الحرب التجارية الأمريكية الأوروبية
معاناة مصنع الصلب في جالاتس (جنوب شرق رومانيا) نتيجة الأزمة العامة للصناعة الأوروبية التي تستهلك الطاقة بشكل عالٍ

Radio România Internațional, 13.03.2025, 19:19
بالإضافة إلى كونها أكبر ميناء نهري روماني، وتقع بالقرب من الحدود المولدوفية الأوكرانية، تملك مدينة “غالاتس” أصولاً اقتصادية أخرى، وجامعة مهمة. لكن الأهم أن هذه المدينة تتمركز حول مصنع الصلب الأكبر في البلاد منذ عقود.
وبعد ست سنوات من افتتاح مصنع الصلب، في عام ألف وتسعمئة وستة وستين، أصبح يعمل فيه أكثر من خمسين ألف موظف. وأظهرت دراسة أجريت عام ألفين وأحد عشر، أن ثلثي سكان مدينة “غالاتس”، يعملون أو ما زالوا يعملون في المصنع أو في المصانع المرتبطة به. ويُطلق على فريق كرة القدم الخاص بالمدينة والمحافظة، وبطل رومانيا قبل أربعة عشر عاماً، اسم “الفولاذ”.
وبعد انهيار الديكتاتورية الشيوعية، تم بيع المصنع إلى القطاع الخاص، والذي تمتلكه اليوم مجموعة “ليبيرتي هاوس غروب”، التي أسسها البريطاني من أصل هندي “سانجيف غوبتا”. وتدرك المجموعة تماماً الأزمة العامة في الصناعة الأوروبية ذات الاستهلاك العالي من الطاقة.
ويوم الأربعاء، احتج العشرات من موظفي مصنع “ليبرتي غالاتس”، غير راضين عن التأخير في دفع الرواتب والحقوق الأخرى. حيث لم يكن المصنع نشطاً منذ تسعة أشهر، وقد حصلت إدارته على حكم قضائي من إجراء تسوية مع الدائنين، مما يسمح بتأجيل التنفيذ القسري للدائنين لمدة أربعة أشهر. وفي الوقت الحالي، لم يكن عمال الصلب في “غالاتس” مصممين على بدء الإضراب العام، منتظرين توضيحات من إدارة المصنع، في الوقت الذي حذّر فيه عضو البرلمان الأوروبي “دان نيكا”، الذي يعيش في “غالاتس” منذ أربعين عاماً من خطر إغلاق المصنع، مما قد يترك آلاف العائلات دون دخل.
“الصناعة الأوروبية في وضع سيء كما لم تكن في أي وقت مضى. يتعرض مصنع “غالاتس” لخطر كبير من وقف نشاطه، وخطر فقدان عشرات الآلاف من الأشخاص لوظائفهم. وينطبق الشيء نفسه على صناعة الألمنيوم، وعلى صناعة الأسمنت، وصناعة الأسمدة الكيميائية، لأننا لم نتمكن من اتخاذ التدابير المتعلقة بارتفاع أسعار الطاقة، والتحكم بالواردات من بلدان خارج الاتحاد الأوروبي، المصنوعة بانبعاثات عالية من ثاني أكسيد الكربون، والتي غزت السوق الأوروبية، بالإضافة إلى نقص مصادر تمويل البرامج الأوروبية، حيث يرفض بنك الاستثمار الأوروبي تمويل كل هذه البرامج”.
بالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء إن الزيادة في التعريفات الجمركية الأمريكية على واردات الصلب، ستؤثر بشدة على صناعة الصلب في الاتحاد الأوروبي، وضمنياً على رومانيا. عضو البرلمان الأوروبي “يوليو وينكلر”.
“إن إضافة خمسة وعشرين في المئة إلى التكاليف، سيعمّق أزمة صناعة الصلب في كل من الاتحاد الأوروبي ورومانيا، لأن هذه الأزمة تأتي أولاً وقبل كل شيء من سعر الطاقة. فالطاقة أغلى بنحو ثلاثة أضعاف في أوروبا منها في الولايات المتحدة، وهذا ينهي فكرة القدرة التنافسية الأوروبية بكاملها”.
ومن حيث الحجم، تُعدّ رومانيا ثالث مصدّر أوروبي للصلب إلى الولايات المتحدة، إلى جانب ألمانيا المصدّر الرئيسي للألمنيوم.