اليوم الوطني للنحات كونستانتين برينكوش
يُحتفل في 19 فبراير/ شباط باليوم الوطني لكونستانتين برينكوش، وهو التاريخ الذي ولد فيه النحات الروماني العظيم

Bashar Kishawi (بشار القيشاوي), 19.02.2025, 22:36
تبنى البرلمان الروماني، في عام 2015، قانونًا يعلن فيه 19 فبراير/ شباط – اليوم الوطني لكونستانتين برينكوش – عيداً وطنياً. ولأنه كان أحد أعظم النحاتين في القرن العشرين، لذلك، يُحتفى به على المستوى الوطني عبر سلسلة من الفعاليات الثقافية في العاصمة الرومانية، وكذلك في عدة مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد. الفعاليات بدأت، يوم الثلاثاء، في المعهد الثقافي الروماني في بوخارست، بعرض الفيلم الوثائقي “برينكوش، تحولات النحت”، والذي استخدم أرشيفات مسجلة نادرة بالصوت والصورة من ورشة عمل النحات الروماني الكبير. المعهد الثقافي الروماني يخطط، في الفترة المقبلة، لسلسلة من الفعاليات الموضوعية في الخارج أيضًا. وهكذا تُنظيم معارض أو عروض أفلام أو مؤتمرات في عواصم عالمية، مثل: بكين أو إسطنبول أو تل أبيب أو لندن أو باريس أو فيينا أو ستوكهولم أو مدريد أو لشبونة.
برينكوش كان شخصية رمزية في الثقافة الرومانية، حيث قدم مساهمة أساسية في تجديد الرؤية التجميلية في النحت المعاصر الشامل. ابن نجار فقير، وُلد كونستانتين برينكوش في 19 فبراير/ شباط 1876 في بلدة هوبيتسا، في محافظة غورج. في صغره، غادر منزله عدة مرات، وعمل في العديد من ورش الدهانات أو الأصباغ (وهي الورش التي تنظف وتصبغ فيها مختلف الأشياء)، كما عمل في عدد من المتاجر والحانات. ولاحقاً عمل كمتدرب في كرايوفا، حيث اكتشف مهارته في الصناعة اليدوية عبر تصنيع كمان من المواد التي وجدها في الورشة. وبعد ذلك، التحق بمدرسة الفنون والحرف اليدوية في نفس المدينة. وبعد أن التحق بمدرسة الفنون في مدينة كرايوفا (1894 – 1898)، ذهب إلى بوخارست حيث تخرج من مدرسة الفنون الجميلة (الجامعة الوطنية للفنون في بوخارست – 1902). أنتج خلال سنوات دراسته العديد من الأعمال، حاز العديد منها على ميداليات.
وفي عام 1904 قرر برينكوش المغادرة إلى باريس سيرًا على الأقدام، وتوقف في بودابست وفيينا. في عام 1905 التحق بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة في باريس، وبعد عام واحد فقط، عُرضت أعماله في صالون الخريف (في باريس). وفي عام 1907، عرضت ثلاثة أعمال للنحات في صالون الجمعية الوطنية للفنون الفرنسية. وكان النحات الفرنسي الشهير/ أوغوست رودان حاضرا أيضا في الافتتاح، حيث دعا برينكوش ليكون تلميذه، وهو العرض الذي رفضه النحات الروماني، الذي برر قراره بمقولته الشهيرة: “لا شيء ينمو في ظل الأشجار الكبيرة”.
في السنوات التالية، أنتج منحوتات أصبحت مشهورة، بما في ذلك “القبلة”، و”الطائر الخارق”، و”الآنسة بوغاني”، و”الابن الضال”. وفي عام 2024، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مجموعة “درب الأبطال” النحتية الموجودة في مدينة تيرغو- جيو، التي تمثل تكريماً للأبطال الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى، في قائمة مواقع التراث العالمي. المجموعة تتضمن أربعة أعمال: مائدة الصمت، وزقاق الكراسي، وبوابة القبلة، وعمود اللانهاية، التي صممها وبناها النحات الروماني العظيم بين عامي 1937 و1938. الأعمال الأربعة تقع على نفس المحور، وتتجه من الغرب إلى الشرق، ويبلغ طولها 1275 مترًا. كونستانتين برينكوش توفي في 16 مارس/ آذار 1957 ودُفن في مقبرة مونتبارناس في باريس.