الرئيس يوهانيس عن حالة رومانيا
إنَ ما أقْتَرِحُهُ علَيْكُمْ هو عامٌ انتخابيٌ مُختَلِف، يجب ألا يكونَ شَعبَوِيًا وألا يَتَجَنَبَ المواضيعَ الرئيسية التي تهم الجماهير وألا يَكُونَ عاما للتدابير الخَطِرة.
Roxana Vasile, 23.02.2016, 20:40
عامٌ انتخابيٌ خالٍ مِنَ الشعبوية، والاهتمامُ باحتياجات المواطنين، والتعاوُنُ مع سُلطات الدولة الأخرى – هذا ما يُريده على المستوى الداخلي رئيسُ الجُمهورية كلاووس يوهانيس في الفترة القادمة مِنَ البرلمان. التجربةُ عَلمَتِ الرومانيين أنَ اختتامَ كُلَ جَولةٍ انتخابية يُحدث تغييرا في الطبقة السياسية ويؤدي إلى إجراءاتٍ مُفيدةٍ لِحِزْبٍ أوْ لآخَر وسياسات يتم تبنيها بناءا على حساباتٍ انتخابية تافهة وتخصيصِ الأموال حسْبَ الانتماء السياسي وَوُعُودٍ شَعبوية لا يُمكن تلبيتُها وحتى قوانينَ لا تُطَبَقُ أبدا. لا أحدَ يُعارِضُ رغبةَ الأحزاب في كسبِ الأصوات. ولكن، نظرا إلى أنَ كُلَ انحرافٍ قَدْ يمَسُ بديموقراطيةِ رومانيا واقتصادها في عام 2016 الذي سيَشْهَدُ انتخاباتٍ محليةً وبرلمانية – تُتاح الآنَ أمام السياسيين الفُرصةُ لِيَفعَلُوا الأشياءَ بشكلٍ مُختَلِف – هذا ما صرح به الرئيسُ يوهانيس. التنافُسُ على الأصوات يَجِبُ ألا يستبعدَ الاهتمامَ بالبِناء على المَدى الطويل، وحُمَى الحَمَلاتِ يَجِبُ ألا تَمْنَعَ النِقاشَ المُتوازِن، والمواضيعُ المُذهلة فينبغي ألا تحذِفَ مِنْ على الأجندة العامة القضايا الرئيسيةَ التي تَهُمُ الرومانيين. لذا فإنَ الاقترابَ مِنْ نهايةِ الوِلاية السياسية قد يَعْنِي المَزيدَ مِنَ الحِرص والمزيدَ مِنَ المسؤولية والمزيدَ مِنَ الاهتمام إزاء الاستماع إلى ما يَرْغَبُ فيه المُواطنون. وفي الخطاب الذي ألقاه يومَ الاثنين أمام البرلمان، أفاد كلاووس يوهانيس بما يلي:
إنَ ما أقْتَرِحُهُ علَيْكُمْ هو عامٌ انتخابيٌ مُختَلِف، يجب ألا يكونَ شَعبَوِيًا وألا يَتَجَنَبَ المواضيعَ الرئيسية التي تهم الجماهير وألا يَكُونَ عاما للتدابير الخَطِرة.
وانطلاقا مِنْ هذه الاعتبارات، تكون الرِهاناتُ الرئيسيةُ لعام 2016 هي استعادةُ الثقة بالسياسة وحسنُ سيرِ المؤسسات الديمقوراطية ومُواصلةُ الجهود في مجالاتٍ حيث سَجَلَتْ رومانيا تقدُمًا واكتسبت تقديرَ الشُركاء الخارجيين ووضعُ الأسُسِ التي يُمْكِنُ البناءُ عليها في عام 2017، بِغَضِ النظرِ عنِ النظام الحاكم. ويَحتفِظُ الرئيس كلاووس يوهانيس بالتزاماتِه المُتعلِقَةِ بتعزيز دولة القانون واستقلالِ القَضاء ومُكافحةِ الفساد. وفي هذا السياق، أعرب عَنِ استياءِهِ مِنْ عَرقلةِ البرلمان المستَمِرَةِ لِسَيْرِ العَدالة:
أنا غيرُ راضٍ لأنَ البعضَ لَمْ يَفْهَمُوا بَعْدُ أنَ الحِصانةَ البرلمانيةَ لا يُمْكِنُ استخدامُها لِعَرقَلَةِ سَيْرِ العَدالة. لذلك، فيما يخص الاستجابةَ لِطَلَبَاتِ القَضاء، فبَعْدِ عِدَةِ خُطُواتٍ إلى الأمام تلي خُطوةٌ إلى الوَراء مما يَضَعُ مُجَدَدًا مِصداقيةَ البرلمانِ والإرادةَ في علاقاتٍ صَحيحةٍ مَعَ النظام القضائي مَوْضِعَ شَك.
وحَذَرَ رئيسُ الجمهورية مِنْ أنَهُ لَنْ يَكُونَ مُجَرَدَ مُتَفَرِجٍ حِيالَ تعيينِ الرُؤساء الجُدُدِ للدائرة الوطنية لمكافحة الفساد ومَحكمةِ العدل والنقض العليا، كما عَبَرَ عَنْ أمله أنْ تكونَ هناك مُنافسةٌ جِدية دُونَ أيِ تدخُلٍ سياسي. وعلى المُستوى الخارجي، يتمثل أحدُ أهدافِ رومانيا في قمةِ حلف شمال الأطلسي بوارسو في تأكيدِ اهتمامِ الناتو القوي بِمِنطقةِ البحر الأسود. رومانيا ينبغي أنْ تُشارِكَ في الوقت نفسه بِنَشاطٍ ليس فقط في إيجادِ حُلولِ للأزمات التي يُواجهها الاتحادُ الأوروبي في الوقت الحالي وإنما كذلك في تعزيزِ الالتزام والثقةِ بالمشروع الأوروبي.