الغاز الطبيعي من البحر الأسود
استغلال حقول الغاز الطبيعي في الجرف القاري الروماني للبحر الأسود يعكس نية استراتيجية للدولة الرومانية، لكنها أصبحت مؤخرًا حاجة ملحة وطارئة. حالياً، أصبح توريد الغاز الطبيعي سلاحًا جيو-سياسيًا، وموضوعاً ابتزاز من قبل المورد المميز للعديد من الدول الأوروبية، روسيا الإتحادية. الأزمة الناجمة عن غزو أوكرانيا وضعت، بشكل صارم، في مركز الاهتمام، اعتماد هذه الدول على القرارات السياسية لموسكو. استراتيجية العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، تتعارض أيضًا مع الحاجة إلى إمداد الاقتصاد والسكان في الاتحاد الأوروبي بالغاز الروسي. وعلى الفور، بدأ عملية استبدال الغاز الطبيعي الروسي بمصادر أخرى في أسرع وقت ممكن، وخاصة الغاز المسال. وخلال الوقت، اتخذت موسكو أيضًا، بكل بساطة، قرارًا بتعليق إمدادات الغاز المتعاقد عليها إلى بعض الدول الأوروبية، مما أدى إلى الإسراع في تطبيق حلول بديلة. رومانيا تعتمد بنسبة 10٪ كحد أقصى على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي. في هذا السياق، فإن بداية استغلال الغاز المستخرج من الجرف القاري الروماني، أي بمعنى آخر من المجال التابع للاتحاد الأوروبي، يجلب الحل الأمثل، وإن كان جزئيًا، لهذه المشكلة الكبرى التي يواجهها العالم الديمقراطي والمتحضر بالتزامن مع الحرب في أوكرانيا.
Marius Tiţa, 16.06.2022, 19:30
الواردات الأولى من الغاز الطبيعي المستخرج من المنصات المنتشرة في مياه البحر الأسود وصلت إلى النظام الوطني الروماني للنقل والتوزيع. هذا الإنجاز هام بشكل خاص، ويأتي في وقت حرج. الصحافيون من الإذاعة الرومانية العامة (راديو رومانيا) أعلنوا أن خلال الثلاثين عامًا الماضية، يُعد هذا أول مشروع جديد لتطوير إنتاج الغاز الطبيعي في الجرف القاري الروماني للبحر الأسود. كما أنه أول مشروع من نوعه قيد التطوير في هذا الوقت. مشروع تطوير ميديا مكون من خمسة آبار إنتاج في حقلي آنا Ana ودوينا Doina في محيط ميديا خمسة عشر. المشروع، الذي ينفذ في منطقة المياه الضحلة، يضم أيضًا منصة إنتاج بتحكم وتشغيل من الشاطئ، وخط أنابيب بحري بطول مائة وستة وعشرين كيلومترًا يؤمن نقل الغاز الطبيعي المستخرج إلى محطة معالجة غاز جديدة في بلدة كوربو، المطلة على الساحل الروماني. ولاحقا، يضخ الغاز المعالج وفق خطوات عملية تكنولوجية إلى النظام الوطني للنقل والتوزيع. استغلال الحقلين الموجودين في البحر الأسود سيتمر لمدة عشر سنوات. في هذا العام يقدر الانتاج بنحو نصف مليار متر مكعب من الغاز. وسيصل الإنتاج إلى مليار متر مكعب من الغاز سنويا على مدى السنوات الثلاث المقبلة. هذه المرحلة كفيلة مبدئياً بتأمين 10٪ من الطلب المحلي على الغاز الطبيعي، لكن المشروع يهدف إلى إعداد مشاريع تنموية أخرى في الجرف القاري للبحر الأسود التابع لرومانيا، وإطلاق سلسلة مبادرات لتطوير الطاقة الخضراء.
استغلال حقول الغاز الطبيعي في الجرف القاري الروماني للبحر الأسود يعكس نية استراتيجية للدولة الرومانية، لكنها أصبحت مؤخرًا حاجة ملحة وطارئة. حالياً، أصبح توريد الغاز الطبيعي سلاحًا جيو-سياسيًا، وموضوعاً ابتزاز من قبل المورد المميز للعديد من الدول الأوروبية، روسيا الإتحادية. الأزمة الناجمة عن غزو أوكرانيا وضعت، بشكل صارم، في مركز الاهتمام، اعتماد هذه الدول على القرارات السياسية لموسكو. استراتيجية العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، تتعارض أيضًا مع الحاجة إلى إمداد الاقتصاد والسكان في الاتحاد الأوروبي بالغاز الروسي. وعلى الفور، بدأ عملية استبدال الغاز الطبيعي الروسي بمصادر أخرى في أسرع وقت ممكن، وخاصة الغاز المسال. وخلال الوقت، اتخذت موسكو أيضًا، بكل بساطة، قرارًا بتعليق إمدادات الغاز المتعاقد عليها إلى بعض الدول الأوروبية، مما أدى إلى الإسراع في تطبيق حلول بديلة. رومانيا تعتمد بنسبة 10٪ كحد أقصى على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي. في هذا السياق، فإن بداية استغلال الغاز المستخرج من الجرف القاري الروماني، أي بمعنى آخر من المجال التابع للاتحاد الأوروبي، يجلب الحل الأمثل، وإن كان جزئيًا، لهذه المشكلة الكبرى التي يواجهها العالم الديمقراطي والمتحضر بالتزامن مع الحرب في أوكرانيا.