجات النارية لتوصيل الطعام إلى الزبائن ..
رئيس غرفة التجارة والصناعة ميهاي دارابان قال أن عدد الفيتناميين الذين يعملون في رومانيا بعقود عمل وفقا للقانون يزيد عن ألفين – مطالبا الحكومتين الرومانية والفيتنامية بالعمل على مواصلة وصول هؤلاء العمال.. يقول الخبراء إن تدفق العمالة الأجنبية كان لا بد أن يؤدي إلى انخفاض عدد العاطلين عن العمل . فبحلول نهاية العام الماضي بلغ معدل البطالة المسجلة اثنين فاصلة ثلاثة وتسعين بالمائة في انخفاض طفيف عما كان عليه في 2022 وفق إحصائيات الوكالة الوطنية للتشغيل فيما بلغ إجمالي العاطلين عن العمل في رومانيا بحلول نهاية العام الماضي مائتين وخمسة وثلاثين ألفا وستمائة وستة وثلاثين شخصا.
من جانب آخر تؤكد الإحصائيات استمرار الفوارق بين العاطلين عن العمل حسب الجنس والعمر ومكان الإقامة والمستوى التعليمي . على سبيل المثال بلغ عدد العاطلين عن العمل في المناطق الحضرية سبعة وستين ألفا وثمانمائة وستة وثمانين مقابل مائة وسبعة وستين ألفا وسبعمائة وخمسين في المناطق الريفية . أما عدد النساء العاطلات عن العمل فبلغ بحلول نهاية العام الماضي مائة واثني عشر ألفا وخمسمائة واثنين وثلاثين بينما زاد عدد الرجال العاطلين عن العمل عن مائة وثلاثة وعشرين ألفا . كما أن معظم العاطلين عن العمل تتراوح أعمارهم ما بين الأربعين والتاسعة والأربعين يليهم من هم فوق سن الخامسة والخمسين وهم يمثلون مجتمعين أكثر من مائة ألف شخص. أما أدنى معدلات البطالة فنجدها في صفوف الأشحاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والعشرين والتاسعة والعشرين وعددهم يقل عن خمسة عشر ألفا .. وفيما يتعلق بمعدلات البطالة حسب المستوى التعليمي فأعلى المعدلات سجلت في صفوف غير المتعلين وخريجي مرحلة التعليم الابتدائي الذين يمثلون تسعة وعشرين بالمائة من العاطلين عن العمل فيما يمثل خريجو المرحلة الإعدادية نحو ثلث العاطلين عن العمل لينخفض هذا المعدل إلى أربعة فاصلة خمسة وخمسين بالمائة لخريجي الجامعات .