الثورة الرومانية – 29 عاماً
في أحداث ديسمبر/ كانون الأول 1989، قتل أكثر من 1000 شخص في رومانيا، وأصيب 3000 آخرين على الأقل. وبعد 29 عاما من الثورة، لم يكتمل تحقيق النيابة بعد، ولم يعاقب جميع المذنبين. مبدئياً، أعيد فتح ملف الثورة في عام 2017، بعد أن لاحظ القضاة سطحية التحريات، وأعلن المدعون العسكريون تمديد المقاضاة الجنائية فيما يتعلق بالجرائم ضد الإنسانية. القضاة والمدعون، خلصوا إلى أن “من أجل الحفاظ على السلطة، قررت القيادة السياسية والعسكرية الجديدة بعد عام 1989، قتل أو اعتقال عدد كبير من الناس”. رئيس جمعية “21 ديسمبر/ كانون الأول 1989″، السيد/ دورو ماريش، يؤكد أن بالنسبة لأبطال الثورة، لا يمكننا فعل سوى شيء واحد فقط: القصاص!
România Internațional, 22.12.2018, 01:01
في كل عام، يُخلد الرومانيون ذكرى ضحايا الثورة المناهضة للشيوعية التي اندلعت في ديسمبر/ كانون الأول 1989. بعضهم يشعرون بأنهم يعيشون ألم تلك اللحظات مجدداً على الرغم من مضي 29 عاما. الرئيس/ كلاوس يوهانيس، وضع أمام نصب في ميدان الجامعة في بوخارست، إكليلاً من الزهور إحياءً لذكرى الضحايا، أما أعضاء مجلس الشيوخ والنواب، فقد وقفوا لحظة صمت تخليدا لذكراهم. ويوم الخميس، احتُفل بيوم النصر في مدينة تيميشوارا. ففي 20 ديسمبر/ كانون الأول 1989، بعد عدة أيام من القمع من جانب السلطات الشيوعية، خرج سكان تيميشوارا بأعداد كبيرة إلى الشوارع، بينما تراجع الجيش إلى ثكناته، ومن شرفة مبنى دار الأوبرا في تيميشوارا، أُعلن عن “أول مدينة محررة من الشيوعية في رومانيا”. ولتخليد هذه اللحظة، أطلقت صافرات الإنذار، يوم الخميس، في وسط هذه المدينة التي تقع غرب رومانيا، التي انطلقت منها شرارة الثورة المعادية للشيوعية قبل 29 عاماً. هنا اندلع احتجاج عفوي رداً على محاولة النظام الشيوعي طرد القس الإصلاحي/ لازلو توكيش، الذي كان قد أدلى بتعليقات انتقادية إزاء النظام الشيوعي في الصحافة الدولية، ترجمت – وفقاً لنهج تلك الحقبة — بأنها تحريض على الانقسام العرقي. وفي 17 ديسمبر/ كانون الأول، توسع الاحتجاج إلى وسط المدينة، ليصبح المنصة الرئيسية للهتافات المعادية للشيوعية، التي لم تكن مُتصورة في تلك الأيام. ومع مواجهتها لوضع غير مسبوق، أصدرت السلطات أمراً للجيش بالخروج إلى الشوارع التي كانت مليئة فعلياً بأفراد الجهاز الأمني المرعب المعروف باسم “السيكوريتاتيه” – الشرطة السياسية السرية للنظام الشيوعي. تبع ذلك تدخل وحشي، وقتل عشرات من الناس. ولإزالة آثار القمع العنيف تماماً، نقلت الجثث إلى مشرحة مستشفى المدينة، وأرسلت لاحقاً إلى العاصمة بوخارست، حيث أحرقت في محرقة، وألقي الرماد في فوهة مصرف قريب للمجاري الصحية، في عملية أطلق عليها رمزيا إسم “الوردة”. وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول، اتسعت رقعة الانتفاضة المناهضة للشيوعية، لتصل العاصمة بوخارست، وبلغت ذروتها في 22 ديسمبر/ كانون الأول، بفرار الدكتاتور/ نيكولاي تشاوشيسكو وقرينته إيلينا. ولاحقاً، قبض عليهما وأعدم في يوم عيد الميلاد، بعد محاكمة قصيرة.
في أحداث ديسمبر/ كانون الأول 1989، قتل أكثر من 1000 شخص في رومانيا، وأصيب 3000 آخرين على الأقل. وبعد 29 عاما من الثورة، لم يكتمل تحقيق النيابة بعد، ولم يعاقب جميع المذنبين. مبدئياً، أعيد فتح ملف الثورة في عام 2017، بعد أن لاحظ القضاة سطحية التحريات، وأعلن المدعون العسكريون تمديد المقاضاة الجنائية فيما يتعلق بالجرائم ضد الإنسانية. القضاة والمدعون، خلصوا إلى أن “من أجل الحفاظ على السلطة، قررت القيادة السياسية والعسكرية الجديدة بعد عام 1989، قتل أو اعتقال عدد كبير من الناس”. رئيس جمعية “21 ديسمبر/ كانون الأول 1989″، السيد/ دورو ماريش، يؤكد أن بالنسبة لأبطال الثورة، لا يمكننا فعل سوى شيء واحد فقط: القصاص!