السياسيون الرومانيون والفساد
Bogdan Matei, 18.02.2015, 19:40
أُطلِق، ليلةَ الثلاثاء، سَراحُ وَزيرة السياحة والتنمية الإقليمية السابقة، Elena Udrea ، التي تُعْتَبَر أكثرَ المُقَرَبين مِنَ الرئيس السابق، ترايان باسيسكو، نُفوذا ولَكِنْ سيَسْتَمِرُ التحقيقُ مَعَها بعدما تَمَ وَضْعُها تَحْتَ الإقامة الجَبْرِيَة. وكانَتِ المُتَهَمَةُ المُلاحَقَةُ جِنائيا للاتجار بالنفوذ وتلقي الرَشوة وغَسل المال قَدُ اعْتُقِلَتْ في الأسبوع الماضي، بعدما كانَتْ مَوْضِعَ اهتمامِ افتتاحيات الصُحُف لعِدَةَ أيامٍ وافتَتَحَتْ نَشراتِ الأخبار التلفزيونية. ولَكِنَ عَوْدَتَها إلى المنزل لَقَدْ فاقَتْها أَهميةً فَضيحةُ فَسادٍ جديدة. حيث اُعتُقِلَ أَخُو زَوجة رئيس الوُزراء، فيكتور بونتا، نفسُه، رجلُ الأعمال Iulian Herţanu ، على ذِمَةِ تَوَرُطِهِ في مِلَفٍ يُتَهَمُ فيه بإساءةِ استخدام أموال الاتحاد الأوروبي والتَهَرُبِ مِنْ دفع الضرائب. ويبدو أن شركةً -كان مُساهِما رئيسيا فيها- حَصَلَتْ بِشَكْلٍ غيرِ قانوني على عَقْدٍ قيمتُه نحو مِليُونَيْ يورو لتوسيع شَبَكَةِ الصَرف الصحي في مدينة Comarnic الواقعةِ بِمُحافظة Prahova ، جَنُوبَ البلاد، كان مُمَوَلا بِأموالٍ مِنَ الاتحاد الأوروبي. تم التوقيعُ على العقد في شهر يناير/كانون الثاني عام 2012 وكان آخِرُ مَوْعِدٍ لإنجاز الأعمال هو فبراير/شُباط عام 2014، ولكنْ تَمَ تَمديدُ العقد إلى ديسمبر/كانون الأول، دُونَ إتمامِ الأعمال. هذا ويقول المُدَعُون بأن تأجيلَ الأعمالِ يُعِيقُ تنفيذَ عَقْدَيْنِ آخَرَيْنِ مُمَوَلَيْنِ، بدورِهِما، بأموالٍ أوروبية، تبلغ قيمتُهُما أربعةَ ملايين يورو، لِتَعْبيدِ الطُرُقِ التي تَجري فيها الأعمالُ لِتَوْسيعِ شبكة الصرف الصحي. وفي نفس الملف، تَمَ فَرْضُ الرًقابةِ القَضائية على نائِبَيْنِ مِنْ مُحافَظة براهوفا، هما Sebastan Ghiţă و Vlad Cosma ، إضافةً إلى أَبِي هذا الأخير، رئيسِ مَجْلسِ مُحافَظةِ براهوفا، Mircea Cosma . والآنَ، يُلاحَقُ هؤلاءِ السياسيون الثلاثة، الخاضِعُونَ لِتحقيقاتٍ أُخْرَى للمُدَعِينَ في دائرة مُكافَحةِ الفساد- يُلاحَقون جِنائيا لِدَعْمِ جَماعَةٍ إجراميةٍ مُنَظَمَة. والأمْرُ الذي يَزِيدُ مِنْ حَجْمِ الفَضيحة هو أنَ أعضاءَ هذه الجَماعة بأكملها مُقَرَبُونَ مِنْ بونتا. يُعَدُ Cosma الأبُ والابن رَئِيسَيْنِ مَحَلِيَيْنِ للحِزْبِ الاشتراكي الديموقراطي. أما Ghiţă ، الذي أُبعِدَ حَديثا مِنَ الحزب الاشتراكي الديموقراطي بسبب مَيْلِهِ إلى إثارةِ النزاعات، فكان ولا يزال أحَدَ الأصدقاء المُقَرَبِينَ مِنْ رئيس الوزراء الذي قَضَى مَعَهُ عُطلَةً في دُبَي بعد إخفاقِهِ في الانتخابات الرئاسيةِ من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. هذا وإنَ إلقاءَ أَخِي زَوْجَتِهِ في السجن يُضْعِفُ أكثرَ وَضْعَ بونتا، التي يُعَدُ مِنَ السياسيين الرومانيين الأكثرِ تَمَسُكًا بِمَفْهُومِ الأسْرَةِ المُمْتَدَة. زوجتُه، Daciana Sârbu ، برلمانيةٌ أوروبية، أما أبوها، Ilia Sârbu ، فهو رئيسُ المجموعة الاشتراكية الديموقراطية في مَجلس الشيوخ ببوخارست. زوجُ ابنةِ عَمِ بونتا، Robert Cazanciuc ، يترأس وزارةَ العدل، وإشبينُه أثناء زواجِه الأول، Gabriel Oprea ، هو وزيرُ الداخلية، أكا إشبينُه أثناء زَواجِهِ الثاني، George Maior ، فكان، إلى الشهر الماضي، مُديرَ المُخابَرات الرومانية. ويقول المُعَلِقُونَ إن رئيس الوزراءصار في وضع حرج، خاصةً بعدما كان قد طلب، في الصيف الماضي، بإصرار استقالةَ باسيسيكو، بعدما اعْتُقِلَ أخُوهُ الصغير، Mircea Basescu ، للاتجارِ بالنُفوذ لِصَالِحِ أحَدِ عَرّابِي المافيا الغَجرية في منطقة أولتينيا، الواقعةِ جَنُوبَ البلاد.