النمسا لن تعراض انضمام رومانيا إلى مجال شنغن
أعلن وزير الداخلية النمساوي غرهارد كارنر أن بلاده لن تعارض بعد الآن انضمام رومانيا وبلغاريا إلى مجال شنغن بالحدود البرية.
Diana Baetelu, 10.12.2024, 15:30
أعلن وزير الداخلية النمساوي غرهارد كارنر أن بلاده لن تعارض بعد الآن انضمام رومانيا وبلغاريا إلى مجال شنغن بالحدود البرية. ومن المتوقع أن يتخذ القرار النهائي بهذا الشأن هذا الأسبوع في اجتماع وزراء الداخلية والعدل لبلدان الاتحاد الأوروبيي في بروكسل مع توضيح أن هذا القرار يجب اتخاذه بالإجماع .
وكانت النمسا قد عارضت توسيع مجال شنغن بقبول رومانيا وبلغاريا منذ عام 2022 على الرغم من توصيات المفوضية الأوروبية بقبولهما بحجة أن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ليست محمية بما فيه كفاية في رومانيا وبلغاريا من الهجرة غير الشرعية. وأوضح المسؤول النمساوي أن إصرار بلاده على مكافحة الهجرة غير الشرعية أدى إلى انخفاض عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم بالقرب من الحدود مع المجر وهو الطريق الأكثر استخداما من قبل المهاجرين واللاجئين للدخول إلى النمسا.
وشدد المسؤول النمساوي على أن الانخفاض الهائل لعدد محاولات عبور الحدود بشكل غير قانوني لم يكن ليحصل لو أن بلاده لم تعارض توسيع مجال شنغن حتى الآن. وأوضح كارنر أنه في عام 2023 كانت السلطات النمساوية اعترضت سبعين ألف مهاجر غير شرعي بحلول شهر أكتوبر تشرين الأول ولكن هذا العدد انخفض إلى حوالي أربعة آلاف فقط في نفس الفترة من العام الجاري لكنه قال أيضا أنه ليس من المؤكد على الإطلاق أن جميع المهاجرين غير الشرعيين وصلوا إلى النمسا عبر رومانيا.
وفي شهر ديسمبر كانون الأول عام 2023 قرر مجلس الاتحاد الأوروبي قبول بلغاريا ورومانيا في مجال شنغن إلا أن الدولتين انضمتا بالحدود الجوية والبحرية فقط في شهر مارس آذار الماضي مما أدى إلى إلغاء فحص جوازات سفر المواطنين الرومانيين والبلغار في مطارات وموانئ بلدان شنغن.
وقد اتفق وزراء الداخلية لكل من النمسا ورومانيا وبلغاريا إلى جانب المجر التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي على حزمة جديدة من التدابير الأمنية على الحدود. وتنص الوثيقة التي وقعتها الدول المعنية في بودابست مؤخرا على فترة انتقالية مدتها ستة أشهر ستستمر خلالها المراقبة على حدود رومانيا مع المجر وبلغاريا حتى بعد تاريخ الانضمام البري وذلك بطلب من النمسا. وبموجب تلك الوثيقة ستلغى المراقبة على الحدود البلغارية اليونانية .
ويذكر أن رومانيا كانت موضوع تقارير تقييم عديدة لمدى وفائها بشروط الانضمام إلى مجال شنغن تمهيدا لقبولها فيه والذي كان مقررا أن يجري في عام 2011 . ولكن عددا من الدول ومن بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا والسويد وفنلندا وهولندا والنمسا عارضت قبول رومانيا لأسباب تعلقت بالفساد والجريمة المنظمة وإصلاح القضاء والهجرة. وفي شهر مايو أيار عام 2022 أوصت المفوضية الأوروبية بقبول بلغاريا ورومانيا وكرواتيا في مجال شنغن فتم قبول الأخيرة فقط.
وفي شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي تبنى البرلمان الأوروبي قرارا جديدا هو الرابع من نوعه منذ عام 2011 يطالب فيه بانضمام بلغاريا ورومانيا إلى مجال شنغن على الفور.
ويذكر أن مجال شنغن هو أكبر منطقة للتنقل الحر في العالم وتزيد مساحتها عن أربعة ملايين كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها ما يقارب أربعمائة وعشرين مليون نسمة في سبع وعشرين دولة .