المناورة الوطنية – هزة أرضية 2018
أرغب بعد ذلك، أن يشارك السكان في مثل هذا السيناريو، وأن يفهموا كيف يجب أن يتفاعلوا. من المهم جداً، أن يعرف المواطنون ما يجب عليهم فعله، حتى ولو على مستوى الحد الأدنى، في مثل هذه الحالات
Bogdan Matei, 15.10.2018, 17:42
تشارك جميع الهياكل المسؤولة في مناورة تتضمن تمارين محاكاة لوقوع زلزال كبير بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، متبوع بهزة ارتدادية، من شأنها أن تسبب ضحايا عديدة، والتي قد تؤثر، بالدرجة الأولى، على العاصمة بوخارست. رجال الإنقاذ وضعوا أمام بعض العراقيل، والمواقف الحرجة، والحالات الإستثنائية، التي يصعب التصرف فيها، مثل وجود آلاف من القتلى والجرحى وآخرين من الذين أصبحوا بلا مأوى. في يوم السبت، أصدر الرئيس/ كلاوس يوهانيس مرسوماً بإعلان حالة الطوارئ. وفي إحدى قواعده، نصب الجيش مستشفى عسكرياً متنقلاً. وعلى أرض الملاعب في المدينة وفي التجمعات المحيطة، جهزت مخيمات للمتضررين. أما يوم الأحد، فقد كان التركيز على التعاون الدولي. فمن اسرائيل وإيطاليا والنرويج، جلبت مستشفيات متنقلة، من أحدث جيل، ومزودة، بما في ذلك، بمرافق العناية المركزة، ومن النمسا وهنغاريا أتت سيارات الإسعاف. موجود في بوخارست، المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، القبرصي/ كريستوس ستيليانيديس، أعلن عن إندهاشه وإعجابه بالمشاركين والموارد والقوات حشدت. ووفقا للسيناريو المقترح من قبل السلطات، فُعل خط هاتفي أخضر لأقارب المفقودين أو المصابين. أما الناس فقد نصحوا بعدم الدخول في حالة ذعر، وبتذكر كيفية التصرف في حال مثل هذه الكارثة – تقول وزيرة الداخلية/ كارمن دان:
أرغب بعد ذلك، أن يشارك السكان في مثل هذا السيناريو، وأن يفهموا كيف يجب أن يتفاعلوا. من المهم جداً، أن يعرف المواطنون ما يجب عليهم فعله، حتى ولو على مستوى الحد الأدنى، في مثل هذه الحالات
أما وكيل وزارة الداخلية/ د. رائد عرفات، رئيس قسم حالات الطوارئ، فيؤكد أن المناورة تعد فرصة للسلطات لاكتشاف ما لا تعمل بشكل جيد، وكيف يمكن تحسين الإجراءات:
أشياء كثيرة لا يمكن التنبؤ بها، أشياء كثيرة لم تُعد بعناية فائقة ليعلم كل شخص ما يجب عليه فعله، ولنرى ردة فعله، وهذا الأمر يتيح لنا أن نتعلم وأن نتعرف على العراقيل والمشاكل. فعلى سبيل المثال، نكتشف بعض الإجراءات الخاصة باتخاذ القرار التي قد تعرقلنا خلال كارثة ما. هذه الأمور يجب تغييرها، ويمكن ملاحظة ذلك.
على الرغم من تسخيفها في الصحافة وعلى الشبكات الاجتماعية، إلا أن المناورة لها فائدة معينة. في المائتي سنة الماضية، ضربت رومانيا سبعة زلازل، بلغت قوتها أكثر من سبع درجات على مقياس ريختر. الزلزال التذي وقع في 4 مارس/ آذار 1977، أسفر عن مقتل ألف وخمسمائة وسبعين شخصاً، غالبيتهم العظمى في بوخارست، كما سبب أضراراً مادية قدرت، آنذاك، بأكثر من ملياري دولار. حيث دمرت كلياً أو تضررت بشكل خطير، قرابة مائتين وثلاثين من المساكن، بينما عُطلت سبعُمائة وستون وحدة اقتصادية عن العمل. الزلزال ولد أزمة اقتصادية واجتماعية التي – وفقاً للمؤرخين – لم تتمكن الدكتاتورية الشيوعية في ذلك الوقت من التغلب عليها حتى انهارت. ويحذر المتخصصون من أن آلاف المباني يمكن أن تنهار في بوخارست في حالة حدوث زلزال مماثل.