السباق الرئاسي
Bogdan Matei, 18.08.2014, 19:12
يقترب رئيسُ الجمهورية ترايان باسيسكو مِنْ نهاية ولايته الثانية والأخيرة في رئاسة الجمهورية، وفقا للدستور الروماني. مع حصيلةٍ مُثيرة للجدل، وبسيئاته وحسناته، صار باسيسكو — وهو بطلُ مكافحة الفساد الذي أخوه أُدخِل إلى السجن، المكروهُ من البعض والمحبوبُ مِنَ البعض الآخر- صار يُثير لا مُبالاةِ عَدَدٍ كبيرٍ مِنَ الرومانيين. إذا نظرنا إلى المُستَقْبَل، لَرَأَيْنَا أَنَ الناخبين مُهتمون أكثرَ بِخلَفِه. معظمُ استطلاعات الرأي تقريبا تُشير إلى كونِ رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي فيكتور بونتا المُرشَحَ الأوفرَ حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية التي ستنعقد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم. يُعَدُ بُونتا المُرَشَحَ الوحيدَ باتجاه اليسار وزعيمَ حزبٍ مُنْضَبِطٍ يُسيطر على جميع مُؤَسَساتِ الدولة تقريبا، كما يستفيد مِنْ مِيزةٍ مِنْ حيثُ الخدماتُ اللوجستية. يتمتع بِصُورةٍ حسنة لِزَعيمٍ يَأسِفُ لِمَتاعِبِ كُلِ رُوماني رَوَجَ لها جزءٌ مِنْ وسائل الإعلام بِكثرة، ولكنه أظهر تَعَطُشَه وتَعَطُشَ زُملائِهِ الاشتراكيين إلى الانتقام، نظرا إلى أَنْ حِزبَهَمْ لَمْ يَفُزْ بالانتخابات الرئاسية منذ عام 2000. بونتا، البالغُ الثاني والأربعين من العمر، يُعَدُ، وَفقا للمعايير الرومانية، مُرَشَحًا شابًا جدا للفوز بالانتخابات الرئاسية. ويَعتقد مُنافِسُوه أنه غيرُ ناضِجٍ لتولي هذا المنصب، وكانت بعضُ الأعمال التي قام بها في إطار أدائِهِ لِمَهامِهِ قد غَذَتِ التُهَمَ المُوَجَهَةَ إليه بِقلة نُضْجِه السياسي. وإنْ كانَ اليسارُ السياسيُ يَستثمر مَوارِدَهُ وطاقَتَهُ ويَضَعُ آمَالَه في شخص واحد، يُمْكِنُ مِنْ خِلالِهِ أَنْ يَرْبَحَ أَوْ أَنْ يَخْسَرَ كُلَ شيء، يبدو اليمينُ السياسي مِنْ جَانِبِهِ مُنقسِما جدا بسبب وُجود عَددٍ كبيرٍ مِنَ المُرَشَحين. أهمُ الأحزابِ البرلمانية المُعارِضَة، هما الحزبُ الوطني اللبرالي والحزبُ الديموقراطي اللبرالي اللذان يشكلان ما يُسمى بالتحالف المَسيحي اللبرالي، اختارا زعيمَ اللبراليين الجديدَ، كلاووس يوهانيس، مُنافِسًا لفيكتور بونتا. كلاووس يوهانيس، عمدةُ مَدينة سيبيو منذ زمن طويل، مِنْ أصل ألماني، يَتَسِمُ بالجِدِيَةِ ويختلف تماما عَنْ رئيس الوُزراء بتصريحاتِه التَهَكُمِيَة التي تبدو أحيانا في غَيْرِ مَحَلِها. ومع أنه محبوبٌ لدى الناخبين في المُدُن، خاصةً في منطقة ترانسيلفانيا — مَسقط رأسه، ورغم استفادَتِهِ مِنِ انْجِذابِ الكَثير مِنَ الراومنيين إلى وَهمِ كَفاءَةِ الألمان، يقول مُنتقدوه بأنه غيرُ مُناسِبٍ للمَنصب الرئاسي. وبدورِهِمْ، يَقولُ عُلماءُ الاجتماع بأن مُعظمَ الناخبين غيرُ مُستَعِدين لِقُبُولِ أحدِ أفراد الأقليات يَنتمي إلى طائِفَةِ البروتستانت رَئيسًا لِبلادِهِمْ التي يَتجاوَزُ فيها عددُ المُواطنين من أصل روماني المَسيحيين الأورثوذكس، وَفقا للإحصاءات، الثمانين في المائة مِنْ مَجْمُوع السًكان. وعلى الرغم من ذلك، أظهرَتْ استطلاعاتُ الرأي أَنَ كلاووس يوهانيس سيَكُونُ مُنافِسَ بونتا في الجولة الثانية مِنَ الاقتراع الرئاسي الذي ربما لَنْ يَفُوزَ به. بقيةُ مُرسَحي اليمين السياسي لَدَيْهِمْ فُرصٌ ضئيلة، وَفْقًا لِنِياتِ الناخبين. رئيسُ الوزراء وزعيمُ الحزب الوطني اللبرالي السابق، كالين بوبيسكو تاريتشانو، تَرَشَح مِنْ طرف الحزب اللبرالي الإصلاحي الامُنشق، ولكنْ بِلا جَدْوَى وَفقا للمُحللين. النائبة الأوروبية مِنَ الحزب الديموقراطي اللبرالي، Monica Macovei، رشحت نفسَها للانتخابات الرئاسية ولكن دون التمتع بأيِ دَعْمٍ مِنْ حزبها. ومن جهة أخرى، لقد تسببتِ الانتخاباتُ الرئاسيةُ في اضطراباتٍ شديدةٍ في إطار حزبِ الحركة الشعبية المُوالي لرئيس الجمهورية. فرغم اختيارِ قيادةِ الحزبِ الوَزيرَ السابقَ Cristian Diaconescu مُرَشَحًا للحزب في الاقتراع الرئاسي، يبدو أن زعيمةَ الحزبِ نفسَها، Elena Udrea، تُعارِضُ تَرْشِيحَهُ، اقتناعًا مِنْهًا أَنها الشخصُ الوحيدُ القادرُ على التَغَلُبِ على بونتا.